مشاهد من الطبيعة والتراث في رؤى فنية لجماعة الفن الخاص

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الموهبة والإبداع ميزانا أساسيا في تقييم العمل الفني ويخضع للنقد الموضوعي والقاسي أحيانا عندما يبلغ صاحبه مرحلة تؤهله للاحتراف وتخطي بدايات الهواية . لذلك فزيارة معارض جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة تحمل هذه البدايات دون ذلك النقد القاسي مع الاشارة إلى تميز بعض انتاجاتها بالدقة والموهبة الواضحة . وتقيم حاليا معرضها السنوي الأول (رؤى فنية) الذي افتتحه الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة ويستمر حتى 30 مايو الحالي جامعا حوالي 80 لوحة, لـ 28 (فنانة وفنانا) بينهم 12 من الصم والبكم تراوحت مواضيعها بين المناظر الطبيعية والمشاهد التراثية ومعالم من الامارات ووجوه وخيول غلبت عليها الألوان الفاتحة الهادئة والألوان الترابية واستعملت خامات الحرير والاكريليك والألوان الزيتية والرصاص وظهرت بوضوح شفافية اللون على خامة الحرير التي قد تبرر طغيان العنصر الأنثوي على المعرض. كما قدم مشغل الخزف في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية مجموعة من الخزفيات والسيراميك يعود ريعها لصالح مشاريع جماعة الفن الخاص. كوثر صبري المشرفة العامة لجماعة الفن الخاص أكدت على أن المعرض سيغدو تقليدا سنويا وكتبت في البروشور عن نشأة الجماعة التي انتسب اليها في دوراتها المستمرة منذ افتتاحها في 11/1995 ,223 شخصاً بين سوي ومعاق وتتمحور أهدافها حول تنمية الذوق الفني ونشر الثقافة البصرية بين المعاقين وتمكينهم من التعبير عن الفنون إلى جانب الأسوياء واشراكهم معهم في المعارض لدمجهم في المجتمع كذلك توفير فرصة ممارسة الأنشطة الفنية والثقافية. ريم كرباج المشرفة على دورة الرسم على الحرير التي أقيمت مؤخرا واستمرت مدة شهرين تعيش تجربتها الأولى مع المعاقين التي استدعت تعاملا خاصا للتفاهم لاحظت خلالها الدقة والصبر اللذان يميزان هذه الفئة كتعويض للنقص الذي يعانونه وتمنت اعادة التجربة لادخالهم في مرحلة متقدمة على فترة أطول لأن مجالات الحرير واسعة جدا وأوضحت انها لجأت إلى استعمال تقنية الملح لمزج الألوان وتجنب التبقيع كما علمت الطلاب كيفية تحديد الرسمة منذ البداية لمنع انتشار اللون واضافة مادة تؤدي هذا الغرض. وريم في الأساس مدرسة فنية تطوعت للدورة لكنها اشتكت من ضيق الوقت لأن الحرير غير معروف كثيرا هنا في توظيفه لعمل لوحات ودرج الناس على استعماله لتزيين المفارش والأغطية وأشارت إلى صعوبة في بداية التعاطي مع مادة الحرير الرقيقة وأثنت على الذكاء الذي تميزت به المعاقات وبعضهن تستحق بيع لوحاتها, فالمطلوب في النهاية تعليمهن مهنة يحققن من ورائها مردودا ماديا. كتبت ـ رندة العزيز:

Email