بورما وافغانستان أكبر منتجي المخدرات في آسيا: اتهام الانترنت ومصممي الازياء ومطربي البوب بالترويج

ت + ت - الحجم الطبيعي

صنفت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للامم المتحدة في تقريرها السنوي الصادر اليوم بورما وافغانستان في رأس القائمة السوداء للدول المنتجة للمخدرات في اسيا . واشار التقرير من جهة ثانية الى ارتفاع استخدام حقن المخدرات في جنوب الصين. اما اليابان وكوريا الجنوبية فهما لا تعانيان من مشكلة تعاطي مخدرات. وتكمن المشكلة الحقيقية في افغانستان, حيث تشكل الحرب الاهلية الدائرة بين الطالبان والمعارضة, عاملا مشجعا على زراعة وانتاج الافيون, ما دفع اسيا الغربية للمرة الاولى الى المرتبة الاولى في انتاج هذا المخدر, متقدمة على جنوب شرق اسيا. واكد التقرير ان الحرب الاهلية وغياب المؤسسات الادارية شجعا زراعة الخشخاش على نطاق واسع وانتاج الافيون والهيرويين في افغانستان التي تعد ايضا ابرز منتج لحشيشة الكيف. هذا وان كانت المختبرات السرية الرئيسية لمعالجة المخدرات موجودة في الدول المجاورة. وفي جنوب شرق اسيا, احتلت بورما, التي بات يطلق عليها اسم ميانمار منذ ,1989 موقعا متقدما في زراعة الخشخاش وانتاج الافيون والهيرويين والمتاجرة غير المشروعة بالمخدرات. اما استخدام حقن الهيرويين (فهو منتشر في اسيا بصورة عامة ولا سيما في عدد من محافظات الصين الجنوبية, مع ازدياد الانتاج والمتاجرة غير المشروعة بالانفيتامينات التي يفوق اثرها اثر الكوكايين و(الكراك) , في المنطقة عموما. واشاد التقرير بانخفاض تعاطي الانفيتامينات في اليابان وفي كوريا الجنوبية مقارنة بمعظم الدول الاوروبية, مؤكدا ان (تعاطي الهيرويين والكوكايين هو في مستوى متدن في هذين البلدين بالرغم من القدرة الشرائية المرتفعة لسكانهما) . اما الهند فتمكنت من القضاء على شبكة كبيرة لتهريب المخدرات الى افريقيا. واشاد التقرير بتقدم التعاون بين اجهزة مكافحة المخدرات في دول المنطقة لا سيما بين الهند وباكستان. واتهمت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات شبكة انترنت ومنتجي اشرطة الفيديو كليب ومصممي الازياء بالترويج للمخدرات عبر تقديم تعاطي المخدرات بوصفه سلوكا متميزا واسلوب حياة عاديا. وقال رئيس الهيئة حامد قدسي خلال تقديمه التقرير السنوي للهيئة ان صناعة الالبسة الجاهزة ابتدعت (موضة الهيرويين (هيرويين ستايل) وهناك عديد من نجوم الموسيقى يصورون تعاطي المخدرات وكأنه لهو او سلوك عادي ومقبول من الجميع) معربا عن اسفه لقيام بعض وسائل الاعلام الغربية بتصوير المخدرات من زاوية ايجابية ومشاركة بعضها في حملات تشريع تعاطي حشيشة الكيف. وقال تقرير الهيئة ان (حكومات الدول المعنية مدعوة الى البحث في مدى الضرر الذي تسببه حرية الوصول الى هذه المعلومات ونشرها دون اي عائق على الصحة العامة) . واضاف التقرير ان (بعض المجلات التي يقرأها الشباب تضع التسلية في المقام الاول, وهي تسعى الى المعلومات المثيرة لزيادة مبيعاتها وهذا يمكن ان يتم على حساب الحقيقة) . ووجه التقرير اصبع الاتهام الى شبكة انترنت التي تشكل خطرا اكبر من وجهة نظره نظرا لاتساع قاعدة المشتركين فيها والذين تقدم لهم معلومات تفصيلية حول زراعة الخشخاش في بيوتهم. واشار التقرير بشكل خاص الى شركة هولندية تستخدم انترنت لبيع المخدرات في السوق الدولية. وقال التقرير ان موسيقى البوب تشكل وسيلة ترويج خطيرة لتعاطي المخدرات او على الاقل للمطالبة بالسماح بتعاطي المخدرات لدى الشباب في الدول المتقدمة والنامية على السواء, داعيا نجوم الاغاني وموسيقى البوب والرياضيين المشهورين الى توظيف نجوميتهم وشعبيتهم من اجل التصدي للرسائل المتعددة التي تجعل من تعاطي المخدرات (مجرد تسلية) . من ناحية اخرى اكد تقرير الهيئة الدولية ان كندا والولايات المتحدة سجلتا ارتفاعا في تعاطي المواد المسببة للهلوسة مشيرا الى ان سلطات مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة اقتحمت عددا كبيرا من المختبرات المنتجة لهذه المواد وضبطت ما يوازي 370 الف جرعة منها في 1996. واضاف التقرير ان (تعاطي حشيشة الكيف والكوكايين والهيرويين والمواد المهلوسة سجل ارتفاعا طفيفا لدى الشباب) مع بقاء حشيشة الكيف الاكثر انتشارا. وقال التقرير ان 10 ملايين اميركي تعاطوا حشيشة الكيف خلال الشهر الاول من العام 1996 في الولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها 269 مليونا. وفي كندا كما في الولايات المتحدة لا يزال الكوكايين والهيرويين يهربان بكميات كبيرة من المكسيك اما الانفيتامينات فتصنع سرا في المكسيك والولايات المتحدة ويتم استهلاكها في كندا والولايات المتحدة. وسجل تعاطي الكوكايين زيادة طفيفة في 1996 في الولايات المتحدة حيث يتعاطاه حوالي 8ر0 في المئة من السكان فوق سن 12 عاما, اي 7ر1 مليون شخص. وكشف التقرير ان الحكومة الامريكية باتت تولي اهمية اكبر الى البرامج الهادفة الى تقليل الطلب وحملات مكافحة ترويج المخدرات في وسائل الاعلام والبرامج التلفزيونية والجماهيرية. وقدر التقرير أن 6 في المئة من الاميركيين فوق 12 عاما يتعاطون نوعا واحدا من المخدرات على الاقل, مقابل 45ر0 في المئة في المكسيك. وتم خلال سنة 1996 ضبط 24 طنا من الكوكايين في المكسيك و123 طنا في الولايات المتحدة مقابل 109 اطنان في 1995 في الولايات المتحدة. وتعزز التعاون في مكافحة المخدرات في اميركا الشمالية حيث ابرمت دول المنطقة الثلاث - الولايات المتحدة والمكسيك وكندا- اتفاقات للتعاون مع دول اخرى وتلعب دورا نشطا في البرامج الدولية لمكافحة المخدرات.

Email