انقاذ الحيوانات المعرضة للانقراض ينقذ صحة الانسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تكون الدببة في فترة البيات الشتوي يصل مستوى السكر والدهون في دمائها الى نفس المعدل في دم مرضى السكر الادميين... بيد ان هذه الحيوانات تحرق 4000 سعر حراري يوميا اي نفس الكمية التي يتخلص منها بطل رياضي . تتوقف الدببة أثناء بياتها الشتوي عن الاكل والشرب والتخلص من الفضلات ولكنها تستمر في بناء العظام وتربي عضلات خالية من الشحم. كما تلد الاناث وترعى صغارها في هذه الفترة. وعلى عكس الاعتقاد السائد لا تخرج الدببة من سباتها الطويل وهي جائعة. يعتقد الدكتور رالف نيلسون من جامعة ايلينوي ان دراسته عن عملية الايض عند الدببة يمكن ان تقدم علاجا جديدا لمرضى السكر والبدانة وتزود رواد الفضاء بأساليب جديدة لتحمل فترات بقاء طويلة في المركبات الفضائية. وقال نيلسون في ندوة حول التنوع الحيوي وصحة الانسان نظمها المتحف الامريكي للتاريخ الطبيعي (البقاء في وكر لمدة طويلة قد يؤدي الى الموت. ولكن الدب يعيش خلال الشتاء بانتاج مواد اذا جرى تطويرها كعقاقير يمكن ان تعالج الانسان من امراض مثل هشاشة العظام والفشل الكلوي والبدانة والسكر والقلق) . واشار نيلسون الى أن الدب نموذج لما يمكن أن تقدمه البيئة من خدمات لصحة الانسان. ولكن الدببة تواجه اخطارا. في الولايات المتحدة وكندا يضربونها بالرصاص للتخلص منها وفي أسيا يضعونها في أقفاص والتي تنجو منها من الاسر تستخدم في تجارب طبية. واكتشف الصينيون حقائق مذهلة عن عملية الايض عند الدببة واستخدموها في علاج علل في الانسان مثل حصى المرارة. في الندوة قال الدكتور ايريك شيفيان رئيس قسم الصحة العالمية بجامعة هارفارد (مرارة الدب تساوي أكثر من وزنها ذهبا) . والدببة ليست الكائنات الوحيدة التي تواجه أخطارا تهدد بفنائها في وقت بدأ فيه علماء يكتشفون امكانياتها. تشهد شركات أدوية تطوف غابات وصحارى بحثا عن نباتات يمكن ان تستخرج منها أدوية جديدة أشجارا تقتلع أو تحرق لتستخدم وقودا او توفير مساحات للزراعة او بناء مدن أو حتى اقامة ملاعب للجولف. وقال الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة في أحدث تقرير له ان أكثر من 10 في المئة من السلالات النباتية في الكرة الارضية تواجه خطر الانقراض. وفي استطلاع للرأي قام به المتحف الامريكي للتاريخ الطبيعي قال 70 في المئة من علماء في البيولوجيا ان العالم يشهد عملية ابادة هائلة لنباتات وحيوانات وان هذه الخسارة (تشكل خطرا كبيرا) على وجود الانسان في القرن المقبل. وتحدث في الندوة دينيس شامتز رئيس قسم ابحاث صحة الحيوان في شركة ميرك للمستحضرات الطبية (يجب ان نضاعف جهودنا كي نستطيع انقاذ التنوع الحيوي. وكل المضادات الحيوية تقريبا من الطبيعة) . ومن هذا المنطلق توصلت شركات عقاقير الى اتفاقيات مع دول مثل كوستاريكا التي لا تزال بها غابة بكر للحفاظ عليها. واشار شامتز الى غصن من الغابة اجرى عليه باحثون تجارب فأنتج طحلبا افرز مادة كيماوية اسمها ابيسيدبن اجريت عليها تجارب فوجد الباحثون انها تقتل طفيلي يسبب الاسهال واخر يسبب الملاريا. اكتشاف مثير ولكن شامتز يتحفظ بأن من السابق لاوانه الجزم بامكان استخراج دواء من هذه المادة. وفي كاليفورنيا اهتم باحثون بشركة نيوركس بقواقع قمعية الشكل جميلة المنظر موجودة في الفلبين ومناطق اخرى. ولكن جمالها خطر لانها مسلحة بحراب في منتهى الصغر متصلة بغدد سمية ويمكن أن تصيب سمكة بالشلل في أقل من جزء من الثانية. تفرز هذه القواقع عشرات الانواع من السموم حللها علماء فوجدوا ان واحدا منها يسد قنوات الكالسيوم وهي موصلات مهمة بين الخلايا. كما اكتشف العلماء انها تحول دون مرور اشارات الالم في أمراض مزمنة غير قابلة للشفاء وتسبب الاما مبرحة مثل السرطان. واستخدم علماء نيوركس هذه المادة في تخليق مستحضر اسمه (زيكونوتايد) وقال جورج ميلانتش كبير البيولوجيين بالشركة انه يوقف الاتصال في العمود الفقري بين اعصاب الخلايا التي تحس بالألم وتلك التي تنقل الالم. والمستحضر أقوى ألف مرة من المورفين وليس له اثار جانبية غير مرغوب فيها توجد في المورفين الذي يضعف تأثيره بعد أسبوع ويحتاج المرضى الى مضاعفة الجرعة بينما تأثير زيكونوتايد يستمر عاما كاملا. واكملت نيوركس المرحلة الثالثة من الاختبارات الاكلينيكية على المستحضر للتأكد من استخدامه كدواء آمن وتتأهب الان للتقدم بطلب الى وكالة الاغذية والعقاقير الامريكية لترخيصه.

Email