في ملتقى الموسيقى التقليدية في الخليج: سعيد حداد: العيالة فن عسكري تأصل في الامارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل في بيت الموسيقى بساحة الادب بالشارقة فعاليات ملتقى الموسيقى التقليدية في الخليج ومن ضمن المحاضرات المقدمة للملتقى قدم الفنان والباحث في الفنون الشعبية الاماراتية سعيد حداد محاضرة حول فن العيالة والنشيد والنشائد التي يؤديها المشاركون مشيرا الى ان اطلاق مسمى رقصة العيالة, خطأ شائع ويرفضه اصحابها لان هذا الفن ليس رقصا وانما تدريبا عسكريا بكل ما تعنيه الكلمة, وقد تطرق الحداد الى المقامات والايقاعات التي تصاحب رزفة العيالة مشيرا الى جذورها البدوية. محاضرة الحداد رغم النفر القليل الذي حضرها الا انها ازاحت العديد من جوانب الابهام حول هذا الفن الشعبي, كما ان المحاضر اعتمد على خبرته في اداء اناشيد العيالة ليقدم بصوته نماذج لانواعها المختلفة مما كان له الاثر الايجابي في توصيل الكثير من الجماليات التي تتسم بها رزفة العيالة. وفي البداية قال الحداد... لقد قضيت سبع سنوات في البحث عن تفاصيل وجذور فن العيالة والتي تتميز به دولة الامارات بصفة خاصة عن باقي الفنون الشعبية في دول منطقة الخليج مؤكدا على ان هذا الفن احتضنته الامارات منذ زمن بعيد وحافظ عليه الاباء والاجداد... ويضيف: فن العيالة فن عسكري وكثير من الناس يخطئون في تفسير كلمة (عيالة) ويردوها الى اصلها المحلي بمعنى (المعتدي) او الناس المعتدين... بل هم اولئك النفر الذين يستنفرون لصد عدوان ما... ويؤكد الحداد في معرض تعريفه للكلمة على ان هناك العديد من الاناشيد التي تثبت ذلك... كما ان اصحاب فن العيالة يرفضون تسميتها بالرقصة وهم دائما يقولون عرضة العيالة, كما لا يطلقون على الاداء الصوتي الغناء وانما يقال انشاد... ويشير الحداد: الى ان النشيد من المناشدة والعيالة عبارة عن جيش يستعد لمنازلة جيش معتد ولهذا يغلب على الاداء الهتاف المرتفع حتى يناشدوا العدو في الجانب الاخر بانهم قادمون... وما طريقة وقوف المؤدين وحملهم للعصي الا استعداد كامل للنزال... واصحاب العيالة ينشدون القوة والعزائم. ثم تطرق سعيد الحداد الى انواع العيالة والمناسبات التي تنشد فيها مشيرا الى ان فن العيالة له خمسة مقامات وهي ليست المقامات الموسيقية المعروفة وانما المقام من اصل كلمة مكانة... ومن انواع هذه المقامات الاميري والبداوي والتعوشير وهناك البيداري, ثم يفسر الحداد هذه المقامات قائلا ان مقام الاميري يؤديه افراد العيالة حينما يستقبلون حاكم البلاد مثلا او رئيس القبيلة, والتعوشير يؤدى حينما تقام العيالة قرب وقت المغرب والبيداري له علاقة بالبيدار اي الفلاح وهي اناشيد ينشدها الفلاحون حينما يسقون زرعهم على ضوء القمر... ويؤكد الحداد ان فن العيالة هو فن عسكري يؤديه الرجال الاشداء ولهذا فإننا حينما نسمع اناشيدهم نجدها مقاربة للهتاف الشديد... وان رجال العيالة لا يطلقون على مقطع في النشيد (البيت) كما يحدث في القصائد الشعرية ولكنهم يطلقون عليه اسم (مقصب) ويضيف: ان اغلب مسميات ادوات واشارات وحركات العيالة اسماء عسكرية تتصف بالقوة, وهذه كلها دلائل على ان اصل هذا الفن بدأ في الجيوش... ثم يحاول الحداد ان يزيح الابهام حول الاناشيد التي يؤديها اصحاب فرقة العيالة وانها ليست مفهومة قائلا: كثيرا ما نستمع الى الانشاد في العيالة ولا نفهمه, رغم انهم ينشدون قصائد جميلة وشعرا اصيلا ويشير الحداد ان مرد ذلك يعود الى ان مقامات الانشاد في العيالة تتطلب نفسا طويلا لدى المؤدي وهذا ما يجعل المؤدين يندمجون في صراخ عال تضيع معه الكلمات كما يحدث الا يحفظ بعض المؤدين الاناشيد المؤداة فيضطر الى مواكبة اقرانه بالصوت فقط وهنا يصبح الخلط. وحول ايقاعات العيالة يقول الحداد: ان ايقاع العيالة ثابت في جميع انواعها ولكن النشيد هو الذي يتحكم في سرعة او ابطاء الايقاع ويضيف ان ايقاع العيالة تصاحبه زخرفة ايقاعية تشارك بها الدفوف. ثم يسهب الحداد في وصف الايماءات التي يقوم بها المؤدون في فن العيالة مشيرا الى انها كلها عبارة عن حركات عسكرية وان العصي التي يحملها الافراد هي رمز للرماح التي يحملها المحاربون الذاهبون الى الحرب ـ ويقول حركات العصي لها علاقة بالطعن والانتظار والتهويش على العدو... وفي معرض حديثه عن اصالة فن العيالة في الامارات ناشد الحداد جيل الشباب من الفنانين الاهتمام بهذا الفن الاصيل مؤكدا على انه فن غزير وبالامكان الاستعانة بفنونه في مجال الغناء. جدير بالذكر ان ملتقى الموسيقى التقليدية الذي تنظمه دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة يستضيف مجموعة من المهتمين بالتراث الشعبي الخليجي لكن مازال الحضور غائبا عن هذا الحدث المهم. تغطية - مرعي الحليان

Email