توزع جوائزها في دبي مساء اليوم: جائزة راشد للتفوق العلمي شعاع يضيء طريق الأجيال المبدعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

التكريم حالة حضارية تنم عن وعي مجتمعي بانجازات الأفراد أو المؤسسات خاصة ان جاءت مرآة واقعية على قياس الجهد والاسهام الحقيقي في تفعيل عجلة التطور والصورة المطلوبة لدولة ما أو شعبها . فكيف الحال لو تطلعت صوب فئة المتعلمين والمثقفين الجديرين الذين تحفزهم من ناحية وتثقل من مسؤوليتهم من ناحية أخرى, نذكر منها على مستوى الامارات جائزة راشد للتفوق العلمي التي توزع على الفائزين بها مساء اليوم. (البيان) رصدت بعض رسائل الماجستير والدكتوراه وآراء أصحابها في الجائزة وحقول اختصاصاتهم ودورها في تطوير الامارات. حاز على الماجستير في العلوم السياسية والاعلام من أكاديمية الشرطة المصرية وهو مسؤول قسم التوعية الأمنية في شرطة دبي النقيب جاسم خليل ميرزا حدثنا عن تخصصه ودوره في الارتقاء بعمله وأوضح ان رسالة الماجستير كانت عن (تجربة دبي في مجال التوعية المرورية) واختياره للمجال العلمي متأثر بوظيفته وقناعته بدور الاعلام الأمني في التوعية والتثقيف والتعليم والارشاد متوقعا أن يظهر انعكاس دراسته على أدائه. وقال انه أول مواطن درّس في كلية شرطة دبي منذ افتتاحها وكان حاصلا على شهادة بكالوريوس في المجال ذاته من جامعة الامارات عام 1989 وأكمل مشواره التعليمي بدافع ذاتي وحب لتطوير الجانب الأكاديمي لديه وتشجيع الأهل ولم تكن الجائزة المحفز على ذلك وأراها تكريما من الدولة ومن جهة ترعى الخريجين والمرء يرغب بهذا سواء أتى من جانب حكومي أم خاص. وليس المهم أخذ الشهادات العليا إنما أن نكون على قدر المسؤولية فالعملية أصبحت سهلة جدا سنتان للماجستير ومثلها للدكتوراه التي ليست الا لقبا علميا ما لم يكن صاحبها جديرا بها وعندما يخرج إلى المجتمع سيفتضح فالعبرة ليست بالألقاب إنما بالأدمغة. أحضر أحمد راشد الماجد معه من جامعة جولدن جايت في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية ماجستيرا بإدارة الأعمال ويتملكه طموح الوصول إلى مرحلة الدكتوراه قبل الانخراط في سوق العمل الذي يفضله في اطار التجارة الخاصة. وقد وجه شكره للفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع على دعمه الكامل للجائزة التي تشكل حافزا كبيرا للطلبة حتى ينجزوا دراساتهم العليا وهي تحتل حيز تفكير لدى الكثيرين وترسخت في بالي شخصيا منذ البداية. اختصاص قليل يعتبر اختصاص إدارة الخدمات الطبية غير مطروق بالشكل الكافي على مستوى الامارات وقد انتقاه راشد عيسى محمد القاسمي الذي يشغل منصب مدير إداري في الخدمات الطبية بشرطة دبي. جاء من جامعة برننجهام في المملكة المتحدة حاملا درجة الماجستير في هذا الاختصاص وسبق له أن مهد لها بدراسة في الميدان ذاته بالولايات المتحدة ويعمل في الشرطة منذ ست سنوات أحس خلالها بالحاجة إلى الخبرة ومضاعفة الاطلاع على الدراسات العليا الحديثة. وقال: ان اكمال الماجستير عبء مادي غير ان تحقيق مجموع عال يفتح مجالا للاستفادة من منحة حكومية وفي وضعي أخذتها جزئيا من الحكومة وتم اختياري من قبل المجلس البريطاني من أصل عشرين شخصا للمساعدة في تحمل التكاليف. وأضاف : ان الضمان الصحي لشرطة دبي يشمل حوالي 