شهر من الندوات والأمسيات الشعرية والفنية: مهرجان القرين الخامس محطة بارزة لتفعيل الحركة الثقافية العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زال الناس في الكويت يتابعون فعاليات أنشطة مهرجان القرين الثقافي الخامس والذي بدأت فعالياته يوم السبت الرابع عشر من الشهر الجاري والذي يقام تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ، ويستمر حتى العاشر من الشهر المقبل. ويشرف عليه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقام وزير الاعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يوسف السميط نيابة عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بافتتاح فعاليات مهرجان القرين الثقافي الخامس ومعرض الكويت للكتاب العربي الثالث والعشرين والذي يقام سنويا لمدة أسبوعين، وهو من أقدم معارض الكتب العربية قاطبة. الثقافة كانت طوال تاريخ الكويت المعاصر خيارا استراتيجيا بهذه الكلمات أعلن وزير الاعلام الكويتي ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب افتتاح معرض الكتاب، وأضاف في الكلمة الافتتاحية بقوله ان اللقاءات والمؤتمرات الثقافية التي تنظمها الكويت تقام خالصة لوجه الثقافة العربية بعيدا عن الحسابات السياسية والايديولوجية، ومن هنا تجيء أهمية مهرجان القرين الثقافي، ونوه وزير الاعلام في الكلمة الافتتاحية بالمجلس الوطني باعتباره أحد المعالم البارزة في نهضة الكويت الحديثة، من جانبه تحدث الأمين العام للمجلس الوطني الدكتور محمد الرميحي وأشار إلى ان الثقافة لم تعد ترفا فهي الطريق الوحيد للتنمية في عصر العولمة، وان الكتاب هو الرافد الأساسي للثقافة، وحضن المعرفة ونهرها العظيم. وأشار الأمين العام إلى أن مهرجان القرين الثقافي الخامس حافل بالأنشطة الثقافية التي تسهم في تعزيز التنمية الثقافية العربية والارتقاء بالوعي العربي العام إلى مستوى مستجدات العصر وتحدياته، وتحدث الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب ورئيس اتحاد الناشرين المصريين المهندس إبراهيم المعلم وعبر عن سعادته لحضور الاحتفال بعيد من الأعياد الثقافية العربية وهو مهرجان القرين الثقافي ومعرض الكتاب، باعتبارهما نموذجا لجهد الكويت الثقافي الذي لم ينقطع حتى في أحلك الظروف بعد ذلك قام وزير الاعلام يرافقه الأمين العام والضيوف بافتتاح معرض الكتاب، الذي ضم 235 جناحا لبيع الكتب والمطبوعات ضمت 2,5 مليون كتاب منها 7104 من العناوين الحديثة، ووصل عدد الناشرين إلى 610 ناشرين من جميع أنحاء العالم. أول أنشطة مهرجان القرين لهذا العام معرض الفنان التشكيلي السوري المبدع نذير نبعة، وقد افتتحه الأمين العام الدكتور محمد الرميحي في مساء الأحد 15 نوفمبر بصالة الفنون التشكيلية وسط جمع كبير من المهتمين والمتابعين للحركة التشكيلية في الكويت. عرض الفنان نذير نبعة 45 لوحة اختصر خلالها تجربته التشكيلية منذ عام 1965 حتى الآن، وقدم بانوراما لتجربته ومسيرته الفنية، وتتميز تجربة نبعة بالدراسة اللونية وأبعاد اللون الواحد وتقديم رؤية كاشفة نفذت إلى أعماق الكائن الحي لتبشر بانتصار الخير على الشر والجمال على القبح والنور على الظلمة. الاثنين 16 نوفمبر كان موعد الاحتفاء بالسينما العربية من خلال اسبوع السينما المصرية الذي أقيم خلال مهرجان القرين الثقافي الخامس، بالتعاون مع المجلس الوطني ونادي الكويت للسينما، وقد حضرت خصيصا للأسبوع الفنانة المصرية ليلة علوي بالاضافة إلى الفنان محمود حميدة والمخرج كمال الشيخ والناقد السينمائي سمير فريد، والدكتور مدكور ثابت رئيس المركز القومي للسينما، في الحفل الافتتاحي الذي أقيم في أحدث دار عرض سينمائي بالكويت وهي دار السينما الشرقية تحدث الأمين العام وأشار إلى أهمية السينما المصرية في الحياة العربية المعاصرة، وطالب رجال الأعمال والمثقفين والجمهور بضرورة الوقوف مع أزمة صناعة السينما المصرية، لدعم هذا الفن الجميل، وأعلن عن تكوين »لجنة السينما« في إطار اهتمامات المجلس الوطني برعاية وتدعيم وتطوير هذا الفن الراقي، وقام الأمين العام بتكريم الفنانين الحضور واهدائهم الدرع التذكاري لمهرجان القرين. في حفل الافتتاح عرض فيلم قصير بعنوان »نمرة 6« هو من بطولة إسماعيل ياسين، وكان مشروع التخرج للفنان صلاح أبو سيف، بعد ذلك عرضت خلال اسبوع مجموعة من الأفلام المصرية القديمة التي