استضافها الرواق في دبي: امسية شعرية تحولت الى احتفالية تأبينية لنزار قباني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أمسية شعرية اقيمت مساء الاربعاء الماضي في رواق عوشة بنت حسين, تحولت الى حفل تأبين شاعر العرب الراحل نزار قباني . في بداية الامسية قال الكاتب فؤاد زيدان: ان هذه الامسية كانت مخصصة في الاصل للشاعرتين صالحة غابش وكلثم عبدالله, ولكنها جاءت في وقت مازلنا نعاني فيه من آلام رحيل الشاعر نزار قباني, وان هذا الحدث لا يمكن ان نمر عليه مرور الكرام, ولقد اضيفت الى هذه الامسية لحظات تأبين, نقفها مع نزار. واضاف زيدان في موضع آخر من مداخلته يصعب اختزال الحديث عن نزار في كلمات, حتى ولو كانت مكثفة واستثنائية وليست كالكلمات , على حد تعبير الراحل الكبير, لذلك استأذنكم بالتوقف عند لحظات سريعة للاقتراب قليلا من شطآن هذه الشخصية الكبيرة المليئة المتوترة المثيرة للجدل, ولا اعتقد من ناحيتي ان الانسان يخلص لانسانيته ولحق الحياة وروحها الا بقدرته على اثارة التساؤلات وتحريك الجدل. ثم توالت فقرات الامسية حيث القت الشاعرة صالحة غابش مجموعة من قصائدها الجديدة, نقتطف هنا جزءا من قصيدة (امتشقي قامة اخرى) : كلهم ينفضون الآن .. يتركون شجرتهم الهرمة تبحثين عن تجاعيدها عن ظل وصوت انغلاق النوافذ الليلية يفسر العزلة في معجمه اليهم يذيب في الهواء صمت شقاء المنزوين في آنية وحيدة على شرفة الرفقاء المستأنسين بقدم الحكايات ويرفع على حائط الهجر لوحة الغبار الاثرية. وبعدها القت الشاعرة كلثم عبد الله مداخلتها عن نزار قباني قائلة : هذه مناسبة تأبينية ولا يصح ان اقول يسعدني في هذه الليلة. واضافت: انا لن اكتب شعرا في نزار, فنزار عالم مكنون فوق الوصف, فوق الاعتبار, وانا عندما تلقيت نبأ وفاته كانت في الساعة الثانية عشرة والنصف (تقريبا) ظهرا, عادت بي الذاكرة الى الساعة الثالثة صباحا, والحيرة التي لفتني ودعتني لكتابة اربعة اسطر, لم افهم لماذا كتبتها في حينها او لمن ... ولكن كانت الدهشة حين قرأتها وسأعيدها الآن دون تعديل: (اليوم توقف شريان القلب النابض بالاحلام والآلام ... وترجل الفارس عن جواده بعد كل معارك الحب تاركا العنان كي يستريح ... لقد استنزف دمه واثخن بالجراح) . وتوالت كلمات التأبين من المشاركين حيث قرأ نبيل قصاب باشا قصيدة نزار قباني (الارهاب) ثم قصيدة (عزف منفرد على الطلبة) وكذلك القت الشاعرة هلا مراد احدى المشاركات في الامسية قصيدة بعنوان (خميس الحزن) نقتطف منها: نزار الحب مهلا لا تفارق انني نوح القصيدة سيد الاشعار انت منذ اعوام بعيدة انت ياشبه الثريا وحي احلامي الشريدة يانزار الحب مهلا لا تفارق انني ارجو المزيد. ثم توالت قصائد التأبين حيث قالت الشاعرة ميساء عبد الله في قصيدتها (رحيل فارس الكلمة) : دمعت عيون الشام بعد رحيله والياسمين هوى من الاغصان وتناثرت قطع الزهور على الثرى وتقطع الوتر الذي اشجاني وكأنما عرف الربيع بحبه فالروح فاضت في ربي نيسان ثم اختتمت الامسية بقصيدة نبطية للشاعر عبدالله جاسم عن مأساة الشعب العراقي وبعض القصائد الغزلية والوجدانية. كتب - فهمي عبد العزيز

Email