استراحة البيان: ماذا يفعل بنا الحظ... إذا ابتسم؟! بقلم - سعيد حمدان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدث قبل سنوات ان أعلنت (البيان) نتائج مسابقات رمضان, لتفاجأ لجنة المسابقة وفي اليوم التالي مباشرة بمجموعة من الاخوة العرب تقف على باب المؤسسة تطلب الدخول ومقابلة المسؤولين في الادارة . دخلوا وتحدثوا الى اللجنة بلهجة غاضبة, وقالوا ان احد الفائزين في المسابقة (لص) ! كيف ذلك؟ قالوا انهم هم اصحاب الحل, وهو مجرد زميل لهم قام بنسخ الاجابة وارسالها. أوضحت اللجنة لهم انها تتعامل مع عشرات الالاف من الرسائل المشاركة, ولا يمكن ان تتعرف على اللص من الشريف, فهي تتعامل مع مظروف مغلق, اذا حمل الاجابة الصحيحة والبيانات الكاملة وفاز في القرعة فهو صاحب الجائزة. وما المطلوب من (البيان) يا اخوة؟ أجابوا: اسحبوا الجائزة واعطونا اياها, فنحن اصحابها, ردت عليهم اللجنة: هذا لا يجوز ولا يمكن, فصاحبكم هو الذي فاز في القرعة, اذهبوا وحلوا مشكلتكم مع زميلكم. ردوا على اللجنة: ذهبنا وتحدثنا معه, وتشاجرنا لانه رفض تسليمنا الجائزة. والحل, اذا كانت اللجنة لا تجد لكم اي حق ومطلب عندها؟ قالوا: سنذهب الى المحكمة, ونرفع عليه قضية. ولا نعلم بعد خروجهم ماذا حدث. حالات مشابهة كثيرة نسمع عنها ونقرأ عنها, وغالبية هذه الحالات ابطالها من العرب, ويحدث في حالات كثيرة ان يفقد هؤلاء صوابهم وصبرهم فلا يصل موضوعهم الى المحكمة, بل قد تكون اليد طويلة, فتحدث مصارعة ودماء ويكثر السباب والشتم, وقد يحدث ان تجد قتيلا! والسبب اختلاف حول اقتسام جائزة. فالجائزة التي كانت مجرد امنية وحلم تتحول الى كابوس وكارثة عند اولئك الذين كانوا قبلها يحملون قلوبا بيضاء, ويحلفون لو ان الحظ حالفهم وهو بعيد ــ لانه حليف الآسيويين كما يقولون, فانهم سيقتسمون الجائزة بينهم حتى ولو كان عددهم لا يقبل القسمة, ولو فازوا بالجائزة الكبرى فان بركاتها ستحل على جميع الاهل والاصدقاء في كل مكان. طبعا هذه وعود وامنيات تزول عندما يتحقق حلم الفوز, لتتحول نعمة الجائزة الى نقمة. ولكن هذه النقمة نادرا ما نسمع عن حدوثها عند الجنسيات الاخرى وتحديدا الاسيوية, فهؤلاء ومع كثرة المسابقات والجوائز التي يفوزون بها لا يحدث ان يختلفوا على قسمة حظهم المبتسم, ولو حدث فانه لا يكون بالصورة التي نختلف عليها نحن. بل انهم في حالات يصبحون مضربا للمثل في عدالة القسمة والتعامل الحضاري مع الحلم والحظ وقبل ذلك في الاحترام المتبادل, فقبل اسبوع فاز خمسة من السريلانكيين بأكبر جائزة في ختام مهرجان دبي للتسوق وهي سبع سيارات (لكزس) دفعة واحدة من هؤلاء السيريلانكيون المحظوظون الذين وجدوا انفسهم فجأة في عداد الاغنياء المشاهير, تقاسموا جائزتهم الضخمة بعدالة أخذ كل منهم سيارة (لكزس) مقابل مبلغ الـ 20 درهما التي شارك بها في شراء تذكرة السحب, وبقيت سيارتان, الاولى قرروا بيعها وتقاسم المبلغ فيما بينهم وبالعدالة ايضا, اما السيارة الثانية فقرروا تقديمها للفراش الذي اعطوه التذكرة ورمى بها في صندوق الحظ. هذا الفراش الذي كان يكفيه ويسعده مائة درهم منهم او حتى مجرد علبة حلويات اهدوه سيارة فخمة لا يحلم بها, هذا لان يده جلبت لهم الاحلام والحظ السعيد, ولانهم... سيلانيون!

Email