استراحة البيان : المبكيات المضحكات:يكتبها اليوم - محمد خليفة بن حاضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الشاعر شهاب بن ذكاء الهلالي الملقب بالحاضري ومن الامور المبكيات مضاحك - واذا تفكر ذو الحجى في ذي وذي اما اذا التنباك لما يشفه - لم ادر ما طعم البكاء وطيبه ومن المضاحك في الامور بواكي - حسنت بفيه لفافة التنباك اضطر ان يشفى برشفة (ساكي) - حتى ضحكت عليك من شباكي أمور محزنة تفجرك ضحكا, واخرى مضحكة تفجرك حزنا, شأن تفجير اللغة لدى الحداثيين, وقديما قيل شر البلية ما يضحك, واليوم نقول شر الضحك ما يبكي, والانسان على كل حال حر في التعبير عن مشاعره ومكنوناته سواء جاء ذلك التعبير ضحكا او بكاء, ولا يهم اذا ما خلط بين هذا وذاك طالما ان الامر يوفر المتنفس النفسي, والخروج من انشوطة الخنق, ومن المبكيات المضحكات في ايامنا هذه الشيء الوافر والحمد لله, وفي هذه الاستراحة سأسعى الى الاستفراد ببعضها تاركا للقارىء حرية الضحك او البكاء, وله مطلق الحرية ايضا ان يكون محايدا لا مع هذا ولا ذاك كما تفعل بعض الدول اعضاء هيئة الامم المتحدة (المائية) اللون والطعم والرائحة اي المهمشة بلا هامش عدا العلم والنشيد الوطني! وسأحاول ايضا رصد تلك (الظواهر) داخليا واقليميا وعالميا, بمعنى آخر سأعولمها وفقا للنظام العالمي الجديد حيث لن اتقيد بالجغرافيا لأن ذلك سيحد من حرية حركتي وانا الشخص الباحث دائما وابدا عن حرية التنفس, وحتى لا اتهم (بالقطرية) مستندا في ذلك على نظام (الجات) وليس (القات) حتى لا يلتبس على البعض! على الصعيد الداخلي هناك الكثير من المضحكات المبكيات الطازجة. لكنني سأخصص الحديث الآن عن (كم) واحدة منها (بس)! بقعة الزيت التي ضربت شواطئنا الجميلة, وعليك تقع مسؤولية البحث عن الاسباب والمسببات, ويقيني انك ستبوء بالفشل بسبب العتمة البيئية وعدم وضوح الرؤية! في كلية التربية بجامعة العين لا يوجد اي طالب حاليا, شهد بذلك شاهد من اهلها, اذن العوض في سلامتكم, فبعد اعوام قلائل مقبلة ربما الجأتنا الحاجة الى جلب المدرسين من منغوليا لأنني علمت مؤخرا ان بعض (الصقارين) من هنا ذهبوا الى هناك هذا الموسم لجلب الصقور بقصد المتاجرة بها. * والمبكية المضحكة الاخرى هي ظاهرة التسول وعدد المنتسبين الى هذه (المهنة) وازديادهم الملحوظ خلال شهر رمضان, والملفت للنظر ان جل (الشغيلة) على هذا الخط من غير المواطنين, علما ان (فيزة) الزيارة لا تصدر الا بعد البحث والتمحيص عن هوية الزائر والقصد من وراء زيارته..! يبدو ان البعض استمرأ (الكد) بالراحة طالما وجد من يسول له ويتسول بالنيابة عنه لجلب المساكين على سبيل (لله يا محسنين)! هذا على الصعيد الداخلي, اما على الصعيد الاقليمي, فاليك التالي: تحرشات عراقية بالمفتشين الدوليين تقابلها استفزازات امريكية بريطانية في شكل عرض عضلات عسكرية, اما ضحية الجانبين فمعروفة سلفا, العراقيون واموال العرب. وفي هذا يقول الشاعر: كذا قضت الايام ما بين اهلها - مصائب قوم عند قوم فوائد تمرد اسرائيلي على العالم بأسره بما في ذلك العراب الاكبر لدولة (نتن) لذلك فان الدولة (النتنية) تنفرد بأسلحة الدمار الشامل في المنطقة بينما يمنع العراق من استيراد بعض المواد التي تستعمل في صنع الادوية كمادة (ماسترد) ومادة (نايترس اوكسايد) خوفا من الاستفادة منهما في غير محلهما, غاز الاعصاب مثلا؟ وهناك الحلف التركي الاسرائيلي (المأمرك) والذي نتج عنه أكبر نكتة ديمقراطية في نهاية القرن العشرين, الا وهي حظر حزب الرفاه وارباك زعيمه (اربكان) بشل حركته عن العمل السياسي. اما على الصعيد العالمي فقد حدث الآتي: في مدينة النور باريس فالقضاء هناك يحاكم الحرية على ارض البلد الذي اصدرت ثورته قبل مائتي عام من الزمان وثيقة حقوق الانسان, والسبب هو ان فيلسوفا فرنسيا تجرأ وأسلم, فاتضح له الحق من الباطل, وأراد ان يقول شيئا عن الظلم والمظلوم فكتب كتابا اسماه (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية). في هذا الكتاب يفند الكاتب وبالادلة الدامغة مجموعة من الاكاذيب والمزاعم التي فبركتها الصهيونية بعناية تامة, لابتزاز العالم عن طريق البكاء والتباكي على ضحايا النازية من ابناء شعب الله المختار, وقديما قال الشاعر : اذا اشتبهت دموع في خدود - تبين من بكى ممن تباكى اما آخر (مضحكة مبكية) وهي مسك ختام هذه العجالة فهي اغنية عربية بعنوان (باشعر فيك) على وزن (اهلا فيك) او (أهلا فيكن), المهم ان هذه الاغنية حازت على شرف (الاغنية الاولى) في موسم الاغاني (المهزلية)!! عزيزي القارىء هذا غيض من فيض, فأنا أعد باللقاء بك مستقبلا على طريق المبكيات المضحكات! والله الموفق

Email