سوق شعري مستمر ... نجومه البياتي والفيتوري: الشعر سيد الموقف في مهرجان الجنادرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق الشعر السيادة الكاملة وكان سيد الموقف في أمسيات مدينة الرياض الزاهرة خلال انعقاد المهرجان الوطني الثالث عشر (الجنادرية) بالمملكة العربية السعودية . وخلال فترة انعقاد هذه الظاهرة كان الشعر في كل مكان, في قاعة الملك فيصل, في بهو فندق قصر الرياض وفي خيمة الشعر التي كانت سوق عكاظ خلال ايام انعقاد المهرجان. حيث ان الامسيات الشعرية كانت تستمر حتى الفجر. وقواعد هذه الخيمة الشعرية مفتوحة وتلقائية ويلقي الشعراء قصائدهم طوال ساعات الليل وبدايات ساعات النهار. وفي الجنادرية هذا العام كان هناك محمد الفيتوري وعبد الوهاب البياتي وعبد الرحمن الابنودي وماجد يوسف وسيد حجاب. واحتل (البياتي) صدر بهو فندق قصر الرياض في جلسات مستمرة وغير رسمية للشعر والادب وللحوار. وكان شاعر العرب الكبير متواضعا يتحدث عن ذكريات في صحبة الشعراء امثال الجواهري وغيره من علامات الشعر العمودي الكلاسيكي, ووصف البياتي الجواهري بانه آخر الشعراء الكلاسيكيين وانه يختتم بشعره مسيرة الشعر العمودي المتألق. وجاءت أمسية الشعر الاولى مخصصة للشعر الشعبي الذي يجد رواجا كبيرا ويكاد يسيطر على ساحة الابداع الشعري. وفي هذه الامسية القى الشاعر الاماراتي محمد المر بالعبد عدة قصائد عبرت عن احساس مرهف بالكلمة وبالصورة, عكست الوجدان الداخلي للشاعر ورؤيته الفنية الرقيقة وتعامله مع اغراض الشعر المختلفة. وكان القاء بالعبد متألقا ووجد استجابة من جمهور غفير ازدحم لسماع صوت الشعر وجرس الموسيقى الشعرية في قلب (الرياض) . وجاء دور الشاعر الكويتي فهد عافت بقصائد قوية معبرة اعتمدت على الايقاع الواضح والالقاء القوي حيث تغنى بعدة ابيات متنوعة استقرت على المديح الوطني واقتربت من نهر الغزل العفيف الصادق. والقى الشاعر السعودي مساعد الرشيدي عدة ابيات وجدت الاستحسان الكامل بسبب بساطة الكلمات وعفويتها ورقة المشاعر والاحاسيس الصادقة للشاعر الموهوب. وجاء دور الابنودي الذي اختار ان يلقي شعره في نهاية امسية مميزة. واختار شاعر العامية المصرية مختارات من شعره وحقق سيطرة كاملة على القاعة ووجد الاستقبال الرائع من جمهور يحب شعره ويفهمه. ورغم لهجة الأبنودي الصعيدية الا ان الجمهور السعودي استجاب له بحفاوة كبيرة وصفق له الحاضرون بحماس بالغ. واختار الأبنودي عدة قصائد لها الطابع الانساني, والقى قصيدة خلابة عميقة فيها الحوار البليغ وانكساراته. وحققت هذه القصيدة تعاطفا كبيرا في قاعة الملك فيصل لان الأبنودي لمس البعد الانساني وعبر عنه. واختار الامير متعب ن عبد العزيز ان يتوجه الى المنصة ليلقي كلمة تعبر عن حفاوة بالغة للشعر وتحدث عن شعراء الامسية واشاد بشعرهم وتوقف عند الأبنودي وقال انه سمع عنه, وقرأ شعره, لكنه هذه المرة الاولى التي يستمع اليه مباشرة. وتحدث الامير متعب عن اعجابه بشعر الأبنودي الجميل, وقال اننا كنا نسمع عنه لكن هذا اللقاء اعطى صورة حقيقية لموهبة الشاعر وقدرته على العطاء. وطلب الامير ان يلقي الأبنودي شعره مرة اخرى امام الجمهور خارج القاعة الذي لم يتمكن من الدخول بسبب الازدحام. وعقد الشاعر أمسية اخرى في بهو فندق قصر الرياض حضرها فيصل بن معمر المسؤول عن تنظيم مهرجان الجنادرية هذا العام. وحضر الطيب صالح اديب العرب الكبير امسية قاعة الملك فيصل وانضم الى امسية بهو فندق الرياض. وطلب الطيب من الأبنودي ان يلقي قصائد او رسائل حراج القطر الى زوجته فاطمة. وهو عنوان الديوان الشهير الذي تضمن رسائل متبادلة بين عامل بسيط يعمل في بناء السد العالي وزوجته فاطمة القروية البسيطة من بنات الصعيد المصري. وفي الامسية الثانية من ليالي الشعر في الرياض تألق علي الشرقاوي شاعر البحرين الانسان المثقف والفنان المبدع الجميل. وابحر الشرقاوي في اسفار الشعر وفي فضاء الكلمة الجميلة المعبرة وهو شاعر رقيق قوي يملك ناصية الابداع والتحكم في بناء القصيدة المدهشة. وفي الامسية الثانية تألق طلال حيدر من لبنان, ومسفر الدوسري وعلي المفضي من المملكة العربية السعودية. والشعر تحكمه قواعد الابداع وقوانين الاستجابة الوجدانية وفي الامسية الثالثة عبرت اشعار سيد حجاب, عبد الرب ادريس, وابراهيم الخفاجي عن هذه المعاني. وفي حضرة الامير عبد الله ولي العهد القى عدة شعراء قصائد جميلة بدأها الشاعر السوري خالد البرادعي, ثم حافظ محفوظ الشاعر اللبناني, وتبعه عمر الفرا الشاعر السوري واختتم اللقاء د. نجم عبد الكريم. الرياض - يسري حسين

Email