زاخر بجمال زمنه البعيد: معرض فان جوخ في أبوظبي يشهد بريادته الفنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأخذنا الحنين الى الماضي بكل ما يتسم به من رومانسية وجمال الذوق والاحساس حين نرى اعمال الفنان العالمي الهولندي فان جوخ رائد المدرسة التأثيرية . وقد تم عرض اكثر من ثلاثين لوحة من اعماله على هامش المهرجان الثقافي الهولندي الذي اقيم مؤخرا بفندق انتركونتيننتال أبوظبي. وقد تضمن المعرض اشهر اعمال الفنان مثل لوحة (الحصاد) التي قدمها العام 1888 ولوحة عباد الشمس العام 1887 وبورتريه لنفسه وهو يرسم العام 1888 وبورتريه آخر وهو يرتدي قبعة خوص العام 1888 بالاضافة الى الكثير من اللوحات التي وجدت صدى كبيرا كلوحة الساعي والنساء العاملات في الحقل والمرأة التي تزرع وتحصد والاخرى التي تطحن البن والكثير من لوحات الورود باكثر من شكل ولون والمناظر الطبيعية الكثيرة وكذلك البورتريه. واتصف المعرض بالتنوع في اعمال الفنان حيث قدم اللوحات التي رسمها بالزيت والاخرى بالفحم والقلم الرصاص وقد تألقت الاخيرة حيث كان يعتمد على اللمسات القوية المباشرة والخطوط الواضحة, وقد عكست المناظر الطبيعية مدى تأثره بالبيئة التي كانت تحيطه والتي أمدته كرسام بالقوة والانتعاش, وأهتم فان بمناظر الشجر وحقول القمح والذرة والجسور وكل مافي الطبيعة من ثراء. ونظرا لتأثره بالطبيعة صور بعض العناصر التي يراها باستمرار كالنساء الريفيات اللاتي يعملن في الحقل سواء في الزراعة او الحصاد وهن يرتدين الملابس التقليدية وقدم منها صورا عديدة بالفحم. ومن المعروف ان الفنان فان جوخ كان متأثرا في رسمه بالفنان جان فرانسواميليه وقد اتضح ذلك من خلال اعماله. وبما ان هولندا بلد الازهار والورود الجميلة وقع فان في غرامها وفي المعرض قدم اكثر من خمس لوحات فقط للزهور وطوال حياته الفنية كان يصورها تشع بالجمال والاحساس, وعباد الشمس من اكثر الزهور التي يعشقها. اما البورتريه الذي صوره لنفسه باكثر من شكل فقد كان مولعا به وصور من خلاله اكثر من شخصية لرجل وامرأة وطفل وقد كان فان يكرر دائما مقولة ان الصور الفوتجرافية سرعان ما تفنى وان البورتريه افضل ومهم للاجيال المقبلة وانه يحمل الاحساس والشعور وانه يقوم برسمه بكل حب, وقد رسم نفسه بلمسات دقيقة تثير الدهشة. وعكس المعرض مدى عشق هذا الفنان للطبيعة والورود وقد تحدثت هذه الاعمال المبهجة ذات الالوان الزاهية والمشرقة عن جانب من شخصية الفنان والجانب الآخر ظل مبهما الى حد ما حينما صور بالفحم والقلم الرصاص موضوعات يقف امامها الانسان طويلا ليبحث عن رموز لفكها فرسم جمجمة وهيكلا لانسان وهو يدخن ورسم المرأة التي تجلس على الصخور وهي متقوقعة على نفسها وتغطى وجهها بدون اية لمسات خارجية او مثيرة مما يدعو الى التساؤل والاستفسار عن سبب حزن والم هذه المرأة. وكان يرى فان المرأة دائما النصف الآخر في الحياة فهي الشريك الدائم للرجل في العمل وجميع لوحاته عكست ذلك فرسم المرأة بشكل منفرد وهي تعمل في اكثر من مهنة وكذلك النساء بشكل عام وخاصة المكافحات في العمل وهو بذلك يعكس رأيه عن المرأة او عن الطريقة التي يراها دائما فلم يرسم مثلا امرأة مترفة بل صورها وهي تشارك زوجها في العمل بالحقل في لوحة (صلاة المساء) . كما صور فان في اكثر من لوحة موضوعات اخرى عديدة (كالجسر تحت المطر) و (صانع النسيج) و (النافورة) و (المراكب على الشاطىء) و (المقهى الليلي) وغيرها. وفي عالم فان جوخ موضوعات اخرى تستحق الوقوف امامها طويلا وهو علم من اعلام الفن يدرس للطلاب لينهلوا من اسلوبه وادائه ولكن يظل الرسم كما يقول (احساسا وشعورا بكل ما نحب) . أبوظبي - فاطمة النزوري لوحة ساعي البريد

Email