ادوار فاعلة ومهمات تخدم الوطن: تواجد نسائي مميز في اللجنة المنظمة للمعرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما عادت الأحاديث المكرورة التي تقارن بين الرجال والنساء قابلة للخضوع للأهواء الاعتباطية تطلق احكامها بناءً على اسنادات أو دونها . وتعدت مسألة المرأة وخروجها للعمل وحقوقها الأبواب المغلقة التي تخفي وراءها أحيانا غايات وأهداف لسنا نخوض فيها. وفي الوقت الذي يحمي فيه وطيس السجالات والنقاشات و(النضالات) في بقاع مختلفة من الأرض بشأن موضوعات تمس المرأة, تواصل هي اثبات حضورها بنسب متفاوتة في المكان والزمان. ولعلها في الامارات حققت تفوقات جلية على مستوى التحصيل الاكاديمي العالي وطرقت أبواب وظائف ومهن تركت بصماتها عليها. حضورها في معرض الكتاب بدورته الحالية ملفت وفعال فهي من زواره الجيدين ومن منظميه ايضا. حوالي 15 فتاة دخلن الى اللجنة المنظمة للمعرض وبرزن في تقديم الخدمات وتطبيق التعليمات والمشاركة الواضحة في استكمال المشهد العام. بعضهن آتي برهبة التجربة الاولى واخريات اعتدن التواجد واسهمن في نقل الخبرة.. انهن وراء مكتب الادارة وخدمات الارشاد والاستعلام والحاسوب يتنقلن ايضا بين الناشرين والدور عيون مراقبة ومحاسبة تحادثن مع (البيان) وكانت هذه اللقاءات. عائشة خليفة السويدي مسؤولة القاعة الأجنبية في اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب خالفت الآراء الظانة ان المعرض مجرد دور نشر منظمة بطريقة معينة ومجموعة من الستاندات والكتب وحركة بيع وشراء وتصف المسألة بالمعقدة. وبالنسبة لي أنه عملية تنظيمية وحصوله على لقب الدولي جرت شروطا محددة مثل تقسيمه على أساس الموضوعات وليس الدول ما تتطلب جهودا مضاعفة في عملية التنسيق بحسب التخصصات يضاف التدقيق في صحة توكيلات الدور ومعرفة الكتب المزورة ومدى الالتزام بحقوق الملكية الفكرية. وشددت على الصرامة في التعامل لأن المرونة التي ينادي بها الجيل الجديد لاتصلح في هذه المواقع. والمسؤولية الأساسية لعائشة هي مراقبة الدور الاجنبية وضبط المخالفات مثل اساءة استغلال المعرض لترويج بعض المواد القرطاسية الجاذبة للطفل وقد صادرت بعضها. ولا تقف حائلا أمام ربح المشاركين ولكن ليس على حساب مصلحة المشترين خاصة وأن البعض يوظف الفترة الصباحية حيث طلبة المدارس لعرض مواد يحبها الطفل فينصرف عن ابتياع الكتاب الجيد أو الوسيلة التعليمية. غير انها لمست فرقا بين الجناح الاجنبي والعربي بغض النظر عن الاستغلال اذ ان المطبوعات الاجنبية أكثر جاذبية وتوجب السيطرة والتقنين. وتستدل عائشة على المخالفات حين ترى تجمعات الاطفال, اذ يتنادون عندما يلفتهم شيء وغالبا ما يكون سيئا. وتراقب مدى تطابق الأسعار مع قائمة المعرض حيث يخصص خصم بنسبة 25 بالمئة والمسألة ليست سهلة الضبط وترجع لضمائر البائعين وتحل احيانا مكان زميلاتها عند الحاجة وتعتبر تجربتها في المعرض الافضل بين كل ما مرت به فنكهة العمل مختلفة. حماسة العطاء تعاود فاطمة محمد عبد الله انضمامها الى فريق اللجنة المنظمة هذا العام في خدمة الحاسوب وتتقبل التعب والعمل بصورة افضل عن الدورة الماضية وقالت حين سألناها انها مرتاحة لزيادة عدد الفتيات في اللجنة وخاصة في قسمها حيث تتبادل المهمات مع أربع زميلات. وفاطمة جاهزة دائما خلال فترة دوامها لمساعدة الزوار على