شهدها المعرض بصورة يومية: زيارات طلبة المدارس بين الفوضى والشراء الواعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

زار آلاف طلبة المدارس في الامارات معرض الشارقة للكتاب هذا العام وتجلت الزحمة خلال الفترات الصباحية حيث تغص الاجنحة والممرات بهؤلاء الزائرين والزائرات الذين لا توحدهم الميول ومدى حب القراءة . البعض اشتكى من حضورهم غير المنظم أحيانا لكن بينهم كثيرون اشتروا الكتب واختاروا عن قناعة ووعي مسبق وآخرون جرتهم الصدفة والتقليد. هل صحيح أنهم يزدحمون ولا يبتاعون وتخربون ويشترون بعبثية ودون وضوح. (البيان) التقت عددا من الطالبات اللواتي ابدين آراءهن واقتراحاتهن. من مدرسة الثانوية المشتركة جاءت نورة أحمد بخش (13 سنة) لتختار الكتب الدينية والثقافية التي سمعت عنها من الأهل والمعلمات مع أخذ ما يتناسب وعمري بعين الاعتبار. وعلقت على زيارات الطلبة منتقده الفوضى التي يتسبب بها البعض حين ينشرون الكتب وينثرونها في كل مكان بحجة الشراء ثم يخرجون دون ابتياعها. (وأظن انهم لا يدركون جميعا ما يأتون لرؤيته أو الاطلاع عليه والصغار منهم لا يبحثون سوى عن الترفيه والرسم والتلوين. ولا يجب أن تحدث كل هذه الخربطة حول ما المطلوب اقتناؤه فضلا عن عدم السماح لهم بالتفتيش الذاتي وقلب الاغراض) . تردد في الشراء منيرة محمد رفيقة نورة في المدرسة ــ لا تخطط قبل الدخول الى المعرض وتباشر جولة شبه شاملة ثم تتطلع نحو ما يعجبها لتشتريه وأكثره اصدارات دينية ولغوية تعتمد على الصدفة ولا تتأثر بأحد لاختيارها لكنها تتصفحها وتتأكد بداية من المضمون. ولا ترى أي صحة في الكلام الذي يقول أن الفتيات أكثر قراءة من التفيان ومكمن الاختلاف في توجهات المطالعة فقط. وقالت ان تنظيم الرحلات المدرسية الى والمعرض ترتيبها يعطي فائدة أكبر ويسهل أمامي المشوار حتى أصل الى الكتاب الذي أقصده. ورأت منيرة أن الطلبة غالبا ما يترددون في شراء الكتاب ويضعونه بعدها في مكان آخر غير مخصص له وعلى ادارة المعرض أن تلزمهم بقوانين معينة حتى تقلل من هذه الزحمة وتضع الطلاب في طوابير ليسيروا نحو الدور التي يتوجب عليهم المرور بها فهناك أجنحة بكتب متخصصة وأكاديمية لا تنفعهم. اعتبرت أمينة يوسف (16 سنة) ان المعرض ممتاز وجميل (نقع فيه على كتب تساعدنا في الدراسة وتسهم في مضاعفة معلوماتنا بما يتواقف مع مرحلتنا العمرية. ومن يقرأ باستمرار لا يقطع علاقته مع الكتاب بمجرد انتهاء السنة الدراسية انما يستمر بالمطالعة خلال العطلة الصيفية) . وتحبذ أن تختلط الاعمار في الزيارات الى المعارض وتفضلها مع زميلاتها في المدرسة اللواتي قد يؤثرن عليها إيجابيا في لفت نظرها لموضوعات قد تغفل عنها. من مدرسة الوصل تركز جلماص مزمل على رفد مكتبتها الخاصة بجديد الكتب وان كانت تميل أكثر نحو المعلومات الدراسية وتعتقد أن الأثر الكبير في ترسيخ عادة القراءة توجيها يعود للأم بالدرجة الاولى. ولقيت صعوبة في إيجاد اسماء كتب املتها عليها أمها. وعن تواجد الطلاب في مثل هذه الفعاليات الثقافية وافقت على ضرورته موضحة ان معظمهم يشتري الكتب غير أن الغلبة تكون للبنات قياسا بالصبيان لانهن يحبذن المطالعة اكثر. اقبال على المواد الدراسية مريم ناصر من مدرسة الذيد الثانوية (18 سنة) تهدف من تجوالها بين الاجنحة الاطلاع على بعض المراجع الادبية وتبتاع اشرطة اسلامية. وتلاحظ اقبالا متزايدا على المحتويات المدرسية للمؤلفات وتقسم التلاميذ الى نوعين الاول لا يهتم بما يبتعد عن دراسته والثاني يدوم تواصله مع الاصدارات بغض النظر عن رابطتها مع ما يتلقاه