الطفولة...الضحية الاولى للحروب والاضطرابات الاجتماعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر الخبراء المجتمعون أمس في نيقوسيا ضمن اطار مؤتمر بعنوان(الطفل: حقوقه والاساءات التي يتعرض لها) ان الاطفال ما زالوا الضحية الاولى لجميع الحروب بين الدول او النزاعات الداخلية المسلحة.ويرزح هؤلاء الاطفال ايضا تحت اعباء العمالة المبكرة في الدول الفقيرة التي تستفيد منها العولمة ويعانون الاستغلال الجنسي ضمن ظاهرة تبدو وكأنها (شكل جديد من اشكال العبودية اقسى من سابقاتها) . واعلنت كلير بريسيه من منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) في فرنسا انه (في جميع الحالات, الاطفال هم الضحية الاولى للنزاعات التي تتخطاهم والتي يعجزون عن فهمها) . ويروح ضحية هذه النزاعات اعداد كبيرة من الاطفال في الوقت الذي يجند فيه قسم آخر رغما عنه او يتعرض لشتى انواع الاستغلال سواء في كمبوديا او رواندا او الكونغو او ضمن ميليشيات في امريكا اللاتينية او السودان او سيراليون. وقالت بريسيه خلال الاجتماع المخصص لمناقشة وضع الاطفال بعد تسع سنوات على اقرار الامم المتحدة الشرعة الدولية لحقوق الطفل انه (في غضون اقل من 15 عاما راح اكثر من مليوني طفل ضحية النزاعات المسلحة, وما زال ثمانية ملايين يحملون جروحا دائمة في حين يعاني نحو ثلاثين مليونا من صدمات نفسية) . واضافت بريسيه ان ارقام اليونيسف تشير الى انه يوجد حاليا نحو 300 الف طفل مجند تقل اعمارهم عن 15 عاما, الا انها ابدت سرورها (للتقدم الكبير) الحاصل بفضل شرعة حقوق الطفل (لان انتهاكات حقوق الطفل باتت اخيرا موضوع فضيحة دولية) . واشار الكندي نايجل فيشر الى ان (كون الاطفال غير فاعلين على الساحة السياسية يسمح بافلات معذبيهم من العقاب) . واعتبر فيشر ان (الدعم الدولي لتطبيق القوانين المتعلقة بحقوق الطفل) يجب ان يأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل مثل (ديون الدول الفقيرة والتدفق العشوائي للرساميل) الامر الذي يجعل مهمة الدول الـ 191 التي اقرت الشرعة عسيرة. واجمع كل من فيشر وبريسيه وانضم اليهما فيما بعد العراقي يوسف الخوئي على انه في معظم الدول التي تشهد انتهاكا لحقوق الاطفال (الحرب وما يترتب عليها هي السبب في معظم وفيات الاطفال وليس قلة الموارد الطبيعية) . وجاء في ارقام اليونيسف ان (130 مليون طفل ما زالوا محرومين من الذهاب الى المدرسة واكثر من مئة مليون يزاولون مهنا تنطوي على مخاطر صحية في حين يموت 12 مليونا كل عام من سوء التغذية او الامراض القابلة مع ذلك للشفاء) . واكد فيرنر بلينك هذه الارقام وقال ان منظمة العمل الدولية (تسعى الى فرض تطبيق القوانين المتعارف عليها) في الدول الاعضاء بالامم المتحدة في الوقت الذي يعمل فيه 250 مليون طفل بين 5 و14 عاما منهم 40% في افريقيا و20% في آسيا والنسبة نفسها في امريكا اللاتينية.

Email