الدكتور محمد حرب مستشار جامعة روتردام الاسلامية في هولندا:700ألف مسلم في هولندا والجامعة تعمل على اضفاء طابع المواطنة لديهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنشاء أول جامعة إسلامية في اوروبا في مدينة روتردام الهولندية يعد حدثا تاريخيا في حياة الأقليات المسلمة في اوروبا التي تواجه مشكلات كبيرة في تعليم ابنائها التعاليم الاسلامية خاصة مع عجز الدعاة الذين يفدون من الدول الاسلامية عن التواصل مع الاجيال التي لا تعرف اللغة العربية . وتهدف جامعة روتردام الاسلامية الى اعداد أئمة ودعاة يستطيعون القيام بمهام الدعوة في المجتمعات الاوروبية وتوفير التعليم الاسلامي لابناء المسلمين. وقد بدأت الدراسة بالجامعة في منتصف سبتمبر الماضي وسوف يقام احتفال كبير بمناسبة افتتاح الجامعة في الحادي والعشرين من هذا الشهر يحضره شيخ الازهر وكبار العلماء في العالم الاسلامي. في الحوار التالي مع الدكتور محمد حرب مستشار جامعة روتردام الاسلامية ورئيس مركز بحوث العالم التركي نتعرف على الجامعة واهدافها والتحديات التي تواجهها. ما أهداف انشاء الجامعة؟ وكيف تم انشاؤها؟ ــ جامعة روتردام الاسلامية تأسست في العام الماضي على ايدي مجموعة من المسلمين في هولندا وتهدف الى تأصيل مفهوم المواطنة لدى المسلمين الذين يعيشون في هولندا واوروبا حتى يمكن نقلهم من مرحلة الهجرة الى مرحلة الاستقرار النهائي في تلك المجتمعات. وتعمل الجامعة ايضا على تطوير الفكر الاسلامي والمساهمة في ايجاد تطبيق عملي للمبادىء الاسلامية مثل العدالة والمسؤولية الفردية بالاضافة الى مواجهة المشكلات الاجتماعية التي تعيشها الجاليات المسلمة في اوروبا. المواطنة كيف تعمل الجامعة على نقل المسلمين من مجرد مهاجرين الى مواطنين في اوروبا؟ ــ على سبيل المثال في هولندا يقدر عدد المسلمين بحوالي 700 الف نسمة واغلبهم جاءوا الى هولندا كمهاجرين ولا يزال الشعب الهولندي ينظر اليهم على انهم عمال أجانب او انهم ضيوف, لكن المسلمين بدأوا يدركون ان هولندا اصبحت بلدهم وانهم لا يستطيعون العودة الى بلادهم الاصلية لان حياتهم ارتبطت بهولندا, وجامعة روتردام تعمل على تحقيق هذا التوجه واضفاء طابع المواطنة على الوجود الاسلامي في هولندا. فشل وعجز هل عجز الدعاة القادمين من الدول الاسلامية وفشلهم في تحقيق الاهداف المرجوة هو الدافع الاساسي لانشاء جامعة روتردام الاسلامية؟ ـ هذا صحيح لأن الدعاة الذين يأتون من الدول الاسلامية لا يعرفون اللغة الهولندية ويجهلون ظروف المجتمع الهولندي ونمط حياة الهولنديين وثقافتهم, وقد ناقش البرلمان الهولندي هذه المشكلة اكثر من مرة وطالب بمنع دخول هؤلاء الدعاة والأئمة الى هولندا لجهلهم باللغة الهولندية ولانهم لايقومون بدور اجتماعي فالحكومة الهولندية لا تريد ان يأتي هؤلاء الأئمة ويمكثوا في المساجد او ان يقتصر عملهم على القاء الخطب والاحاديث وانما تريد الداعية الذي يقوم بدور اجتماعي بجانب ذلك. وقد اتفقت ادارة الجامعة مع الحكومة على ان تتولى اعداد وتأهيل الأئمة والا تتدخل الحكومة في شؤون المسلمين. وكانت بعض الجهات اقترحت انشاء كرس للدراسات الاسلامية بالجامعة الهولندية, لكن هذا لا يصلح لتعليم العقيدة والفقه والسيرة, وقد قوبل هذا الاقتراح بالرفض من جانب المسلمين لاعطاء الفرصة لانشاء الجامعة. ضوابط هل تعترف الحكومة الهولندية رسميا بالجامعة؟ ــ الحكومة الهولندية لاتعترف بأية مؤسسة ولا تمولها الا بعد ان تثبت كفاءتها وقد طالبت الحكومة الجامعة ان تعمل لمدة اربع سنوات بالجهود الذاتية وان تحقق مستويات تعليمية مساوية للجامعات الهولندية الاخرى وان تسير على نفس شروط القبول والتسجيل واساليب الامتحانات وان تكون اللغة الهولندية هي لغة التدريس وبعد ان تتحقق هذه الشروط يأتي الاعتراف والتمويل من جانب الحكومة. ما أهم التخصصات الموجودة بالجامعة؟ ــ هناك ثلاثة تخصصات هي تخصص الأئمة يتخرج منه الطلبه للعمل كأئمة في المساجد وتخصص للعناية الروحية: والدارسون في هذا القسم يتم تأهيلهم للعمل في المؤسسات التي يوجد بها مسلمون مثل السجون والمستشفيات وتخصص علمي عام يعد الطلبة لمهام علمية. وقد تقدم للجامعة هذا العام اكثر من 230 طالبا لكن الجامعة لن تقبل منهم الا ستين طالبا فقط, وفي السنوات المقبلة سوف تتوسع الجامعة في قبول الطلاب وستفتح ابوابها لجميع المسلمين في العالم. هل تعتمد الجامعة في تمويلها على الجهود الذاتية فقط ام هناك مساعدات من الدول الاسلامية؟ ــ الجهود الذاتية كافية في الوقت الحالي فالجامعة لها مقر كبير وبها مكتبة تحتوي على مائة الف كتاب اهداها اليها المتحف الاوروبي, والجامعة تحتاج فقط الى مبالغ مالية بسيطة, وقد شرع المجلس الاسلامي في هولندا في تمويل للجامعة بالاضافة الى وجود وقف خاص للتعليم الاسلامي, والجامعة لم تحصل على أية مساعدات من الدول الاسلامية او غيرها. متى يتم افتتاح الجامعة؟ ــ إفتتاح الجامعة هذا الشهر وسوف يحضره الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر وبعض العلماء المسلمين البارزين, وسوف يحضر الحفل ايضا محافظ مدينة روتردام وعدد كبير من الاعلاميين من هولندا واوروبا والدول الاسلامية. هل واجهت الجامعة اية مضايقات مع الاعلان عن انشائها كأول جامعة اسلامية في اوروبا؟ ــ بالطبع لم يكن من السهل ان يتقبل الشعب الهولندي انشاء جامعة اسلامية على ارضه لان لديه صورة مشوهة للاسلام سواء كان ذلك يرجع الى التراث التاريخي المشوه او الصورة التي تختلقها وسائل الاعلام الغربية عن الاسلام في الوقت الحاضر. وقد هاجمت احدى الصحف الهولندية ـ جريدة اليساري ــ الجامعة ووصفتها بأنها مقر للتطرف الاسلامي في هولندا وقد قام المسؤولون في الجامعة بالرد على هذه المزاعم. موضحين ان هدف الجامعة تأهيل الائمة والدعاة وليس لها علاقة بالتطرف او التيارات السياسية لكن الجامعة حظيت بتأييد معظم الصحف الهولندية. القاهرة ــ أحمد عطية

Email