مضى على انتاجها أكثر من نصف قرن، وهي ضحايا المدينة، عايدة، لاشين، ليلى البدوية، الخطيب نمرة ،13 وكذلك فيلم »الأرض« و»المومياء« باعتبارها من العلامات المميزة في السينما المصرية اضافة إلى مجموعة من الأفلام التسجيلية هي »مسجد الرفاعي«، »رقصة الهوى«، »قطر الساعة 6«، »همس الأنامل«، »حكاية من زمن جميل«، وقدمت ثلاثة عروض موازية أعقبها لقاءات نقدية هي »حرب الفراولة« و»غروب وشروق« و»حكاية الأهل«، كما أقيمت مجموعة من الندوات واللقاءات حول مشاكل صناعة السينما وآفاق تطور هذا الفن الجميل. مساء الثلاثاء 17 نوفمبر التقى محبو الشعر مع الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، الذي يعد أحد رواد الشعر الحديث، حيث قدم مجموعة من أشهر قصائده هي »كائنات مملكة الليل و»ويوتوبيا« و»الساعة الخامسة مساء«، »مرثية لاعب سيرك«، و»مسافر أبدا«، اضافة إلى »مرثية العمر الجميل«، أما يوم الأربعاء 18 نوفمبر كان موعد الجمهور في الكويت مع سهرة مع الفن الشعبي الكويتي الذي يرتبط بتراث الكويت البري والبحري. وقدمت فرق الرندي وأولاد بن عامر ومعيوف مجلي، وحمد بن حسين، وفرقة العميري، لوحات غنائية من التراث الكويتي بألوانه وايقاعاته المختلفة سواء في أغاني البحر أو أغاني البادية. مساء الخميس 19 نوفمبر وعلى مسرح الدسمة التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قدم المعهد العالي للفنون الموسيقية حفلا راقيا احتوى على فقرات متميزة على مستوى الصوت والتأليف والآلات الموسيقية، وقدمت مجموعة من الأعمال العالمية في الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية اضافة إلى تقديم كنوز التراث العربي في الموسيقى الشرقية، كما دخل الكمبيوتر على المسرح كمصدر للعزف المصاحب كأحد الأفكار التجديدية في الأعمال الموسيقية. السبت 21 نوفمبر كان الموعد مع الشعر على مستوى الندوة والأمسية الشعرية فقد افتتحت صباح السبت أعمال »ندوة القصيدة الحديثة« في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام بكلمة للدكتور خليفة الوقيان ممثل المجلس الوطني والدكتور مرزوق بشير ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون، وذلك في اطار أنشطة مهرجان القرين الثقافي الخامس الذي يقام برعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، شارك في أعمال هذه الندوة التي ينظمها المجلس بالتعاون مع الأمانة العامة لدول الخليج العربية، جمعا من الشعراء والباحثين من دول مجلس التعاون بالاضافة إلى شعراء وأكاديميين من الوطن العربي.. وتأتي هذه الندوة ضمن قرارات وزراء الثقافة في مجلس التعاون الخليجي. وكانت الندوة قد بدأت ببحث للدكتور نجمة إدريس بعنوان »بحث مرجعية القصيدة العربية الحديثة في دول مجلس التعاون« وعقب عليها الدكتور محمد حسن عبدالله وترأس الجلسة الدكتورة يمنى العيد، البحث الثاني كان بعنوان »الشعر المعاصر والمتغيرات السياسية في منطقة الخليج العربي« للدكتورة نورية الرومي وعقب عليها الدكتور أحمد درويش ترأس الجلسة الدكتورة هيا الدرهم، وفي اليوم الثاني قدم الدكتور عبدالله المعيقل بحثا بعنوان »ملامح التشكيل الفني للقصيدة العربية في دول الخليج العربي« وعقب عليه محمد البنكي، بعد ذلك قدم الدكتور عبدالحميد المحادين بحثا بعنوان »قصيدة النثر في دول الخليج العربي« وعقب عليه الدكتور محمد فتوح وأدار الجلسة الدكتور منصور الحازمي، كما قدم الدكتور حمادي الصمود بحثا بعنوان »اشكاليات التجريب في القصيدة العربية« وعقب عليه الدكتورة هيا الدرهم، وأدار الجلسة علي عبدالله خليفة، أما الدكتور نعيم اليافي قدم ورقة حملت عنوان »الشعر والتلقي« وعقب عليه الدكتور سالم خدادة وأدار الجلسة محسن الكندي. وفي نفس الوقت قدمت مجموعة من الأمسيات الشعرية برابطة الأدباء لشعراء من الخليج العربي مساء كل يوم، الأمسية الأولى أقيمت السبت وشارك فيها الشعراء أشجان الهندي من السعودية وزكية مال الله من قطر وصلاح دبشه من الكويت. في مساء الأحد أقيمت الأمسية الثانية وشارك فيها الشعراء بدر الرويحي من البحرين ونجاة بنت سالم العوادي من عمان ويعقوب السبيعي من الكويت، الأمسية الثالثة أقيمت مساء الاثنين الماضي، وشارك فيها الشعراء بديعة كشغري من السعودية وسعيد بن محمد الصقلاوي من عمان وخالد العبيدان من قطر وجنة القريني من الكويت. الكويت ــ (البيان)

Email