بعد يومين من الجلسات في الشارقة: اختتام الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي مساء أمس في فندق انتركونتيننتال بالشارقة اعمال دورته الحادية عشرة التي تواصلت على مدى اليومين الماضيين حول (مستقبل الثقافة العربية في القرن الحادي والعشرين) وترأسها سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الثقافة والاعلام بالامارات وسبقتها اجتماعات للجنة الدائمة للثقافة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خرجت بتقرير اعدته لجنة الصياغة النهائية واحتوى العديد من التوصيات والاقتراحات بناء على جملة من الدراسات والتشريعات التي اعدها خبراء ومختصون, مع اقرار تفعيل دور الرئاسة في الاشراف ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن المؤتمر بالتعاون بين رئاستي مؤتمري وزراء الثقافة والإعلام فيما يخص الطرفين. من المشروعات الثقافية القومية التي نوقشت الموسوعة العربية الكبرى التي تولى فريق من الخبراء وضع تصور لدفعها بتكليف من المنظمة العربية واشيد بالموسوعات العربية التي ظهرت مؤخرا ولاسيما العالمية التي بادر بتمويل اصدارها الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي وتمّ تبني القرارات الصادرة بشأن الموسوعة الكبرى عن المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته الــ 67 التي عقدت في شهر ابريل الماضي ونصت على اصدار موسوعات عربية متخصصة والبدء بالعمل هذه السنة لاصدار موسوعة اعلام العلماء العرب والمسلمين والدعوة الى دعم هذا المشروع القومي ودعوة المدير العام لتقديم تقرير الى المؤتمر عن مراحل انجاز الموسوعات المتخصصة في الدورة المقبلة. مكتبة قومية مركزية فيما يتعلق بالمكتبة القومية المركزية حثت الدول العربية على تقديم مزيد من الدعم المادي والمعنوي لها على الاسهام في تمويل المشروعات والبرامج الخاصة بها وتفعيل دورها ورصد ميزانية لذلك في دورتها المالية عن عامي 1999 و2000. اما لجهة مشروع العقد العربي للتنمية الثقافية فقد تم تبني ما قدمته المنظمة ويغطي العشرية الاولى من القرن المقبل وكذلك اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى (اليونيسكو) مرتبة حسب التواريخ التالية: الرياض (المملكة العربية السعودية) للعام ,2000 الكويت (الكويت) للعام ,2001 عمّان (الاردن) للعام ,2002 الرباط (المغرب) للعام ,2003 صنعاء (اليمن) للعام ,2004 والخرطوم (السودان) للعام 2005. الموضوع الرئيسي وفي اطار الموضوع الرئيسي للمؤتمر (مستقبل الثقافة العربية في القرن الحادي والعشرين) اشتمل التقرير النهائي على 27 نقطة ابرزها: دعوة الدول العربية الى العمل على تيسير تداول الانتاج الثقافي بين هذه الدول وتفعيل الاتفاقية التي سبق واقرها المؤتمر في دورته السادسة التي عقدت في دمشق (1987), والى جمع وتصنيف الفلكلور العربي بشتى اشكاله وصوره واصدار قواميس ومراجع بالنسبة لكل قطر عربي وعلى المستوى القومي لمواجهة محاولات السطو عليه او تشويه كذلك دعوتها لتهيئة المناخ المناسب للعقول والادمغة العربية المتفوقة وتوفير الامكانات اللازمة لضمان استقرارها في الوطن العربي, وللتعاون فيما بين هذه الدول والمنظمة على عمل مسح ثقافي عربي مشترك لأهم ملامح النشاط الثقافي في القرن الحالي بغية استخلاص النتائج التي تؤدي الى رسم السياسات الخاصة بالعمل في المرحلة المقبلة وبشأن المركز العربي للترجمة ظهرت دعوة لدعم برنامج عمله حتى يتمكن من ترجمة ونشر عيون الادب والمراجع العربية الى اللغات الاجنبية وبرز الطلب بتكثيف التعاون والتنسيق بين الاقطار العربية لتجنب الازدواجية في برامج المؤسسات الثقافية العربية. القطاع الخاص والثقافة وفي نقطة منفصلة كتب عن دور القطاع الخاص في التمويل الثقافي ونوه بما تقوم به بعض المؤسسات والافراد والهيئات من اسهام طوعي في العمل ورصد جوائز