متفائلة بانفراج أزمة السينما: نجلاء فتحي.. الرومانسية لم تنته

ت + ت - الحجم الطبيعي

في صيف العام 1965 تحولت فاطمة الزهراء فتحي, الفتاة الصغيرة الطالبة بمدرسة حلوان الى الفنانة نجلاء فتحي نجمة السينما المصرية ومع بداية العام 1967 صارت نجلاء فتحي واحدة من أفضل ممثلات السينما المصرية وبعد ربع قرن قدمت نجلاء فتحي العديد من الاعمال السينمائية المتميزة... التقتها (البيان) في حوار شمل الكثير من القضايا ... بعد اكثر من 25 عاما على مشوارك الفني, ما ذكرياتك عن بداياتك السينمائية؟ ـ هذا تاريخ لا يمكن ان يمحى من ذاكرتي وانا لم اخطط لكي اكون ممثلة لكن الصدفة هي التي ساهمت في ذلك ففي العام 1965 كنت في الاسكندرية مع صديقاتي فشاهدني المنتج الراحل المحامي عدلي المولد صاحب شركة (جمهورية فيلم) فأقترب مني وسألني عن اسمي وطلب مني الذهاب الى مكتبه اذا اردت العمل في السينما, ولا ادري لماذا استهوتني الفكرة, وربما لاعجابي الشديد بالفنانة فاتن حمامة وكنت اتمنى ان اصبح مثلها في يوم من الايام وبالفعل بدأت العمل في فيلم المخرج احمد ضياء الدين (الاصدقاء الثلاثة) ومن وقتها وانا أعشق الفن والسينما بصفة خاصة. وهل واجهت مشكلات وصعوبات في بداية حياتك؟ ـ من المؤكد ان كل انسان يواجه في عمله الكثير من المشكلات والسعيد هو من يتغلب عليها واول المشكلات التي واجهتها كانت رفض والدي ان اعمل ممثلة ولولا اصرار عدلي المولد رحمه الله واقناعه له لما كنت كما انا الآن, اما المشكلة الثانية فكانت في زواج اختي منى من شخصية عربية كبيرة والذي اشترط على العائلة الا امثل وبالفعل وافقت وكنت يومها اعد لفيلم مع العندليب عبدالحليم حافظ ولكني اعتذرت له واعتذرت عن الفن وسافرت الى لندن ودرست الصحافة وسرعان ما فشل زواج اختي والتقيت بالمنتج الراحل رمسيس نجيب وعرض عليّ بطولة فيلم (افراح) للمخرج احمد بدرخان. ومن صاحب تسميتك بـ (نجلاء) ؟ ـ في بداية حياتي عرض عليّ عدلي المولد اسمين لأختار من بينهما الاول كان (ناني) والثاني (سالي) واخترت سالي وبالفعل كتب اسمي على افيشات فيلم الاصدقاء الثلاثة (سالي فتحي) ولما التقيت بعبد الحليم حافظ رشح لي اسم نجلاء ومن وقتها وانا نجلاء فتحي رغم اني احب اسم فاطمة الزهراء جدا. في بداية حياتك الفنية اشتهرت بأدوار الرومانسية ولكنك تخليت عنها الآن لماذا؟ ـ انا لم اتخل عن الرومانسية والادوار التي مثلتها في افلامي الاخيرة قدمتها وانا مقتنعة ان على الفنان ان يكون في حياته ما يشبه الانقلاب المفاجىء كيلا اسجن في نوعية واحدة من الادوار وحتى لا يمل جمهوري من نوعية واحدة ولهذا اقدم له كل جديد حتى استطيع ان اضمن الاستمرار بالنجومية ولكن اعدك واعد جمهوري ان اقدم شكلا رومانسيا جديدا من خلال فيلم (كونشرتو درب سعادة) الذي اعود به للسينما بعد فترة غياب لست السبب فيها ولكن نوعية ما يعرض عليّ الان من اعمال لا تليق بتاريخي الفني ولذلك وحفاظا على ما صنعته من اسم ومن حب الجماهير لي فقد فضلت الابتعاد حتى لا افقد شيئا من ذلك. وما تفسيرك لابتعادك عن التلفزيون؟ ـ التلفزيون من اخطر الاجهزة الآن وحتى اعود فلابد من عودة قوية واعترف انني كسولة بعض الشيء فيما يخص التلفزيون الذي عرض عليّ من قبل بطولة الجزء الثاني من الف ليلة وليلة بعد اكثر من 15 عاما ولكني رفضت بسبب ظروف امتحانات ابنتي ولم يكن من الممكن ان اتركها في هذه الفترة التي تحتاجني فيها وعموما سوف ترونني قريبا في مسلسل (زي القمر) الذي كتبته المبدعة (كوثر هيكل) ويقوم باخراجه ثلاثة من المخرجين الكبار لاول مرة وهم محمد النجار وعلي عبدالخالق وسمير سيف والمسلسل جاهز للعرض الآن وكان على خريطة رمضان لولا الازدحام الذي جعلني ارفض عرضه, وكذلك رفضي تقسيمه لاربع سهرات وتقرر اثر ذلك تأجيله. يقال انك تتدخلين في عمل المخرجين الذين تعملين معهم خاصة وان كان الفيلم من انتاجك؟ ـ غير صحيح بالمرة فأنا مؤمنة ان لكل واحد في العمل الفني دورا لابد وان يعرف حدوده فالمخرج هو رب العمل والممثل يجب ان يطيع تعليماته التي هي دائما في صالح العمل الفني. وخلافك مع محمد خان؟ ـ تعاملت مع محمد خان في فيلم (احلام هند وكاميليا) وكنا موفقين جدا والحمد لله في العمل وحقق الفيلم نجاحا كبيرا وحصل على العديد من الجوائز وزادني هذا اصرارا على العمل مع محمد خان فهو مخرج يعرف كيف يستخدم ادواته ولديه رؤية سينمائية رائعة وواضحة والفنان الذي يعمل معه هو المستفيد لا جدال ولهذا فحين قدم لي خان فيلم (سوبر ماركت) لم اقم ببطولته فقط وانما قررت ان يكون هذا الفيلم هو باكورة انتاجي السينمائي فقد تمنيت طويلا ان اكون نجمة لا لشيء الا لتقديم الاعمال التي احلم بها وتنفيذها بالشكل الذي احبه ودون ان يتدخل احد في العمل ويفرض شروطه فبعض منتجي هذه الايام لا يتقدمون لانتاج الفيلم الا اذا احضر المخرج النجوم الذين يطلبهم المنتج, ليس هذا فقط بل ان المنتج قد يرفض تصوير بعض المشاهد في الاماكن المطلوبة وذلك لتخفيض النفقات, ولهذا تمنيت الانتاج وبدأت احقق امنيتي فجاء (سوبر ماركت) ونفذت لمحمد خان كل ما طلبه لانه لا يطلب الا ما يفيد العمل ولم يحدث ما يعكر الصفو الا حين طلبت ان اهدي الفيلم الى امي وهنا كان الخلاف ولكنه لم يستمر كثيرا وذلك لاحترامي وتقديري لمحمد خان. ما السبب في ازمة السينما المصرية؟ ـ الانتاج الواعي والتوزيع الجرىء واشياء اخرى جعلت السينما التي كنا نعتمد عليها كصناعة مهمة للدخل القومي مروجة للتسلية والامتاع فقط مع ان دورها اكبر من ذلك بكثير, ولكني متفائلة من وجود شباب جدد يحلمون بالسينما ويحبونها كثيرا وانا شخصيا عملت مع احدهم وهي المخرجة (اسماء البكري) ووجدت لديها الكثير من الاحلام التي ارجو ان تتحقق فهي كلها لصالح السينما وصناعتها. مع موجة الشباب والابطال الجماعية هل انتهت ظاهرة البطل النجم؟ ـ لم تنته بدليل العطاء المتجدد من نجومنا الكبار امثال عادل امام واحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وغيرهم ولولا هؤلاء الكبار ما وجد الشباب فرصة لهم. قلت اكثر من مرة انك بصدد اخراج اول فيلم فلماذا لم يتحقق ذلك؟ ـ الاخراج عمل كبير جدا وليس مهمة سهلة, وعندما اعلنت اني سأقدم على تجربة الاخراج اعلنت ذلك لحبي الشديد للفن ولكني ادركت ان شخصا بمفرده لايمكنه اخراج عمل درامي كبير مثل (ابو الكرامات) الذي كنت سأخرجه فالمسألة تحتاج الى تفرغ اكثر وجهد اكبر وانا لست مستعدة لذلك هذه الايام ولكنه سيظل حلما الى ان انفذه من القريب العاجل ان شاء الله. واخراجك لاغاني الفيديو كليب؟ ـ كانت تجربة مع صديقتي الشابة (سيمون) وهي التي عرضت عليّ اخراج احدى اغنياتها ووافقت وقد اجلنا هذه التجربة مؤقتا لحين اقتراب طرح الالبوم الغنائي لسيمون. هل عوضتك الاذاعة في رمضان الماضي عن التلفزيون؟ ـ للاذاعة سحر خاص لا يمكن مقارنته بالتلفزيون ولان المقياس عندي هو العمل فقد قررت ان اشارك في مسلسل (الهانم) مع نجم الكوميديا الصاعد بسرعة الصاروخ محمد هنيدي, واعتقد اننا كنا ضيوفا مرغوبا فيهم في الاذاعة. قيل انك ستحولين قصة المسلسل الاذاعي الى فيلم سينمائي؟ ـ في الحقيقة عرض عليّ ذلك ولكني ما زلت افكر فيه وربما اوافق. انت من حزب الاستقرار العائلي؟ ـ نعم والحمد لله الذي وهبني زوجا مثقفا ومستنيرا مثل زوجي الاعلامي حمدي قنديل ولي ابنة (زي القمر) وابنتي ياسمين هي كل ثروتي في الدنيا واتمنى من الله ان يديم علينا هذا الاستقرار. هل تؤثر فيك الشائعات؟ ـ اسمعها واضحك ولا اقف عندها نهائيا وربما هذا سر سعادتي. ماذا تتمنين في مطلع هذا العام؟ وماذا تقولين عن مشوارك الفني؟ ـ عندما بدأت امثل كنت فرحة بالشهرة وبالفن اما الآن فأنا سعيدة بالابداع الذي يشمله هذ الفن, واتمنى من الله اصلاح حال السينما. القاهرة ـ محمد عدوي

Email