تطور النقود في الامارات بمحاضرة بقرية الغوص

ت + ت - الحجم الطبيعي

في واحدة من أمتع المحاضرات وأكثرها إثارة قدم عبد الله بن جاسم المطيري مدير بيت الشيخ سعيد آل مكتوم بمنطقة الشندغة والخبير العالمي في النقود والعملات محاضرة بقرية الغوص بعنوان تطور النقود في الامارات في الفترة من عام 900 هجرية وحتى الآن قال فيها : عرفت الامارات عامة ودبي خاصة التجارة منذ أكثر من أربعة آلاف عام ولقد شهد لسكان الامارات الاوائل الكثير من العلماء بأنهم تجار من الطراز الاول وما نشاهده اليوم من تطور حضاري وتجاري لم يكن الا امتدادا للدور الذي كان يقوم به الاجداد, وكانت سفنهم تجوب مياه الخليج والمحيط الهندي والشرق الافريقي وكانت لهم علاقات تجارية ليست مقتصرة على موانىء الخليج العربي فقط وإنما تجاوزوها الى القارة الهندية والقارة الافريقية حتى انهم وصلوا بتجارتهم الى البلاد الاوروبية وكان لهم السبق كذلك في ترويج اللؤلؤ في فرنسا حيث كان لهم وسيط من الامارات اقام اكثر من عشرين عاما في باريس من بين تجار الامارات وتجار أوروبا. ومن المعروف ان التجارة والتبادل التجاري يحتاج الى ترويج لتسهيل عملية البيع والشراء, وبما انه لم تكن هناك نقود بمنطقة الامارات لذا قاموا باستخدام نقود مختلفة من المناطق المجاورة والقريبة ذات العلاقات التجارية الاقتصادية المرتبطة معهم, فتم استخدام النقود التي سكت في كل من مملكة هرمز حيث كانت دار السك آنذاك في مدينة لار وابتكر الحكام في هرمز عملة تجارية طويلة على شكل ملاقط الشعر واطلقوا عليهم اسم (لارين) او (الملويات) وقلدهم في ذلك السلطان العثماني في البصرة في سنة 926هـ وسك نقودا مشابهة واسماها بنفس الاسم وشاع استخدامها في منطقة الاحساء لذا عرفت عند العامة بـ (طويلة الاحساء), كما ان حكام الديبل (كراتشي) ضربوا نقودا قريبة من اللارين الفارسي في عهد السلطان محمد عدلي شاه واطلق عليها كذلك اسم (لارين) ونهج نهجهم حكام سرنديب والمالديف ولكن اختلفت عملاتهم قليلا من حيث الشكل فكانت على شكل صنارة صيد السمك ولكن أخذ نفس الاسم (لارين) فتم استخدام هذه النقود فقط بين الموانىء فقط ولم يتم استخدامها في المناطق الداخلية. وبعد ذلك قام العديد من التجار باستيراد كمية من (التلر) النمساوي والمعروف محليا بـ (الريال الفرنسي) وكانت هذه الوحدة تعادل (اثنين ونصف) روبية هندية وليس لها اجزاء فاضطر التجار الى استخدام النقود العمانية والمعروفة بــ (بيزة برغش) وبيزة (فيصل بن تركي) وكذلك العملات المحلية الفارسية في العهد القاجاري كاجزاء لريال (مارياتريزا) كما تم استخدام عملات شركة الهند الشرفية منذ عام 1791م الى 1830م بشكل غير رسمي اي ان التجار انفسهم هم الذين قاموا باستعمال هذه العملات دون تدخل الحكومات آنذاك في عملية الصرف ومنذ 1830م تم اعتماد الروبيات الهندية واجزائها في الامارات كعملة رسمية بشقيها المعدني والورقي حتى عام 1947م. وعندما نالت الهند استقلالها لم تتمكن الحكومة الهندية بعد الاستقلال من سك نقود خاصة بها الا في عام 1950 لذا اضطر بعض حكام الامارات الى كتابة أوراق عادية واعتمادها بتوقيع ختم الحاكم عليها وذلك الى حين ايجاد عملة بديلة لذلك, واتفقت الحكومات في الامارات آنذاك مع الحكومة الهندية المستقلة على استخدام النقود الهندية والمعروفة عند العامة بـ (روبية ام صنم) لما تحمله من اسود ثلاثة تعرف باسد اشوكا, وفي عام 1953 خشي الهنود من تدهور الروبية بسبب اغراق سوق بومباي بالروبيات التي تأتي من دول الخليج العربي لذا فكروا باصدار نقد خاص عرف بروبية الخليج تختلف عن الروبية المتداولة من حيث اللون