معرفة أسماء المؤلفات ومؤلفيها. ومثل الكثيرات في اللجنة تساند في مجالات اخرى فتتجول على دور النشر وتسجل الملاحظات مدفوعة بحماسة العطاء. ويشكل الوجود الانثوي لها حافزا اضافيا للعمل. وتود لو تطول مدة المعرض فثمة تغيير اجواء وكثرة اعمال وتعامل مع جنسيات مختلفة وهذا يؤدي الى ازعاجات احيانا عندما يتعاطى معك الآخرون بأسلوب جاف وآمر واقابلهم دوما بروح رياضية. تشرف عواطف المطروشي على ما ينقص قاعات المعرض لتؤمن الخدمات المطلوبة كأن ارفق قائمة الكتب بالغائب منها. وترى عملها مريحا ومتعبا في آن لأن اشخاصا قد يقابلونني بطريقة تصعب التعاون معهم واخرج من المعرض ليلا منهكة من شدة العمل. وتقيم أداء اللجنة المنظمة جيدا ولانها الواجهة تحتم علي الوعي بأفعالي وامتصاص أساليب الناس الفجة كواجب علي. وتعتقد أن تقبل العمل مسألة بديهية سواء وجدت السناء فيه أم لم تجد. خبرة ثماني سنوات فاطمة ثاني تستقبل شكاوى المشرفات على القاعات وملاحظاتهن ولا تلجأ إلى نائب رئيس المعرض الا حين تلتمس ضرورة لذلك وتحاول أن تبت العوائق الصغيرة وتركز على المرونة. وتمتلك خبرة ثماني سنوات في دورات المعرض ولا تبخل على الجديدات في مساندتهن وتتوقع اتقانهن للعمل لاحقا. ويعطي التواجد النسائي في كل مكان أهمية وفي المعرض يساعد كبديل للرجل بالنسبة للفئات التي لا ترغب الاختلاط فالمرأة والرجل في اي مجال مكملان لبعضهما. والفتاة في موقع مسؤوليتها ملتزمة ولا يشكل ظهورها في اللجنة اي عائق. ولم تذكر فاطمة مشاكل علقت في بالها لأنها امرأة وما يعترض العمل تفاصيل عامة مع الناشرين ولفاطمة قصص جميلة مع الكتاب وتقول ان علاقتها به وثيقة ولا تتصور اقامة معرض لا تساهم فيه لأنها تحب المكتبات منذ أيام الدراسة. وتعتقد ان كل سنة متطورة عن سابقتها وتؤدي الى تراكم الخبرات وتخطي عوائق داخلية مثل الخوف وصقل الذات ويبث في الفرد مشاعر فرح. من عضوات اللجنة تظن احلام ان الفائدة التي تحصل عليها البقاء في اطلاع على الكتب المنشورة والمعروضة ولم تكن قبلا تمتلك أية معلومة أو فكرة واضحة عن المعرض. وبعد عملها في المعرض اصبح الأمر يعنيها مباشرة وتساعدها خلفية وظيفتها في المكتبة المركزية حيث امكانية الالتفات الى نوعية من الكتب تهم مكتبتنا وتهمنا شخصيا. وقالت احلام ان دور النساء اكثر فاعلية من الرجال ويشتغلن في عدة مجالات في المعرض وأساسا في الخدمة المكتبية هن أصلح ونفسهن أطول وصبورات. ولم تخرج خالية الوفاض من تجربتها فقد تعلمت خدمة الحاسوب وستضيف جديدا الى عملها المكتبي. خدمة للوطن تعمل عائشة راشد بين الساعة الرابعة والعاشرة والنصف مساءً وتدور على الاجنحة لتطبق (شروط وتعليمات) اللجنة المنظمة من ناحية الاسعار والكتب الممنوعة وامور اخرى. ولم تواجه أية مشاكل لأن الكل متعاون وتلقى ترحيبا من دور النشر فالمرأة تضفي ليونة على المكان بنسبة مرتفعة. ورأت أن ظهور المرأة في الامارات خلال مناسبات وأنشطة عامة يخدم الوطن أولا وأخيرا ويبدل النظرة السائدة بشأن بقائها فقط حبيسة المنزل وهي قادرة على العطاء في الخارج. واكتسبت في وضعي الحالي جرأة محددة كسرت حواجز الخوف ما كنت وصلت اليها لو بقيت داخل مكتبي. وتنتظر العام المقبل ــ لو سمحت لها الفرصة بالمشاركة في اللجنة ــ تحسنا افضل وتطورا مدعوما بالخبرة رغم أنني لم اصطدم بأية صعوبات.

Email