ساهموا فيه 500 شخص والكلفة 500 ألف دولار: هبة القواس تقدم 23 أغنية في حفل ضخم ببيروت

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاول الفنانة الاوبرالية اللبنانية هبة القواس ان تكسر جدار الهبوط الذي يغلف الأغاني اللبنانية بصورة عامة في هذه المرحلة . لم تأت تلك المحاولة على طريقة (سين وجيم) من سين سؤال وجيم جواب ولا من مجرد حبر على ورق سريع التبخر بل عبر حفلة غنائية قدمتها هبة قبل ايام في بيروت الى جانب فرقة موسيقية اوبرالية من اوكرانيا, بقيادة فيا تشسلاف بلينبوف وهي ضمت تسعين موسيقيا. تقول هبة التي قدمت في الحفل 17 مقطوعة من تأليفها وخمسا من تأليف الدكتور وليد غلمية (استاذها ومدير الكونسيرفاتوار الوطني) انها اختارت الفرقة الاوكرانية لانه ليس في لبنان فرقة موسيقية اوبرالية, وتضيف انها سبق ان سجلت مع الفرقة نفسها مقطوعات قبل حوالي العامين وانها ادخلت الى عناصر الفرقة بعض الموسيقيين اللبنانيين من العازفين على الآلات الشرقية. قدمت هبة في تلك الحفلة 23 اغنية معظمها من نصوص لشعراء بارزين منهم: محمود درويش, بدر شاكر السياب, محمد بن احمد السويدي, جورج جرداق, ادونيس, انسي الحاج, راغدة محفوظ, هدى النعماني وسواهم. تقف الفنانة القواس على الخشبة الاوبرالية لتحشد امامها نخبة من اهل العاصمة والجوار لتحاول ان تكتشف مع اصحاب الآذان الشفافة من الحاضرين مدى نجاح عمل اوبرالي استغرق التحضير له ستة اشهر وساهم فيه ما يزيد عن الخمسمائة شخص وكلف اكثر من 500 الف دولار. وضمن محاولة الاكتشاف تساؤل: لماذا الفرقة الموسيقية اوكرانية؟ يتسع مدى التساؤل ليطرح قضيتين اساسيتين, الاولى: غياب الفرقة الموسيقية الاوبرالية العربية, والثانية ترتبط بمدى تأثير الاداء العزفي الاجنبي سلبا ام ايجابا على اي عمل اوبرالي عربي سواء ارتبط بالفنانة القواس ام بسواها من فنانين عرب مماثلين موجودين او على طريق الظهور الواعد. تجيب هبة موضحة ومؤكدة: ذلك الطرح يتكرر باستمرار مع كل من يقدم موسيقى عالمية. فالموسيقى التي اقدمها شرقية عربية بروحها ومادتها وهي موسيقى عالمية بتقنيتها فقط, لكن من الخصوصيات التي اقدمها فيها انها عربية شرقية على اصعدة اللحن والتقطيع الايقاعي والاحساس المقامي عامة وعلى الاخص لجهة ايجاد الحلول للبناء والتوزيع الموسيقي. وتضيف الفنانة القواس قائلة في لقاء اجري معها على هامش حفلتها تلك: عملت بجدية كاملة على ايجاد الوضعية الصوتية الانسب التي تستطيع ان تحتضن الحرف العربي الثقيل والصعب, وتحمله الى مساحات صوتية واسعة وطبقات صوتية عالية دون ان يتمكن الحرف من كسر الصوت مع المحافظة على مخارج الحروف العربية, فالهدف الذي اعمل من اجله يقوم على اساس استعمال الصوت البشري كآلة موسيقية ترافق الاوركسترا لان الصوت هو اعظم آلة موسيقية موجودة, هذه الآلة جسدها الانسان واوتارها الحنجرة لذلك فقد استخدمت تقنية الغناء الاوبرالي بشكل يتناسب والحرف العربي دون تجاوز تقاليد الغناء العربي الموجودة والحاضرة في غنائي. تؤشر حفلة الفنانة القواس الى وجود ازمة انتاج اوبرالي لبناني وبالتالي عربي تقول هبة: لولا دعم مؤسسة الحريري والنائبة بهية الحريري وبنك البحر المتوسط لعملي لما كان قد ظهر ولما صعدت الى المسرح وقدمته. من ينشيء صندوقا عربيا لاعادة بناء الحنجرة العربية, والابداع الموسيقي العربي وانتاج اعمال اوبرالية تعزز تنافسنا الحضاري مع العالم بمختلف تطوراته وتشعباته المتقدمة باستمرار؟. بيروت ـ البيان

Email