في الفصل, ولا تنفع عملية الاجبار في تشكيل جيل قارىء اذ ان المسألة محض شخصية وتلعب العادة منذ الطفولة دورا مركزيا فيها كذلك البيئة المحيطة فأنا اكتسب الدوافع عندما اشاهد عمتي او خالتي او والدتي تمسك الكتاب.. ومعايير شراء الكتب عند مريم متعددة ربما اوضحها الفضول وما يكتب في المجلات والجرائد عن مسائل تريد التعمق فيها فهي تزيد معارفها في ناحية وتجدها وتوسعها في ناحية اخرى, ولمست اقبالا من الطالبات لم يرضها جيدا وتستصعب الرسو في مسألة الاختيار وسط الزحمة مقترحة الفصل بين المراحل الدراسية خلال الزيارات وجلوس الفتاة في المنزل يترك لها هامشا اوسع للمطالعة. تحاول امل حميد من مدرسة فلج المعلا ان تسعى الى زيادة عدد الكتب التي تنفعها على المدى الطويل حتى تحل اشكالية ربط القراءة بالمدرسة فقط وتلتفت الى ما يستهوي معلماتها وتقلدهن حتى تشعر بنفسها في مرتبة اعلى وتحب امل ان تقرأ حول الجرائم والخواطر وتنزعج من اولاء الذين يشترون مالا يقرؤون وجل ما يفعلونه هدر الاموال الزائدة لديهم او تخليص انفسهم بسرعة للخروج من المكان او يلبون رغبة مدرساتهم فحسب, وتقول ان مدة زيارة المدرسة للمعرض غير كافية وتتطلب اطالة في الوقت على الاقل ثلاث ساعات لنعرف ما نحتاجه, وتمنت اعطاء مساحة اكبر في الممرات وجعل المعلمة دائما على رأس تلامذتها كمنظم لهم ودليل لاعانتهم. مع الاهل حرية وقت املت سهيلة احمد من مدرسة المسافي المشتركة من اول حديثها ان تعيد جولتها في المعرض العام المقبل فقد فرحت بما شاهدته وفاق ما سمعت عنه من صديقاتها وانهت سهيلة شراء مايلزمها لوحدها دون معاونه احد, وترجح كفة المواد الدراسية والثقافية على التسلية والترفيه وتؤثر الحضور مع اسرتها حتى تمتلك حرية الوقت ومعاينة ما تحتويه ارفف العرض وتجد ان ثقافة الفتيات اشمل من الفتيان الذين ينتبهون للاشياء العادية والالعاب والكتب المسلية. عائشة سلطان القايدي من مدرسة كدرة للبنات (17 سنة) انهت زيارتها الثانية للمكان ووجدت ان حجم المعروضات فيه ازداد مما اعطانا فرصة لايجاد ما نبحث عنه ومن مقترحاتها تحديد عدد البنات والمدارس التي تدخل الى هنا كل صباح وفيما يخص دور المشرفات قالت ان لا احد يراقب او يتابع الفتيات ومعظمهن يضعن هنا, وتنوعت مشتريات عائشة في الشعر والغزل والقصص البوليسية وقصص الانبياء اضافة لما اوصاها عليه اخوانها, وزارت عدة دور وسألت عن كتبها لتعرف ان كانت متوفرة وفضلت ان تتم القراءات خارج نطاق الدراسة لكن النسبة التي تطبق ذلك قليلة لان الوقت مليء بالواجبات المدرسية مع ان الامر يسهم في جعل الفرد مطلعا قادرا على الرد على معظم الاسئلة. غياب الجديد الهاجس الديني واللغوي لاحق امل عبدالله خلفان في جولتها وقالت بضرورة التنظيم المسبق حتى تقدر على الانتقاء وسط هذا الكم الهائل من دور النشر والاصدارات وزيارتها المدرسية لاتنفي وجوب حضورها مع الاهل وتعتقد ان نسبة خمسة بالمئة فقط بين الطلبة تأتي لمجرد تمضية الوقت. اسماء خميس ترى ان العادات والتقاليد تحث على شراء الكتب الدينية التي تهمنا في حياتنا العامة والخاصة وهي ثواب لنا في الآخرة ولا تقرأ سوى ما ينمي ثقافتها العلمية فقط ولديها ايضا ميول ادبية. بثينة سالم من مدرسة الراية بدبي اشتكت من غياب الجديد في الكتب ولمحت طغيانا للاصدارات القديمة حتى انها احست ان كتب هذه السنة ذاتها السنة الماضية وبسبب الزحمة الكبيرة لا تعرف بثينة ما تفعل وماذا تشتري خاصة حين يتدافع الطلاب وطرحت تمنيا على ادارة المعرض بتطويل مدته. متابعة ــ حازم سليمان ــ رندة العزير

Email