للمبدعين وتنظيم لقاءات وندوات واحياء للتراث ودعيت الجهات الخاصة والافراد لتخصيص جزء من ريعها لخدمة الثقافة في مجالات لم يشملها العمل بعد, اضافة لتشجيع القيام بتمويل المشروعات الثقافية والاستثمار فيها واصدار تشريعات محفزة. من جهة التشريعات الثقافية النموذجية وبعد الاطلاع على التشريعين الخاصين بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتراسل البيانات والمعلومات في الوطن العربي اوصت لجنة الصياغة النهائية باعتمادها بعد استيفاء ملاحظات اللجنة الفنية والاستفادة من بنودهما لاثراء التشريعات الوطنية وطباعة التشريع النموذجي وتعميمه نهائياً ومعدلاً وعقد لقاءات دورية للمسؤولين عن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة واعداد تقارير تقدم لدورة المؤتمر المقبلة ودعيت المنظمة لتكوين فريق فني من خبراء في شبكات الاتصال والمعلومات والقانون لاعادة النظر بالتشريع. صورة الثقافة العربية والحضارة العربية والاسلامية في الانترنت موضوعها في التقرير بالتوصية بتكثيف تواجد الدول العربية على نطاق الشبكة وترشيد استغلال الموارد البشرية والفنية المتاحة وابدى القلق حول ما كشفته الدراسة المقدمة عن الموضوع من تشويه لتلك الصورة مطالباً بتوعية المواطنين بأهمية شبكة المعلومات وفق ثلاث مراحل تبدأ بالتوعية والاعداد والتخطيط والتأهيل مروراً باقامة نواة قومية على الشبكة وصولاً الى التوسع ومن مستجدات الاعمال اقتراح الاردن عقد ندو عربية حول توصيات مؤتمر اليونسكو الحكومي الدولي للسياسات الثقافية من اجل التنمية في عمان خلال العام 2000 واوصى مكتب اللجنة الدائمة بتقديم المساعدات الكفيلة بانجاز النشاط الثقافي المقترح من قبله. وسيصار الى عقد الدورة الثانية عشرة للمؤتمر في الرياض لمناسبة ترشيحها عاصمة للثقافة العربية وسيتم توجيه رسالة رسمية بذلك وستتشاور اللجنة مع الدول الاعضاء لتحديد الموضوع الرئيسي للدورة وموعد انعقادها. جلسة أمس الأول وكانت جلسة العمل الاولى امس الاول قد اقرت الصندوق العربي للتنمية الثقافية وتبرعت له السعودية بعشرة ملايين درهم وقال الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب بالمملكة التي ستستضيف عاصمتها المقر, ان الصندوق ولد قوياً ويستمر كذلك وهذه نقطة اساسية آملاً ان تكون البداية الحقيقية لدفع الحركة الثقافية العربية نحو الامام وبكل قوة وحكمة وتعقل واوضح ان مباشرة العمل مرهونة بالموافقة النهائية على التفاصيل الادارية ورأى صعوبة في تحديد اهم اولويات المشروعات مركزاً على أهمية التواصل الثقافي بين الدول العربية قبل التواصل مع الغير. وكان قد تمت الموافقة كذلك على انشاء قناة فضائية ثقافية عربية يكون مقرها الاداري بالشارقة وتخصص لها قناة الشارقة الفضائية ساعات بث عبر القمر الصناعي العربي (عرب سات) والقمر الاوروبي (وتيل سات هوت بيرد 3) وكلفت المنظمة باستكمال دراسة جدوى المشروع وتعميمها على الدول العربية لابداء الرأي وعقد اجتماع تنسيقي لبلورة المشروع مع الجهات المعنية بالامارات وتشجيع الدول والمنظمة على انتاج برامج التعريف بالتراث الطبيعي والمادي وغير المادي والمنقول عن طريق الوسائل الافتراضية التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة. وألقيت في ختام الجلسة عدة كلمات ألقاها كل من وزير الثقافة الجزائري والأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رئيس مجلس رعاية الشباب والرياضة والمسؤول عن الشؤون الثقافية في السعودية والمدير العام للمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم أشادوا فيها بالجهود التي بذلتها دولة الامارات العربية المتحدة في تنظيم المؤتمر وانجاحه, كما وجهوا الشكر للملك فهد عاهل المملكة العربية السعودية لتبرعه السخي بعشرة ملايين دولار لصندوق التنمية الثقافية العربية. كتبت ـ رندة العزير

Email