المجال المغناطيسي لتحفيز وظائف المخ بعد الأصابة بالجلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إمكانيات التطور في مجال الطب لا تقف عند حدود, وآمال الأطباء لا آخر لها, وفرص النجاة من الأمراض غير محدودة, فسيكون بالامكان يوما ما ان يتعافى الاشخاص الذين تعرضوا لجلطة بالمخ او عمليات بتر لاعضائهم وذلك عن طريق تعديل الاشارات الكهربائية بالمخ باستخدام المجال المغناطيسي . فلقد أكد الباحثون بالمعهد القومي الامريكي لاضطرابات الجهاز العصبي والسكتة الدماغية بواشنطن ان المجالات المغناطيسية يمكن ان تغير من كيفية تشكيل المخ لروابط وإتصالات عصبية جديدة. فقدرة المخ على إعادة ربط أطراف الاتصال داخله بعضها ببعض وهو ما يعرف باسم طواعية وليونة المخ يعد أمرا طيبا وذا فائدة غالبا. فالكفيف ـ على سبيل المثال ـ يمكنه تعلم التعامل والتفاعل مع إشارات اللمس بطرف إصبعه باستخدام مناطق بالمخ مخصصة بشكل طبيعي للرؤية. ولكن الروابط الجديدة بالمخ يمكن أن تحدث مشاكل أيضا. فالاشخاص الذين بترت أطرافهم أحيانا ما يشعرون وكأن أطرافهم الوهمية قد لمست عندما يلمس شيء في واقع الأمر وجوههم. في حين أن آخرين يشعرون بعذاب شديد وألم لا يمكن علاجه في تلك الأطراف الوهمية. وحاول الباحثون ليوناردو كوهين وأولف زايمان وجريان كورنيل معرفة ما إذا كانت المجالات المغناطيسية يمكنها وقف أو دعم ليونة المخ. وباستخدام مجال مغناطيسي متغير في الجمجمة وهي التقنية التي تعرف باسم التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة او (تي ام اس), أصبح ممكنا تنشيط تيارات كهربائية على سطح المخ. ومنذ منتصف الثمانيات يستخدم علماء الأعصاب تي ام اس كوسيلة تشخيص لرؤية ما اذا كانت الممرات العصبية المحركة سليمة بشكل يكفي لشد العضلات. ويقول بعض الباحثين أنه يمكن استخدام المجالات المغناطيسية للمساعدة في علاج اضطرابات نفسية. وقام فريق كوهين بمحاكاة فقد النشاط العصبي الذي يحدث بعد عملية بتر عن طريق نفخ ضاغط لوقف نزيف الدم حول كوع واحد من سبعة متطوعين لمدة 20 دقيقة. ومع لصق أقطاب كهربائية بالعضلة ذات الرأسين بالذراع لقياس الشد في العضلات, حصل الفريق على تيار مغناطيسي كهربائي فوق المناطق النشطة بالمخ. ويقول زايمان ان التيار ضئيل جدا, الا أننا نشطنا عددا من الخلايا العصبية. تونس ـ أوس يعقوب

Email