وزراء الثقافة العرب: المؤتمر يناقش الاستراتيجية الثقافية العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى على اهمية الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الاعلام والثقافة العرب التي ستبدأ اليوم في الشارقة . وقال فى حديث لمراسل وكالة انباء الامارات فى القاهرة ان هذه الدورة تكتسب اهميتها من حيوية الموضوعات التى ستبحثها وفى مقدمتها الاستراتيجية الثقافية العربية وانشاء صندوق عربى للتنمية الثقافية للانفاق منه على المشروعات الثقافية العربية ودراسة اقامة قناة فضائية عربية. كما يتضمن جدول الأعمال اصدار تشريع عربى للمصنفات الفنية وحماية الملكية الفكرية. وقال فاروق حسنى انه سيجرى مع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة مباحثات لتوطيد العلاقات الثقافية بين البلدين مشيرا إلى وجود مجموعة من الافكار لاقامة ورش فنية وتبادل زيارات الفرق المسرحية واقامة المعارض الفنية والتراثية التى تعكس حضارة الشعبين واكد وجود تعاون ثقافى جيد مع المجمع الثقافى. واشاد بما انجزته دولة الامارات من مشروعات حضاريه بحكمة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ورؤيته الثاقبة وفكره البراق وفلسفته الانسانية. وحذر وزير الثقافة المصري القرصنة السائدة بالنسبة للاعمال السينمائية وقال انه سيطرح هذا الموضوع على مؤتمر وزراء الثقافة بالشارقة بهدف انشاء جهاز عربى موحد تكون له السلطة او تشكيل لجنة ثلاثية لمراقبة المخالفات والقرصنة ورفع تقارير إلى الوزراء المختصين ودعا الدول العربية الى ممارسة الرقابة الذاتية والالتزام بحماية انتاج الدول الاخرى. واوضح ان بلاده تقيم علاقات تعاون وتفاهم على مستوى عال من التنسيق فى المجالات الثقافية مع دولة الامارات العربية المتحدة وترتبط باتفاقيات ثقافية مع عدد من الدول العربية من بينها الكويت والمملكة العربية السعودية وتونس والمغرب. واشار إلى مستقبل الثقافة العربية فى القرن المقبل وقال انه يرى ان الحرب المقبلة ستكون للسيطرة على العالم فكريا وليس بالسلاح موضحا ان الابداع والابتكار والتحديث والعلم هى اسلحة العالم فى القرن المقبل. وقال انه يلمس اهتماما فى الوطن العربى بهذه القضية وأن لدى المسؤولين عن الثقافة تصورات واقعية لنهضة ثقافية شاملة. تأكيد الدور الحضاري واكد الحبيب حمراوى شوقى وزير الاتصال والثقافة الجزائرى أن المؤتمر يشكل فرصة لابراز وتأكيد الدور الحضارى الرائد للامة العربية على الصعيد الانسانى نجعلها مع مختلف الحضارات فى اثراء الثقافة الانسانية. ونوه فى حديث لمراسل وكالة انباء الامارات فى الجزائر الى النهضة الثقافية والعلمية التى تشهدها دولة الامارات العربية المتحدة وقال ان المؤتمر يعد نموذجا للجهد الوثاب والخلاق فى رسم المستقبل فى الحفاظ على التراث والاصالة وفى نفس الوقت مواكبة التطورات العالمية التى تفرضها العولمة. وقال (انه يتفق مع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الثقافة والاعلام حول كثير من القضايا التى تتصل بأوضاع ومستقبل الثقافة العربية وان لديهما رؤية مشتركة فى هذا الخصوص سيتم التداول فيها خلال المؤتمر) . واضاف انه من المؤكد ان للجزائر آراء ومواقف حول الوضع الثقافى بصورة عامة حول العمل العربى