60,000 فرد لو احتسبنا أفراد الشرطة وعوائلهم والسجناء ما يعطي أهمية أكبر لتخصصي. وأشار إلى امكانية عمل برامج وترتيبات وقائية وليست علاجية لبعض الظواهر المرضية في المجتمع وهناك دراسة لاحتمالات اقامة مشاريع مشتركة مع الطب الوقائي في وزارة الصحة للحد من أمراض معينة كالسكري والضغط والتي تظهر بسبب نمط الحياة العامة والخمول وعدم الحركة وغيرها. ويعتقد ان جائزة راشد للتفوق العلمي لها دورها في تشجيع الطلبة الآخرين على استكمال الدراسات. اصابة والدها وراء الدكتوراه كان الدافع الأساسي وراء تصميم د. فاطمة حسن سلطان المرعشي على المضي قدما حتى الحصول على دكتوراه في الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري هو اصابة والدها بمرض السكري وملاحظتها لحجم انتشاره في الامارات. وكشفت عن مشروع دراسة ستعملها منظمة الصحة العالمية بين شهري يناير وفبراير المقبلين لمعرفة المعدلات الواقعية لهذا المرض ووضع خطط المكافحة على ضوء المعلومات التي سترشح عن الدراسة. غير انها لخصت الأسباب بالوراثة والبيئة والحياة المتمدنة وكثرة الأكل وقلة الحركة. واستمرت د. فاطمة في دراستها عشر سنوات. ولدى اقامتها نوعا من المقارنة مع ما رأته في الولايات المتحدة قالت: ان مستشفياتنا ينقصها أشياء كثيرة والطبيب هناك لديه الجرأة في القول ان هذا ليس تخصصي فضلا عن وعي الشعب بالأمراض والمامهم بالمعلومات عنها اضافة لسلوك الطبيب الذي يجعل المريض عنصرا في فريق العلاج وتوقعت ان يتغير الأسلوب عندنا مستقبلا. د. روضة عبدالله المطوع ركزت في رسالة الدكتوراه بعلم النفس على دراسة الطفولة وحازتها من جامعة عين شمس بمصر وحددتها بمفهوم الذات لدى الطفل في الامارات والاجابة على سؤال (من أنا) لأن له أهمية قصوى إلى جانب دوره في الاعداد النفسي فلو كشفنا لأبنائنا منذ الصغر ماهيتهم جنبناهم مشاكل كثيرة وكبيرة وجعلنا منهم أصحاء البدن والنفس. وحاليا يطبق المقياس الذي استنتجته روضة على طلاب وطالبات بعض المدارس وتمنت أن تتولى وزارة التربية والتعليم اعداد برنامج لتعديل المفاهيم السابقة لدى الأطفال. وتظن ان التوصيات العملية التي يخرج بها المتعلمون لا ترفضها المؤسسات لو حرص الشخص نفسه على المتابعة. وأوضحت ان الدراسات في مجال الطفولة, عربيا قليلة جدا وبيئتنا ما زالت بكرا تتطلب مزيدا من الأبحاث وعدم قولبة الذات فالعلم لا يظهر سوى بمقدار ما يعطي ويخدم المجتمع. وأظن ان النقص هو في العمل التطوعي الحقيقي. ولو عاد الزمن بروضة لعملت رسالتها عن التراجع الذكائي والأخلاقي لدى طلابنا في مرحلة معينة مشيرة إلى تأثير عدم معرفة الأهل لما يريده طفلهم في الموضوع. وشكلت الجائزة لديها دافعا مسبقا إذ انها أخذتها حين الماجستير وحرصت بذلك على التفوق كنوع من رد الجميل للرجل الذي يحمل اسم الجائزة. الجائزة حافز وعيد مدير مركز شرطة الرفاعة د. السلال سعيد جمعة الهويدي قدم الدكتوراه في القانون بمصر ومحورها (اسلوب المناقصة في ابرام العقود الإدارية) ولديه رسالة من 560 صفحة تطلب اعدادها ثلاث سنوات وثمانية أشهر تناول فيها التطور التاريخي لاسلوب المناقصة في كل من مصر وفرنسا والامارات ثم عرضا للخطوات الاجرائية والناحية الموضوعية وتوصيات نص مشروع قانون متكامل إذ ان هناك نقصا كبيرا في