في اللقاء الأول للصالون الثقافي المصري بالمجمع الثقافي: خطة عمل منظمة ولقاءات مع كوكبة من المفكرين والعلماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم بالمجمع الثقافي مؤخرا اللقاء الأول للصالون الثقافي الذي يقام تحت رعاية الدكتور طارق عبد العظيم رئيس المكتب الثقافي بالسفارة المصرية وقد حضره عدد كبير من المثقفين وأعضاء السلك الدبلوماسي والاعلاميين . وقد استهل الدكتور طارق عبد العظيم حديثه بإعلان برنامج الصالون الثقافي وخطة العمل في الفترة المقبلة وقد أكد على اهتمام الصالون بمنهج الكيف وليس الكم وانه سيتم استضافة كوكبة من المفكرين ورجال الدين والعلم والاقتصاد وأبرزهم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر والدكتور أحمد هيكل الوزير الأسبق للثقافة والأستاذ زكي حواس خبير الآثار. واكد على ان الصالون الثقافي سيقوم بحلقة الوصل بين الجالية المصرية والسفارة حيث سيتم استقبال كافة المشاكل وفي كل لقاء سيقوم بالرد عليها. وقد أعلن عن أسبوع الفيلم المصري الذي سيبدأ في الثالث من شهر اكتوبر ويستمر حتى الحادي عشر من الشهر ذاته وسيتم خلاله عرض أفلام المخرج الراحل عاطف الطيب وسيقوم الدكتور سامي مدكور بالمساعدة لانجاح هذا الاسبوع, كما سيقوم وزير الثقافة المصري بايفاد فرقة رضا لتقدم عروضاً حية على مدار الاسبوع بدون مقابل مادي. وحث الدكتور طارق عبد العظيم الحاضرين على ضرورة نقل كل ما يدور داخل الصالون للأبناء وهم جيل الغد واساس المستقبل. وحول موضوع المحاضرة الواقع الثقافي في مواجهة تحديات العولمة أوضح انها قضية نظرية وعاجلة تحتاج الى حل وخاصة لسؤال كيفية الاستفادة من العولمة. وتطرق في الحديث عن التعريف الشامل للثقافة واكد انها زيادة في الفكر ونمو في الوجدان وان من أهم روافدها التعليم ولكن التعليم وحده لايصنع مثقف فكل مثقف متعلم وليس كل متعلم مثقف, واشار الى ان الدين من أهم روافد الوجدان فلابد ان يكون هناك عقيدة سليمة متوازنة بعيدة عن التطرف والغلو, وان الثقافة بمفهومها الشامل تتضمن الأدب والفن والمسرح والكتاب والشعر وغير ذلك من المعارف والفنون والآداب وجميعها تضيف الى دائرة معارف الانسان فنونا أصيلة تزيد الفكر علما وتسمو بالوجدان ايمانا والتزاما. وركز الدكتور طارق على أهمية وجود الثقافة الاسلامية واستشهد بعدد من الأحاديث النبوية التي تؤكد على احترام فكر الآخرين وعدم التسرع وعدم الغضب وتقاطع الآخرين. وتناول بشكل سريع دور الثقافة في نهضة الأمم ولابد أن يكون هناك ثقافة عربية وسط العولمة لأنها لا تترك مكاناً للكائنات الضعيفة, والأمة العربية تمتلك تاريخا عريقا وتقاليد وعادات واحدة ولابد ان نجتمع جميعا ونرى كيف استطاع النموذج الأوروبي ان يوحد نفسه ويتكتل في مواجهة العولمة. ومن جهة أخرى قام بشرح نموذجين والمقارنة بينهما وهما اليابان والاتحاد السوفييتي والسر وراء تقدم دولة دون أخرى, واكد ان التنمية البشرية وتطوير الابحاث والعلم الذي حرصت عليه اليابان هو وراء ازدهارها. واوضح ان العولمة الثقافية ليس لها جدران في ظل ثورة المعلومات والاتصالات والأقمار الصناعية والدش والانترنت وهذا بدوره ادى الى ان أصبح العالم قرية صغيرة وباتت العولمة الثقافية تزحف الى حياتنا دون أدنى امكانية لتلافيها وهذا يدفع البعض الى التوجس الغامض مما هو قادم. واشار الى إن العولمة ليست كلها ذات أبعاد مظلمة وغامضة بل ان هناك جوانب كثيرة منها مضيئة وبما انه لا مفر من الدخول في العولمة فلابد من نقي انفسنا منها وان نستفيد من الجوانب الايجابية واهمها