مصـر تتعرض لأسوأ موجة خماسينية حارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعرض مصر حاليا لموجة خماسينية شديدة الحرارة بدأت يوم السبت الماضي وتبلغ ذروتها اليوم الخميس حيث تصل درجة الحرارة العظمى في القاهرة الى حوالي 44 درجة وبمعدلات تزيد بحوالي 15 درجة عن المعدلات الطبيعية في هذا الوقت من السنة . ويبدو ان مجيء هذه الموجة شديدة الحرارة بصورة مفاجئة قد ادى الى زيادة التأثر بها في الكثير من مناطق مصر ففي القاهرة تزاحم المواطنون على محلات العصير والمشروبات المثلجة وكذلك باعة العرقسوس وهم اكثر المستفيدين من هذه الموجة الخماسينية الحارة حيث يقف الكثيرون امامهم في انتظار الفوز بكوب من مشروب العرقسوس كما تزاحم الناس على كورنيش النيل وخرجت الاسر لتقضي اغلب الليل على شاطىء النيل وبعيدا عن الجو الحار والخانق داخل المنازل وفي المدن الساحلية كمدن القناة والاسكندرية حرص المواطنون على الذهاب الى الشواطىء والمصايف هربا من الحر. اما في مناطق الوجه القبلي وصعيد مصر والتي تتعرض هى الاخرى حاليا لموجة اشد حرارة من التي تتعرض لها مدن الوجه البحري والقاهرة بالاضافة الى الامطار الغزيرة والسيول فقد تأثر المواطنون هناك بالموجة الحارة بصورة كبيرة ففي اسوان منعت الاحوال الجوية السيئة فاروق حسني وزير الثقافة من حضور حفل ختام اعمال سميزيوم اسوان الدولي الثالث ولوحظ ان الشوارع خلت تماما من المارة طوال النهار خوفا من التعرض لضربات الشمس مما دعا المحافظ صلاح مصباح الى اعلان حالة الطوارىء بالمستشفيات لمواجهة الموجة الحارة واعطى تعليماته بضرورة زيادة كميات الثلج بالمحلات والكافتريات وطلب توفير امصال العقارب والثعابين التي تنشط في مثل هذه الاجواء الحارة كما كلف مديرية الصحة بأسوان بتوفير الحقن البلاستيكية والادوية المضادة لضربات الشمس بالمستشفيات كما تعرضت اسوان ومعها محافظة قنا لامطار غزيرة ادت لعرقلة حركة القطارات وتأخيرها عن مواعيدها لمدة ساعتين وفي اسيوط لقي شخصان مصرعهما واصيب 14 اخرون انقلبت بهم سيارة بترعة بالبداري بسبب هطول الامطار الرعدية. كما ادى تعرض محافظة سوهاج لامطار رعدية مصحوبة برياح ساخنة شديدة الى انقطاع التيار الكهربائي في معظم القرى والمدن وتوقفت حركة المرور على الطرق الرئيسية وسقطت اعداد كبيرة من الاشجار واعمدة الانارة بسبب هذا المناخ السيىء وفي الغردقة تسببت الموجة الخماسينية الحارة وغزارة الامطار في قطع طريق سفاجا/قنا وتم تحويله على جانب الطريق لتيسير الحركة المرورية وانقلاب احد الاتوبيسات بالكيلو 20 على طريق مرسى علم مما ادى الى وفاة احد الاشخاص واصابة آخرين وفي الشرقية والاسماعيلية اثرت الموجة الخماسينية الحارة على نسبة الحضور بالمدارس حيث امتنع اغلب التلاميذ عن الذهاب اليها وفضلوا البقاء في المنازل خوفا من التعرض لضربات الشمس. واذا كان الجميع قد فوجئوا بهذه الموجة الحارة ومنهم من شعر بالخوف والقلق لشدة حرارتها وغرابتها بالنسبة لطبيعة المناخ المعتدل في مصر فان المسؤولين في هيئة الارصاد الجوية يرون غير ذلك فقد اكد محمد مهران رئيس الهيئة لـ (البيان) ان هذه الموجة الحارة كانت متوقعة ويرجع السبب في حدوثها الى وجود تخلخل في الضغط الجوي على منطقة شرق البحر المتوسط ادى الى جلب هواء ساخن من فوق شبه الجزيرة العربية والسودان الى شرق البحر المتوسط والذي ادى بدوره الى ارتفاع درجة الحرارة على البلاد بهذا الشكل, واضاف ان موسم الخماسين هذا العام يعتبر موسما نشطا اذا ما قورن بمواسم الخماسين خلال الثلاثين عاما الماضية فهذه هى المرة الاولى خلال الـ 30 عاما الماضية التي تصل فيها درجة الحرارة خلال موسم الخماسين الى 44 درجة وكذلك هي المرة الاولى ايضا التي تستمر فيها الموجة الخماسينية الحارة لمدة تزيد على الاسبوع ولكنه قال ان هذه الموجة تعتبر عادية في هذا الوقت من السنة حيث تمر البلاد بموسم الخماسين وفيه تتعرض لموجات حارة واخرى باردة ترجع الى وقوع دول شمال افريقيا تقريبا عند الحد الفاصل بين كتلتين مختلفتين من الهواء الاولى الهواء الاوروبي البارد والثانية الهواء الافريقي الحار ونتيجة للتفاعل بين هاتين الكتلتين تحدث التغيرات الحادة في حالة الطقس على هذه المنطقة. واشار رئيس الهيئة الى انه لا يستطيع الجزم بما سيكون عليه الطقس خلال هذا الصيف وان اقصى مدى للتوقعات في مجال الطقس هو اربعة ايام فقط ونفى ان تكون هذه الموجة الحارة مؤشرا لان تشهد البلاد هذا العام صيفا شديد الحرارة كما نفى وجود اي ارتباط بين هذه الموجة والموجة الخماسينية الاخرى التي حدثت نهاية الشهر الماضي ولكنها كانت اقل في درجات الحرارة. وقال علي قطب وكيل مركز التحاليل الرئيسي بهيئة الارصاد الجوية هناك موجات حارة حدثت في الاعوام السابقة وشهدت ارتفاعا في درجات الحرارة ولكنها تختلف عن الموجة الحالية في انها كانت اقل من المعدل الذي وصلت اليه الموجة الحالية وكذلك كانت تستمر يومين كحد اقصى اما هذه الموجة فقد استمرت ما يزيد على الاسبوع وضرب امثلة لبعض هذه الموجات مثل الموجة الحارة يوم 14 ابريل عام 86 ووصلت درجة الحرارة فيها الى 40 درجة والاخرى التي حدثت في 29 ابريل 91 ووصلت درجة الحرارة فيها الى 41 درجة والثالثة في 27 ابريل ووصلت درجة الحرارة فيها الى 40 درجة والاخيرة في19 ابريل 94 ووصلت درجة الحرارة فيها الى 41 درجة واوضح انه لا صحة تماما فيما يقال من ان مثل هذه الموجات تعود الى حدوث ثقب في طبقة الاوزون التي تغلف الكرة الارضية لان لو كان هذا صحيحا لارتفعت درجة الحرارة خلال هذه الموجة على كل الكرة الارضية وهذا لم يحدث بدليل ان هناك الكثير من المناطق لم تتأثر بهذه الموجة مثل منطقة الخليج. القاهـرة ـ مكتب البيان

Email