قوانين هذا الجانب ولدينا نحن فقط قرار وزاري صادر عن وزارة المالية والصناعة وأرى ان أنظار العالم تلتفت إلى دولتنا الفتية والمتطورة ونحاول عمل ضمانات بما ان الصفقات التجارية حاجة حيوية اقتصادية لبلادنا. وتجانس عمل السلال مع علمه لأن مركزه في قلب السوق حيث المواقع التجارية وقبل الدكتوراه عمل الماجستير في العقود. وعن الجائزة قال انها رمز أخذته فيما مضى وكان لي حافزا وعيدا. مدرسة في التخطيط تخطيط المدن هو الحقل العلمي الذي اختاره سالم علي الشافعي حتى يحوز على الماجستير متناغما مع وظيفته كرئيس لشعبة التخطيط الشامل والدراسات في بلدية دبي. وسالم مبعوث من البلدية سنة 1996 إلى جامعة ويلز في بريطانيا وكان معه البكالوريوس في التخطيط من الولايات المتحدة. وعن سبب لجوئه إلى جامعة أجنبية قال: ان المسألة لها علاقة بتوفر الاختصاص والمستوى الأكاديمي فجامعته مصنفة رقم واحد في مجال التخطيط وكان اختياري لها واعيا ومدروسا لانه أتى بعد فترة العمل وليس الثانوية العامة. وأعرب عن فرحه بالجائزة أكثر من الشهادة لانها تخص المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي يعود له فضل التنمية في دبي ومشاريع البنى التحتية والطرق ويعد مدرسة للمتخصص في التخطيط. وطرح دبي نموذجا للتنمية الحضرية في رسالته عائدا إلى السنوات الثلاثين الماضية. خالد مرشد الشحي آثر الهندسة الصناعية التي تعتبر حلقة الوصل بين الهندسة بوجه عام والإدارة وربما كانت السبب في حصول الطفرة الصناعية خصوصا في البلدان الأوروبية التي تحولت من دول ذات تصنيع فردي إلى تصنيع مجموعات أفادت في الإدارة والتسويق. وقال خالد الذي حاز على الماجستير: ان الهندسة الصناعية في دولة الامارات ما زالت تتلمس البدايات والصناعة فيها خفيفة متمنيا أن تنتقل من الاستهلاكية إلى الثقيلة. وعمل خالد دراسة أكاديمية وميدانية تمحورت حول التطور الإداري الشامل. وبشأن الجائزة قال انها شيء جيد له مدلوله المعنوي ويبين احساس المسؤولين بنا ونظر إلى كثرة الشهادات العليا للمواطنين على انها خدمة للبلاد وعتبة للتطوير وليس تنافسا على العمل. علوم عسكرية طرق إسماعيل أمين العوضي باب العلوم العسكرية لأنه مقدم طيار وهي جزء من عمله, أخذ شهادة الماجستير من كلية القيادة والأركان بدولة الامارات. وحبذ دراسة هذا الميدان في الدولة حتى يصل الدارس إلى ما هو مطلوب من القيادات العسكرية العليا وغالبا ما يطلع الطالب لو اختار الجامعات الخارجية على تجربة الآخرين وليس تجربة بلده. وأضاف : ان هناك كليات مماثلة في السعودية وعمان والكويت ونحن نحتاج إلى ضباط على درجة من القيادة السليمة لإدارة الكم من التكنولوجيا الحديثة سواء أفرادا أو أسلحة في ظل تقدم الأسلحة سواء البرية أو البحرية أو الجوية. وقدم إسماعيل رسالته حول (الاسلوب الأمثل للتعامل بين القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي) فدولة الامارات في تطور مستمر ونسمع يوميا عن دراسات ومشاريع للوصول إلى أحدث الأسلحة المتواجدة في العالم وتنظر أكثر صوب الأسلحة البحرية والجوية كونها على مسطح مائي وحدود مائية واسعة شرقا وغربا وقد خرجت الحروب الحديثة بنتيجة ان اليد الطولى هي للقوات الجوية. ان مسألة الدكتوراه لدي منوطة بالظروف والدول تقاس