سيدة المنام.. لسحر الموجي في قراءة باتحاد الكتاب بالشارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف اتحاد ادباء وكتاب الامارات بمقره في الشارقة أمس الأول القاصة سحر الموجي التي تحل ضيفة على أندية الفتيات بالشارقة واحدة من الفائزات بجائزة الاندية لابداعات المرأة العربية في الأدب محتلة المركز الثاني في مجال الرواية. وقد تنوعت الامسية بين قراءات قصصية القتها سحر الموجي في مجموعتها الأولى (سيدة المنام) الصادرة في العام 1993 عن دار الشروق وبين قراءة نقدية للدكتور علي جعفر العلاق استاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة الامارات وصاحب اعمال شعرية ظهرت وأخرى في طريقها إلى النشر فضلاً عن عمله في المجال الصحفي. قدمت للجلسة الشاعرة صالحة غابش مسؤولة القسم الثقافي بالأندية. انتقت الموجي في قصصها الاثنتين والعشرين قصتين الاولى تحت عنوان (عبق المكان) وهي اشبه بتداعيات زمانية ومكانية (ركنت سيارتي الصغيرة في الدراسة... أردت أن أمشي... أن أعيش الرحلة إلى الخلف... إلى الداخل. قرأت الفاتحة لسيدنا الحسين وغسلت عيني بشفافية كهرمان السبح المعلقة. عبرت كوبري المشاة إلى الغورية... يتخلل عبق المكان مسام الروح الظمأى, ينهل القلب الأخضر من دفء المكان ويطفو على سطح العقل سؤال فرح (اين كنت كل هذه السنين؟) . والثانية (الجدار الأملس) عبارة عن صرخة انثوية حورت مشهد المخاض (المكان الضيق يكاد يكفي لحركة دائرية من أسفل لأعلى أو العكس. لا فارق هناك حبل ممتد في وسط الجسد المثني حول نفسه إلى الجدار المعتم. عندما يلف الجسد حوله عدة مرات يظلم المكان أكثر يختنق...). د. علي العلاق استهل قراءته بالاشارة إلى مقولات النقاد الذين يربطون بين القصة القصيرة والشعر معتبرين الجنس الأدبي الاول فناً صعباً يحتاج إلى قدرة عالية في ضبط اللغة والتركيز واستشهد بأحد الكتاب الفرنسيين الذين بدأوا مشوارهم شعراء قبل أن يصبحوا قصاصين اذ يقول (ما ان بدأت الرواية توقفت عن الشعر لكنني ادخرت طاقته لاوظفها داخل الرواية). وانتقل د. العلاق إلى ما يسمى عتبات النص في تأمله لــ (سيدة المنام) حيث أن فهم النص يدعو للتريث عند هذه العتبات مثل الاهداء والمقدمة المقتبسة والصور الداخلية وصور الغلاف الخارجي فلاحظ ان لا فصل بين اسم الكاتبة وعنوان كتابها وكذا طغيان صورة محددة على باقي القصص وهي قيمة الانثى فضلاً عن تعزز البعد الشخصي عبر صورة المؤلفة واكتشف نوعاً من العذاب الانثوي الراقي والمعطاء وغياباً كاملاً للسان الرجل في أية قصة. وحصر موضوعات المجموعة وفق تقسيمه بالمرأة المتمردة والخلاقة بالمعاني البيولوجية والانسانية والفنية حيث وقع على مشاهد متناثرة ومبعثرة الاصداء عن الخصب والمخاض ورأى ان سحر الموجي اشتغلت على التناص الداخلي واوكلت للمرأة مهمة الخلق والابتكار كما في قصة ايزيس التي تبحث عن اشلاء اخيها لتعيد بعثه. وعلى المستوى اللغوي والشكلي ركز د. العلاق على بروز لغة الوصف في الكتابة حتى ترتفع جمرتها في مشاهد السرد ويتوضح ازدهارها فتنمي احساسنا بالشخصية. وفي قراءته لمس الانعطاف في المحسوس الى التجريد واللغة الشعرية وكأن القصة قصيدة نثر لجأت فيها الكاتبة إلى الاستعارة تجنباً لتسلل الملل إلى قارئها. لكنه اشار إلى غلبة الشعر في بعض النصوص حتى خفيت حركة القصة وإلى ابتعاد الموجي عن تسمية شخصياتها صراحة مما كسر المرجع الواقعي للقص متسائلاً ان ارادت ان تضفي (الأنا) على مجموعتها التي هربت اليها الكثير من حياتها المهنية والانثوية. ورد على اسئلة الحضور مؤكداً على عدم وضع ضوابط صارمة على القصة لكن اقلها الشخصية علماً ان مواصفات القصة القصيرة متفاوتة بين القصاصين وقال ان لا عيب في وجود الذات ضمن العمل لكن الخلل الحاصل في الشعر العربي اليوم على سبيل المثال خلوه من بلل الروح ويسجل العيب عند اندلاق العواطف دون ضوابط وفنية. وتمنى ان ينجز قراءته لــ (سيدة المنام) بدراسة بحثية جدية. كتبت ـ رندة العزير

Email