خيام منى الجديدة..من الفيبر جلاس المقاوم للحرائق

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الحريق الهائل الذي شب في مخيم الحجاج بمنى في العام 1997, والذي ادى الى التهام 30 ألف خيمة ومقتل المئات واصابة الآلاف ماثلاً في الذاكرة الى يومنا هذا.ومنذ هذه الكارثة, عملت الحكومة السعودية على طرح مشروع استقطب الشركات من مختلف دول العالم بهدف التقليل من خطر نشوب الحرائق في مواسم الحج القادمة. وقد نجحت شركة معمارية صغيرة مقرها بلدة لينفيلدين الالمانية بعطاء هذا المشروع. وبالفعل قام المهندس المعماري بودو راتش وطاقمه المكون من 20 مهندساً بتصميم مدينة جديدة للخيم بمنى في مشروع ضخم يكلف قرابة 550 مليون دولار, وفي غضون سبعة اشهر, تمكنت شركة انشاءات المانية متخصصة من نصب حوالي 10 آلاف خيمة مقاومة للنيران على رمال الصحراء. وتتكون المادة التي تدخل في صناعة هذه الخيم التي تبلغ مساحة الواحدة منها 64 متراً مربعاً من الفيبر جلاس المغطى بالتيفلون والمزود بحماية اضافية ضد الشمس, الرياح والمطر. ويقول شريك راتش, جويرجين براداتش انهم استنفذوا الانتاج العالمي برمته من مادة الفيبر جلاس المغلفة. واضاف براداتش قائلاً:(كان علينا ان نستعين بشركات في الولايات المتحدة وسيريلانكا لكي نفي بالتزاماتنا ازاء مرحلة البناء الأولى) . ان عملية اعادة بناء وتغيير مدينة الخيم بمنى ستنتهي بثلاث مراحل حتى العام 2000, ولكي يكون راتش على مستوى هذه المهمة الضخمة, اقام مكتباً ثانياً له في مكة يعمل فيه 50 معمارياً ومهندساً على اتمام مشروع يعتبر الأكبر من نوعه في العالم. ويعتبر المهندسان راتش وبراداتش من الضالعين في أساليب العمارة العربية ولديهم خبرة تتعلق بقرية ميونيخ الأولمبية التي بنيت في العام 1972. وقد درسوا على يد المهندس المعماري الطليعي من شتوتجارت, فري اوتو الذي كان قد نصب دعائم خيم ضخمة ذاتية الحماية في مكة, مونتريال ومانهيم في ألمانيا بالاضافة الى قرية ميونيخ الاولمبية. ويتمتع أوتو وراتش بعلاقات مميزة مع العالم العربي, حيث كان أوتو قد استدعى الى المملكة العربية السعودية لمشاريع بناء في عهد المرحوم الملك فيصل في حين ان راتش, الذي اعتنق الاسلام في العام 1974, اوكلت اليه العديد من المشاريع المعمارية في شبه الجزيرة العربية, كان من أشهرها تسقيف المسجد النبوي في المدينة بمظلات قياس 17x 18 متر لحجب اشعة الشمس. وكان اعضاء طاقم العمل في لينفيلدين بألمانيا قد تنفسوا الصعداء بعد ان اكتملت المرحلة الاولى من المشروع, وقد عبرت الحكومة السعودية عن رضاها من النتائج وسير العمل, حيث ارسل الملك فهد عاهل السعودية, رسالة شكر الى مكتب الشركة في شتوتجارت بواسطة الفاكس. ويقول براداتش ان الخطوة التالية ستكون بحث كيفية اتمام المرحلة الثانية من البناء, فالمهمة لا تزال غير سهلة, حيث يتطلب العقد الموقع مع الحكومة السعودية نصب 16 ألف خيمة اضافية في هذه المرحلة.

Email