بمثقفيها والجائزة دافع قوي للشباب حتى يحققوا مزيدا من الثقافة وما تصبو إليه الحكومة. أول قبطان أول قبطان أعالي البحار على مستوى الامارات هو عبدالجليل خالد عبدالجليل الحائز على ماجستير في الملاحة البحرية من أكاديمية الاسكندرية واستغرقت معه الدراسة ست سنوات حتى غدا ضابط ملاحة ثان وأخذ البكالوريوس ثم أتم خدمة البحر لمدة سنتين ونصف وأكمل ما بدأه في جمهورية كرواتيا في فترة لم تتجاوز ستة أشهر. (وحقل دراستي لا يتقدم إليه المواطنون والناس غافلون عنه خصوصا بعدما أغلقت الأكاديمية البحرية في الشارقة مند تسع سنوات مع ان هذا القطاع مهم جدا للبلد نظرا لكثرة الموانئ والبواخر والتجارة مما يحتم الاستغناء عن الأجانب ووجود الشباب المواطنين وهو فرصة عمل واستقطاب لهم. ومن شروط هذا العمل القوة الجسدية والصبر والجهد والرغبة فيه. والجائزة لا تهم عبدالجليل بقدر ما تعنيه في تعريفها لمجال القبطان وعلق على تحول الكثير من المواطنين إلى التاريخ والسياسة والطب وربما يرون في مسألة البحرية غرابة وتعرضت لهذا الموقف في وزارة التعليم العالي قبل أن أعمل مرشدا ملاحيا في ميناء راشد. ضرورة التخطيط حمدان بن الشيخ مجرن الكندي المري أحضر ماجستيرا في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية وأنجز فيها مجموعة من البحوث. ولاحظ ان ثمة تكدس في شهادات إدارة الأعمال في الامارات وربما يعود السبب إلى مرونتها لجهة تبديل الوظائف والأماكن وهو لا يشعر بأي مشكلة لأنه انتقاه وسبق له الدخول إلى الإدارة التجارية في إحدى الجامعات الأمريكية. لكنه علق على دخول الطلبة الآخرين بناء على تخطيط معين ودعا إلى ضرورة تغطية الدولة لاحتياجات في مجالات محددة ويمكن للطالب أن يدرس ما تراه الدولة وما يستهويه شخصيا. وتأخذ الجائزة عند حمدان بعدا مهما يتراءى له واضحا عند طلبة الخارج وشكر صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي رئيس مجلس الوزراء لتوجيهه بالفكرة. الاستخدام الصحيح للمعلومات د. قيس محمد راشد التميمي (دكتوراه في الاتصال الجماهيري ــ قسم التكنولوجيا للاتصال من الولايات المتحدة) أعجبه في اختصاصه حداثته وتوافقه مع عصر المعلومات والتكنولوجيا إذ ان الحصول على المعلومة وتخزينها وتنقيحها واستخدامها الصحيح سمة من السمات الحضارية وقوة يهيمن بها القوي على الضعيف وتؤدي وسائل الاتصال والتكنولوجيا إلى ظهور ما يسمى الاتصال الجماهيري المختلف عن الوسائل التقليدية (صحافة, إذاعة, تلفزيون) مثل الانترنت والبريد الالكتروني المختصر للزمن والمسافة. ودرس العلاقة بين العوامل الديمغرافية واستخدام الناس للقنوات الفضائية وخلص إلى ان خدمة الأقمار الصناعية هنا منتشرة فيما الاقتناء في بدايته لعدة عوامل منها الدينية والحضارية والثقافية والحفاظ على التقاليد والعادات وطبق الدراسة التي تواصلت سنتين ونصف على مواطني الدولة, بالاتفاق مع لجنة الدراسات العليا في جامعة أوهايو بولاية أوهايو. وانتهى قيس إلى ان الدكتوراه بداية لاجراء البحوث العلمية وللعمل المضني لأن لا حدود للمعرفة ووصف الجائزة بأنها موجهة للشباب حتى يرفعوا مكانة المجتمع وليس مكانتهم الشخصية فقط وهي مهمة معنويا للطالب الذي قصد مناطق بعيدة ليتعلم. متابعة : حازم سليمان , رندة العزير

Email