ترى أن الشكل الخارجي غلاف وهمي:المذيعة السورية(لينا علوش)تمثل بشروط قاسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر الإعلامية الشابة(لينا علوش)من المذيعات اللواتي رفدن الحركة الاعلامية في سوريا في الآونة الأخيرة, ضمن الخطة التي اتخذتها الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون, بترميم طاقم المذيعيين في التلفزيون السوري بعدد من خريجي الجامعات السورية من أصحاب المؤهلات المطلوبة والمعلن عنها, والتي تتعلق بالثقافة العامة وحسن الشكل الخارجي . ونظرا لتوزع المراكز التلفزيونية والاذاعية في أكثر المحافظات السورية, فقد توزعت بعض المذيعات على هذه المحافظات, وكان حظ (لينا علوش) في (حلب) عاصمة الشمال السوري .. وهي اضافة الى كونها صاحبة حضور جميل وحيوي, تتمتع بثقافة جيدة وتتقن اللغة الفرنسية اتقانا يجاري اللغة العربية - ربما لكونها عاشت في الجزائر فترة طويلة من الزمن. في حلب التقينا لينا علوش كممثلة الآن, وليس كإعلامية حيث تم اختيارها لبطولة العمل التلفزيوني (عرس حلبي) الذي يخرجه المخرج مأمون البني, صاحب التجربة الدرامية الثرية, وأحد الخبرات الدرامية المهمة في سوريا. وقد استهلت الحوار قائلة (لاشك انها تجربة مهمة, ومفاجئة في الآن نفسه ..! فقد سبق وقدمت لي عروض كثيرة للتمثيل في أعمال درامية كثيرة مع عدد من المخرجين المهمين .. الا انني كنت أرفض هذه العروض الى ان اقتنعت فجأة بهذه التجربة, ربما بسبب الاشراف المباشر عليها من قبل نذير عقيل مدير المركز الاذاعي والتلفزيوني في مدينة حلب. - وما أسباب رفضك للأدوار التي عرضت عليك سابقا؟ ــ خوفني بعضهم من القيام بالوقوف أمام الكاميرا كممثلة تحت ذريعة ان الناس سيكرهونني في حال كانت التجربة سيئة أو أخفقت فيها, ولهذا رفضت رفضا قاطعا حتى التفكير في هذه العروض, ولاشك ان التجربة مهمة ومفيدة, في حين تلاشت كل الشكوك والأوهام التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية, دون أن أعلم حتى الآن هل سأكرر هذه التجربة أم لا ..!! وأجزم بأن العمل الدرامي التلفزيوني عمل شاق وصعب, إذ يظل الفنان مستنفرا على مدار الساعة طيلة اليوم, في حين يندر وجود هذا في العمل الاعلامي المرئي أو المسموع بشكله المباشر والصعب, إن الوقوف أمام الكاميرا يختلف بين عملي كمذيعة وعملي كممثلة, ولو انني أحب الأول أكثر كونه أكثر تنظيما ويعتمد على فسحة الارتجال والحديث وفق السؤال والجواب, والتعريف والإعداد, أما في التمثيل فإن النص هو سيد الحوار, وإن أي خطأ غير وارد على الاطلاق, وهذا يقيدني الى حد كبير. - وكيف يمكن للمذيعة التلفزيونية ان تلفت الانتباه اليها؟ ــ قد يكون للشكل الخارج دور مباشر في تكوين الانطباع الأول لدى المشاهد, فالعين هي البطل الأول في تكوين انطباع كهذا .. ولكن هذا سرعان ما ينجلي ويتبدد في حال تحدثت المذيعة وكشفت عن المشكلات الموجودة عندها والمتعلقة بسلامة النطق واللغة العربية والالقاء.. وكلما استمرت في الحديث, كلما ازداد المشاهد نفورا منها, او تقربا اليها.. اذن يبقى الشكل الخارجي غطاء وهميا لا يحدد تماما مضمون المذيعة سلبا ام ايجابا, لذا ارى ان ثمة تكاملا في لفت انتباه المشاهد عن طريق الشكل والمضمون.. مع يقيني ان المضمون اقدر على نقل الرسالة. واهم في التأثير على المشاهد وجعله يهتم بالمادة الاعلامية التي تقدمها المذيعة.. وبعد الانطباع الاول عن الشكل والمضمون وهذا اعتبره (الامتحان الاول للاعلامية) ندخل في الامتحان الثاني او تكريس الحضور وتعميقه.. اعتمد على مقولة خير الكلام ما قل ودل.. واحاول ان اكثف الفكرة التي اريد طرحها في السؤال او في المادة التي اقدمها لأن المشاهد يميل الى التبسيط وليس البساطة طبعا ــ والاختزال ــ وكل هذا له علاقة باحترام حضوره ووقته علما انه قادر في اية لحظة على الغاء حضور المذيعة بكبسة زر من جهاز التحكم والانتقال الى مكان آخر, وهذا الخيار وفرته له اجهزة الاتصال العالمية. اذا المهمة اصبحت مضاعفة وشاقة, والعمل الآن ليس بهدف استقطاب المشاهد اولا بل لتعميق اهمية العمل الاعلامي وتأكيد مصداقيته واهميته على اكثر من صعيد وهذا بحد ذاته هدف وطني اولاً واخيرا. - ولمن تقرأين؟ ــ احب قراءة الاعمال الروائية, واستمع جيدا لكل ما هو ساخن وجديد على الساحة اضافة الى التحضير للقاءات وللاعمال البرامجية والاعلامية التي قدمها بشكل عام احب جبران خليل جبران تطربني كلماته, واحلق معها بعيدا, اضافة الى (مي زيادة) وهذان العملاقان رافقاني ويرافقاني في كل قراءاتي وغالبا ما اعود لانتاجهما الابداعي والفكري اكثر من مرة. دمشق - جمال آدم

Email