المشترك فى هذا الظرف بالذات وهنا نلتقى فى كل النقاط مع اشقائنا وسنضع ما لدينا من افكار ومالدينا من رؤى واقتراحات تحت تصرف اشقائنا. وشكك وزير الاتصال والثقافة الجزائرى فى الاحصاءات التى تقول ان نسبة الامية فى الوطن العربى تصل الى 60 و70 فى المئة وقال لا اوافق كثيرا على هذه الاحصائيات وهى مبالغ فيها واذا كانت الامية هى عدم القراءة فاننا نجد فى العالم العربى ان هناك من لا يحسن القراءة لكنه ينطق شعرا فقد خلق العربى مثقفا وانا ضد النظرة السوداوية التى يراد فرضها على العالم العربى القائلة بان المواطن العربى متخلف وغير متحضر ولكن امتنا هى امة واحدة وابداع وثقافة. وحول ازمة الكتاب مع انتشار القنوات الفضائية, يرى وزير الاتصال والثقافة الجزائرى ان الظروف التى يعيشها الكتاب العربى يعيشها الكتاب فى العالم اجمع من التقنيات السمعية البصرية الجديدة وتقنيات الانترنيت والاعلام الآلى وغيره وربما تنحصر القراءة قليلا ولكنه يرى ان الكتاب سيبقى له دور ومكانة وقضية. واشار إلى ان العلاقة بين المواطنين العرب والكتاب علاقة حميمة فكل كاتب عربي اصبح جزءا من العالم العربي. ودعا وزير الاتصال والثقافة الجزائري الى تطوير الكتاب, خاصه كتاب الطفل و الكتاب العلمى والكتاب الجامعى و كتب الآداب والفنون ومن الضروري خلق علاقة بين المواطن والكتاب. واعلن وزير الاتصال والثقافة الجزائرى ان الادباء فى اتحاد الكتاب الجزائريين يعتزمون انشاء فرع للاتحاد فى دولة الامارات العربية المتحدة نظرا لتواجد لا بأس به من الكتاب هناك وقال اننا نشجع هذا المسار كجسر اخر لتوطيد المحبة وخلق الفضاءات اللازمة لتبادل الاراء والافكار وتشجعنا على الابداع والخلق الثقافى بصورة عامة واننى انتهز هذه الفرصة لا توجه الى اخواننا في الامارات بالشكر على حسن استقبالهم لكل المواطنين الجزائريين على ارض الامارات وعناية المسؤولين ورعايتهم واهتمامهم للمشتغلين منهم في الاعلام والانشطة الثقافية الاخرى. ورحب بتوزيع الصحف والمجلات التى تصدر فى الامارات والدول العربية الاخرى للتوزيع فى السوق الجزائرى وقال سنكون سعداء لاقتناء هذه العناوين فى اكشاك جزائرية فى اقرب وقت ونحن نرحب بهم جميعا. ووصف العلاقات بين الامارات والجزائر بانها اخوية مشيرا إلى ان مشاركته في مؤتمر وزراء الثقافة العرب ستكون فرصة لتأكيد اواصر الاخوة التى تربطنا. ونفى وزير الاتصال الجزائري ان يكون هناك انحسار للدور الجزائري فى الوجدان العربى وقال (نحن لم ننقطع فى اى لحظة من اللحظات عن انتمائنا وحوارنا وعلاقة الاخذ والعطاء مع انتمائنا الطبيعى العربى الاسلامى) موضحا ان بالدول تكون هناك فترات كالفترة التى عشناها مؤخرا تتعرض لظروف داخلية وخاصة ربما انحسر نشاطنا الدولى فى هذا المجال لكن هذا لا يعنى ان يكون هناك نشاط ثقافى وابداعى داخل المجتمع الجزائرى كما ان هناك بالفعل برامج لاعادة الحياة للاسابيع الثقافية والايام الشعرية الجزائرية فى العالم العربى وللتبادلات السينمائية والمعارض التشكيلية ومعارض الكتاب. مستقبل الثقافة العربية واكد الدكتور مطانيوس الحلبى مدير عام وزارة الثقافة اللبنانية ورئيس الوفد اللبنانى لمؤتمر وزراء الثقافة العرب اهمية الموضوع الرئيسى الذى سيبحثه المؤتمر وهو (مستقبل