الانترنت. واضاف: هناك أبعاد لظاهرة العولمة ومنها انها ظاهرة احادية فلايمكن ان تقف في طريقها ظاهرة أخرى, وان العولمة ظاهرة شاملة متداخلة المقومات بحيث يتعذر على من يتعامل معها انتقاء واحدة من هذه المقومات في معزل عن بقيتها, وان العولمة ليست في معزل عن التوجيه من جانب من يملكون امكانات التوجيه. وفي نهاية المحاضرة اعلن عن الحلول واكد ان الخيار الوحيد امام الثقافة العربية من اجل الحفاظ على كياننا الحضاري والثقافي هو التعامل الايجابي مع ظاهرة العولمة وذلك بأن يكون هناك سوق عربية مشتركة ومناطق حرة, وان تكون هناك جامعة عربية مفتوحة تابعة لجامعة الدول العربية بالاضافة الى النهوض بالتعليم وهو استثمار وان تشهد المنطقة العربية ثورة في التعليم ويقضي تماما على الأمية ولابد ان تنهض جامعة الدول العربية لتأصيل الثقافة والهوية والانتماء العربي الاصيل وهناك نموذج جيد في دولة الامارات وهو الصرح الثقافي الذي يشهد المحاضرة ويشرفنا كعرب ان يتم اختيار الشارقة كعاصمة ثقافية وهذا انجاز لدولة عمرها ستة وعشرون عاما ويرجع الفضل لصاحب السمو الشيخ زايد راعي المسيرة وللدكتور صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة لمابذله من عطاء وجهود لابراز الشارقة, ومن أهم النقاط التي لابد ان نركز عليها النهوض بالمرأة وتنميتها والارتقاء بها ودفعها الى مناطق العمل التي تتو افق مع امكانياتها وقدرتها, وبالتمسك بهذه الخطوات نستطيع أن نحافظ على الخطوط الاساسية لما لايمكن التفريط فيه من ملامح كياننا الثقافي ابقاء للهوية العربية الاصيلة. كما ألقى الدكتور عبد الرحيم صابوني خبير تصميم المباني بدائرة الاشغال بأبوظبي محاضرة مبسطة عن الانترنت وهو احد أدوات العولمة وقدم عرضاً مختصراً عن تاريخ الانترنت حيث كان يستخدم في عام 1969 ويسمى بالاربانيت واستخدم فقط في التطبيقات العسكرية الامريكية, واشار الى ان الانترنت في بداية الثمانينات قد استشرف المستقبل وتم الاعتماد على المعلومات الموجودة ولو في مكان بعيد, وفي نهاية الثمانينات قامت المؤسسة الوطنية للعلوم بدعم شبكات الكمبيوتر بشكل رسمي وبدأ الشكل العالمي للشبكة وبداية العصب الدولي, وبالتسلسل التاريخي شهد عام 93 اختراع لغة حديثة للانترنت يتم خلالها تطويع الصوت والصورة وهي الواجهة الحديثة الموجودة حاليا وفي العام التالي له 1994 تم وضع البرنامج بشكل تطبيقي وبدأ الاستخدام الجاري. واكد الدكتور عبد الرحيم صابوني ان المعلومات الآن أصبحت أغلى من الذهب والنفط ومن يمتلك المعلومات يمتلك القوة في المستقبل. وأشار الى ان الانترنت ظهر بشكله الحالي منذ أربع سنوات وبدأ يدخل في الجامعات وفي كل بيت وهو موجود في عالمنا سواء رفضنا أو أبينا. وحول الجوانب السلبية في الانترنت اشار الى ان برامج بروكسي وضعت في الاعتبار وأصبحت الأشياء الإباحية شبه معدومة وعلينا ان ننظر للجانب الايجابي وان نطور التعليم ونطوع الانترنت للنهوض بالمجتمع. وتطرق بشكل سريع الى التدرب باستخدام الكمبيوتر وتطوير الذات سواء بشكل شخصي أو من خلال مجموعة وهناك من يدرس لها. وحث على ضرورة أن يكون جهاز الكمبيوتر قادر على تشغيل البرامج الحديثة وان المعلومات تستخدم في كافة المجالات سواء الطب أو الهندسة أو المحاسبة أو غيرها. وفي نهاية الحديث اشار الى ان هناك توصيات على الانترنت ومنها انه يعطي بديل فعال لشبكات الكمبيوتر القديمة, وان دور المدرس قد اختلف بشكل كبير عبر الانترنت, وان هناك فلتراً يستطيع ان يمنع المعلومات الاباحية غير المرغوب فيها. أبوظبي - فاطمة النزوري

Email