من لاعب كرة قدم الى مطرب للشجن والعذوبة: محمد ميرغني.. جديدي أغنية تعود كلماتها الى ثلاثين عاما مضت

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفنان السوداني, المطرب والملحن, محمد ميرغني من مواليد ام درمان ,1945 تلقى تعليمه العام في ام درمان, ودرس في معهد التربية ــ شندي, وتخرج في المعهد العالي للموسيقى والمسرح, ام درمان 1974م . في الخرطوم التقت (البيان) محمد ميرغني في الحديث التالي الذي أثرنا حذف الاسئلة والمداخلات من متنه. من كرة القدم... الى الغناء بدايتي الاولى كانت من خلال الغناء للاصدقاء وابناء الحي من رفاق الصبا وبدايات الشباب, ثم خلال المسرح المدرسي, لكن اول ظهور للجمهور كان في اطار منافسات المواهب في معهد التربية بمدينة شندي ـ شرقي السودان ــ وكان من زملائي انذاك المطرب والشاعر والملحن الشهير الطيب عبدالله, ذلك الظهور أهلنا لتمثيل شندي في المنافسات على مستوى السودان ما عرف بـ (منافسات المديريات) وكانت مشاركتنا لفتت الانتباه فقدمني الاذاعي اللامع حسن الزبير عبر برنامجه (اشكال والوان) الذي يعتبر منجما لاكتشاف المواهب والنجوم الجدد, وبعد ذلك شاركت مع عدد من الفنانين الشباب في حفل ساهر بالمسرح القومي السوداني في ام درمان العام ,1965 ومنذ ذلك التاريخ الذي شكل علامة فارقة في مسار حياتي, تحولت من لاعب كرة قدم بالدرجة الاولى في نادي الامير البحراوي الى مطرب, ولا انسى الاثر البالغ الذي تركه في تجربتي الملحن حسن بابكر والشاعر السر دوليب اللذين قدما لي اولى اغنياتي (انا والاشواق) ويعود الفضل في ذلك الى الشاعر الراحل اسماعيل حسن الذي قدمني لهما وكنا حينها في عز الشباب, وتتالت الأعمال فقدمت اغنيات للشعراء: ا سماعيل حسن, السر احمد قدور, صلاح حاج سعيد والراحل العزيز صلاح احمد ابراهيم وغيرهم, وانجز الحان اغنياتي من الملحنين: حسن بابكر, الذي تواصل عطاؤه معي لأكثر من ثلاثين عاما, والسني الضوي ومحمد سراج الدين والمبدع الراحل العاقب محمد الحسن, ولم نكتف عند بدايات تجاربنا بالاعتماد على الموهبة حيث كان لازما علينا تعزيزها بالدراسة الاكاديمية فجاء التحاقي بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح في الفترة 1970 ــ 1974م, وذلك لتوسيع مداركنا وتطوير قدراتنا, حتى يتسنى لنا الافادة من علوم الموسيقى في التوظيف الامثل للاغاني الشعبية, وكيفية توظيف القدرات الصوتية وتجويد الاداء, وسلامة الجمل اللحنية, والموسيقية وسوى ذلك الكثير. هدهدة... وشحاذين... وسينما المرجعية التي نهضت عليها تجربتي تتميز بالثراء والتعدد الى درجة التناقض قيل لي ان يوم سمايتي اقيم حفل تغنى فيه الفنان الرائد الحاج محمد احمد سرور حيث كان صديقا لوالدي, منذ ذلك الحفل, مرورا بالهدهدة, والجمعيات الادبية والامسيات الغنائية في المرحلة الابتدائية, وحلقات الانشاد الديني, واغنيات الفنان الكبير احمد المصطفى الذي يقطن بجوار منزلنا, ثم الباعة الجائلين والشحاذين اصحاب الاصوات الرنانة والتوقيع البديع, والنساء اللائي كن يقمن بطحن الدقيق وتجهيز الاحتياجات المنزلية وطحن التوابل وكن يؤدين عملهن على خلفيات بديعة من الالحان والدندنات الرائعة, اضف الى ذلك السينما التي كانت تقدم في سنوات الستين روائع الفنون الغنائية والموسيقية لكبار المطربين والموسيقيين من البلدان العربية واوروبا وامريكا, حيث سمعنا لأول مرة بأسماء لامعة مثل محمد عبدالوهاب, محمد فوزي, اسمهان, ام كلثوم, هذا فضلا على الموسيقى التصويرية لبعض اعظم افلام سنوات الستين, وفوق ذلك الاسطوانات التي كانت تضم تسجيلات لكبار الفنانين السودانيين والعرب وكان لدينا فونغراف بالمنزل, ولا يمكننا ان نغفل الاسماء البارزة لكبار الفنانين السودانيين الذين سبقونا آنذاك من امثال ابراهيم الكاشف, محمد وردي, عثمان حسين, احمد المصطفى الذي اعتبره مثلي الأعلى, ابراهيم عوض... وسواهم... وكانت ام درمان, ولا تزال مدينة مفعمة بالفنون والجمال, ويرجع السبب في ذلك ضمن مايرجع, الى تنوع وتعدد ثقفات واعراق قاطني هذه المدينة التي تعتبر لهذه الاسباب, ولاسباب اخرى كثيرة عاصمة السودان الوطنية) . الشجن... والعذوبة من اهم اغنياتي رغم انها كلها مهمة بالنسبة لي لكن اقربها الى قلبي رائعة الشاعر الكبير المغترب السر احمد وليل الغربة اضناني, وطيف ذكراك ادمع القلب ابكاني, اضافة الى (اشتقت اليك) و(عشان خاطرنا) و(تباريح الهوى) وكلها كما تلحظ اغنيات تشي بالشجن والعذوبة والحنين, واعمل هذه الايام على انجاز اغنية جديدة, رغم ان النص كتب منذ اكثر من ثلاثين عاما للراحل الشاعر والدبلوماسي صلاح احمد ابراهيم بعنوان (غريب) هذا اضافة الى اغنية اخرى من كلمات الشاعر (ابو قطاطي) عنوانها (دياتو ياقلبي البعجبك) بالاضافة الى ما تقدم فقد صدر البوم (حنيني اليك) عن ا حدى شركات الانتاج الفني في اغسطس الماضي وجرى تصوير بعض الاغنيات للقناة الفضائية السودانية والتي اخرجها المخرج المبدع شكر الله خلف الله. الخرطوم ــ محمد الاسباط

Email