سوريا جنة سياحية لم تكتشف بعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال سوريا التي تمتلك كنوزا من الاثار من مختلف عصور تاريخ الشرق الاوسط جنة سياحية لم تكتشف بعد . وعدا التجول في دمشق القديمة أو حلب التي تضرب في جذور التاريخ حتى العصور الوسطي أو أطلال تدمر الرومانية او قلعة الحصن الصليبية نادرا ما يزور سياح مواقع اثرية ضخمة مثل قلعة حليبيه التي شيدت لصد توسع الفرس الساسانيين في الجناح الشرقي للامبراطورية الرومانية. قليلون زاروا هذه القلعة عدا اغنام ترتع في المنطقة. وبجانب حليبيه بتحصيناتها الممتدة تنتثر في سوريا مواقع اثرية ضخمة مثل قلعة الرصافة البيزنطية ناهيك بقلعة قصر الحير الشرقي التي شيدت في عصور الاسلام الاولى وتبعد 30 كيلومترا في الصحراء عن أقرب طريق. و تستقبل سوريا عددا قليلا من السياح0 في عامي 1996 و1997 زارها نحو 300 الف سائح فقط من امريكا وأوروبا. شكل الروس نحو ربع هذا العدد وأغلبهم كان رجال اعمال جاءوا لقضاء مصالح. واذا جازت المقارنة فان يورو ديزني في فرنسا تستقبل 13 مليون سائح سنويا. بيد ان دولا قليلة يمكن ان تتباهى مثل سوريا بمواقع اثرية تصل الى درجة العالمية. لا يوجد الكثير الان الذي يمكن رؤيته من مواقع نهر الفرات حيث اكتشف اثريون كنوزا غيرت مفهومنا للعالم القديم. ولكن بحلول العصر الروماني كانت هذه الكنوز على الارض. المسرح في بصرى مدينة البازلت بالقرب من الحدود الاردنية في حالة ممتازة0 ومن أهم المواقع الاثرية تدمر التي وصلت الى قمة الثروة والقوة في القرن الثالث الميلادي لتفقدهما عندما تمردت الملكة زنوبيا على الامبراطورية الرومانية. اهملت تدمر التي تقع في الصحراء بين دمشق والفرات لقرون طويلة. وحتى الان يمكنك ان تتخيل نفسك في العصر الذي بدأ فيه الاوروبيون يعيدون اكتشاف الشرق القديم. كان السور حول معبد بل الضخم يضم بيوتا من الطين حتى وقت قريب قبل ان ينقل سكانها الى أماكن اخرى. وتشير اعمدة تبرز وسط الصحراء ولا تزال تحتاج الى تنقيب مدى ضخامة هذه المدينة القديمة. وباعتناق الاميراطورية البيزنطية للمسيحية تحولت الرصافة وهي حصن حدودي اخر على الفرات الى مزار ديني0 ولا تزال اجزاء كبيرة سليمة من أسوارها الحصينة التي تمتد كيلومترين حول فناء يضم كنيستين وخزانات للمياه ومبان اخرى. وفي الشمال الغربي توجد اطلال كنيسة القديس سمعان الشيخ. ورغم ان المنطقة فقيرة وقليلة السكان فانها كانت متاهة من مجموعات سكانية نشطة في القرن السادس. تردت المنطقة بعد الفتح العربي خاصة عند قيام الدولة العباسية وانتقال العاصمة الى بغداد. ولكن دمشق كانت عاصمة لوقت طويل ابدعت فيه المسجد الاموي تحفة الفن المعماري. اسوار الفناء رومانية شيدت فوق معبد يوناني قديم. أما الفسيفساء الباذخة داخل المسجد فهي تعكس تصور الفنان للجنة. كما خلفت عصور النضال ضد الصليبين في سوريا مجموعة من الحصون الصليبية تعتبر في أحسن حالة بالمنطقة وقلاعا عربية مثل قلعة حلب الهائلة. وتركت عصور متعاقبة كنوزا اثرية مخبأة في كل ركن تقريبا من ممرات دمشق وحلب القديمة مما حدا بمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (الىونسكو) الى اعلانهما مدينتين للتراث العالمي.

Email