وتوقيع المحافظ ورقم التسلسل. واستمر التداول بروبية الخليج حتى نهاية عام 1965م وبداية عام 1966م حيث تم سحب الروبية الهندية نهائيا وتم الاتفاق بين حكومتي قطر ودبي على اصدار عملة موحدة تعرف باسم ريال قطر ودبي ولحين الانتهاء من الترتيبات النهائية للعملة الموحدة تم استخدام الريال السعودي في عهد الملك سعود وهو من الورق واجزائه من النقود المعدنية البحرينية في كل من دبي وقطر وبقية الامارات فيما تم استخدام الدينار البحريني واجزائه في امارة أبوظبي. وبالتحديد في شهر يونيو 1966 تم التداول بريال (قطر ودبي) في دبي وقطر وامارات الشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة والفجيرة, وبعد قيام اتحاد الامارات في عام 1971 تم اصدار الدرهم الاماراتي والذي لا يزال مستخدما حتى الآن وان كان تم تغيير المسمى بالنسبة لجهة الاصدار حيث انه كان في البداية يسمى باسم مجلس النقد وتم تغييره الى المصرف المركزي. غواص في بحر العملات - عبدالله بن جاسم المطيري بدأ هذا المجال كهواية منذ 26 عاماً وكانت أول قطعة حصل عليها هي بيزا السلطان فيصل بن تركي والتي سكت في مسقط عام 1315هـ أما أقدم عملة لديه فهي عملة الخليفة عثمان بن عفان. - لديه 9300 قطعة عملة اشترى 90% منها من المزادات في اوروبا. - أغلى قطعة عنده هي عملة بنو طرف في عسير بالمملكة العربية السعودية ودفع فيها سبعين ألف درهم. - ترتيبه السابع عالمياً بين الافراد الذين يملكون مجموعات ضخمة من العملات ويأتي في المرتبة الاولى الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني. - الخليفة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين هو أول من قام بالتعريب الجزئي للعملات وذلك باضافة عبارات: بسم الله, الحمد لله, الله اكبر في السنة الثامنة من خلافته. - كلمة درهم أصلها يوناني ومشتقة من عملتها (دراخمة) وأول من اطلق هذا الاسم هو الليديون سنة 651 قبل الميلاد وهم أول من سك النقود. - اثبتت الحفريات ان الامارات عرفت سك النقود وتداولها سنة 200 قبل الميلاد كتقليد لعملة اليونان لكن تختلف من حيث الشعار حيث كان الدراخمة تحمل صورة البومة والدرهم يحمل صورة حصان. - عبدالملك بن مروان يعود اليه الفضل في تعريب النقود تعريباً كليا والاستقلال بالطراز الاسلامي. - عبدالله المطيري هو الوحيد في العالم الذي لديه قطعة نقود خاصة بامارة الفجيرة سكت عام 1969 وهي عبار عن دينار, 750 فلس, 500 فلسا, 250 فلسا. - ظهرت العملات الورقية في المنطقة في عهد الملك جورج الخامس عام 1511. - شارك عبدالله المطيري في 13 معرضا محليا ومعرضين عربيين في المغرب ومعرض عالمي في بولونيا بايطاليا. - هناك 4 مزادات للعملات الاسلامية تقام سنويا في جميع انحاء العالم (ليس من بينها دولة عربية أو اسلامية واحدة) . - أشد منافسيه في الخليج: مجموعة متحف قطر, مجموعة الشيخ حمد بن خليفة, مجموعة الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني, مجموعة الشيخ سعود بن حمد آل ثاني. - يقول عبدالله المطيري: أحلم بانشاء معهد لدراسة المسكوكات الاسلامية للحفاظ على هذه الثروة وان اجعل هذه الهواية تدخل كل بيت. - ويقول أيضا: ناديت وما زلت أنادي بأن تدخل وزارة التعليم دراسة المسكوكات والمحفوظات الاسلامية والفن الاسلامي عموما في مناهجها. - عبدالله المطيري... عضو الجمعية الملكية البريطانية للمسكوكات وعضو الجمعية الامريكية لعلم المسكوكات ولديه اجازة من المتحف البريطاني بقراءة وتصحيح القطع النقدية وقراءاته معترف بها عالمياً. - أول عملية تزييف عملة حدثت في عهد الدولة العباسية. كتب - سعد السيد

Email