الثقافة العربية فى القرن الحادى والعشرين) وقال ان هذا العنوان ان دل على شيء فإنما يدل على مدى ضرورة البحث بتعمق فى مجال الثقافة العربية لانها ستفرض نفسها كركن اساسى من اركان الوحدة العربية موضحا ان العالم على اعتاب الالفية الثالثة يضج بالشعارات الثقافية والشعارات التى كانت منتشرة فى مرحلة الستينات والتى كان لها اهدافها السياسية والاقتصادية لكن هذه الشعارات حاليا تنسحب لصالح الشعارات الثقافية فى مختلف انحاء العالم حتى النظام العالمى الجديد يرتكز بشكل اساسى على الثقافة بابعادها الانسانية ولذلك فان على الدول العربية ان تبحث فى هذا الموضوع انطلاقا من الامال الكبيرة المعلقة على الثقافة بأوجهها المتعددة. وحول تجربة الامارات على الصعيدين الثقافى والحضارى اكد الدكتور الحلبى ان دولة الامارات امنت لنفسها اقلاعا سريعا فى عالم الثقافة على الرغم من ان هناك دولا عربية سبقت الامارت فى انتاجها الثقافى وفى الانفتاح على الثقافات الاخرى مما خلق جوا من التفاعل الثقافى فيما بينها اما الامارات فلا يمكننا اعتبارها تخلفت عن مواكبة هذا الركب الحضارى انما كان لها ظروفها فى الماضى واليوم لحسن الحظ تبرز كقوة ثقافية عربية لا يمكن الاستهانة بها و سوف يكون لها شأن فى المستقبل. ودعا الدكتور الحلبى الى تفعيل وتطوير العلاقات الثقافية بين الامارات ولبنان من خلال انشاء مراكز ثقافية فى كلا البلدين. ورأى انه لا بد من ابرام اتفاقية للتعاون الثقافى واخرى فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمى لتقنين هذه العلاقات ومن ثم وضع برنامج تنفيذى مشترك يضمن مصالح الطرفين على الصعيدين الثقافى والعلمى وخلق فرص تواصل فى مختلف مجالات الفنون والابداع خصوصا وان الامارات قطعت شوطا كبيرا فى مجال الفنون التشكيلية والانتاج الادبى والشعرى. وحول اختيار مدينة الشارقة هذا العام عاصمة الثقافة العربية قال ان هذه التسمية تأتي من منطلق الا نغفل ما تتمتع به مدينة الشارقة من بنى ثقافية تحتية بفضل حرصها على تأمين انتاج ثقافى مميز كما ونوعا واشار الى انه لاحظ خلال زيارته للشارقة وبعض المراكز الثقافية التطور الكبير الذى طرأ على هذه المدينة التى تحولت الى ملتقى للثقافة العربية بكافة انواعها. واضاف بان الزائر للشارقة يلمس لمس اليد حرص المسؤولين فيها على التنمية الثقافية وهذا ما ظهر جليا من خلال النشاطات الثقافية المتعددة التى عاشتها المدينة طوال عام واثبتت مقدرتها على حمل لواء الثقافة العربىة وترويجها وفق خطة منظمة واساليب متعددة جذبت اليها الزائرين واعطت للثقافة العربية مدلولات جديدة فى انتشارها. واعرب الدكتور الحلبى عن ثقته بان تنتقل مؤتمرات وزراء الثقافة من مرحلة التوصيات الى مرحلة الاشراف على تنفيذها وتأمين كل ما يدعم خطوات هذا التنفيذ ويكون من ثمار هذا الدعم انشاء هيئات ثقافية عربية توحد جهودنا فى المجال الثقافى فى خدمة الثقافة العربية ونوه الى ان النقاط الرئيسية على جدول اعمال المؤتمر سوف تكون على قدر كبير من الاهمية حيث تتناول هموم المثقف العربى وتستشرف ما يخدم الثقافة العربية وما يخدم القضايا الاساسية للوطن العربى لذلك نحن بحاجة الى مزيد من الوعى لتنفيذ هذه الخطط ووضع المقررات والتوصيات موضع التنفيذ.

Email