يقصدها آلاف السياح: أسواق تونس العتيقة عبق معطر بياسمين الأجداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجلى الطابع الحقيقي للمدن التونسية في المدن العتيقة وقد حافظت تونس وسوسة والقيروان وغيرها من المدن الاصيلة على خصوصيات مدنها العتيقة وينشد الزائر لمدينة تونس العابقة بالحاضر المعطر بياسمين الاجداد وانتصاراتهم فحيثما وطئت قدمه ازقتها الهادئة وشوارعها الضيقة يرى ذلك التناسق الجميل للظلال والاضواء داخل اسواقها المترابطة التي وصل عددها ذات يوم اكثر من ثلاثين سوقا كما افاد العلامة الشيخ عثمان الحشايشي في كتابه. اما اشهر هذه الاسواق فهو سوق الحفصي ويسمى سوق الشواشية حيث تخدم فيه صناعة الشاشية وهي من الصناعات الاندلسية التي اختص بها اكابر اعيان تونس, وكان لها رواج عظيم في جميع ممالك العالم الاسلامية وبها اثري اهالي تونس ويليه شهرة سوق العطارين وهو من الاسواق المعتبرة بتونس وجميع تجاره من اعيان البلاد فيه تباع انواع المياه الطيبة كماء الياسمين وماء الورد والعنبر والعود القماري والحناء والشمع والمسك والكافور وقد اشتهرت هذه الانواع التونسية في جميع انحاء افريقيا وبين سوق العطارين وسوق الحرائرية خطوات معدودة وفي هذه السوق عبارة عن مئات من الدكاكين بها انواع من الملابس الحريرية للنسوة كالسفساري وهو رداء تلتف به المرأة عند خروجها الى الشارع و(الفوطة) وهي ازار تديره المرأة حول الخصر و(التقريطة) وهي منديل من حرير تغطي به المرأة رأسها والفرملة وهي صدار مشقوق الصدر دون يدين وغير ذلك من الاقمشة وترتبط سوق الحرائرية بسوق القماش الذي يباع فيه القماش البلدي وانواعه و( القرماسود) الهندي بانواعه و(الزرابي) (السجاد) الحريرية و (الصوفية) في دكاكين منظمة كما يباع به بطريقة الدلالة العامة انواع من الحرير وغيرها, وبالقرب منه سوق (الفكهة) اي الفواكه الجافة وفيه تباع الفواكه بانواعها من اللوز والجوز والفستق والتمر بانواعه وهذا السوق مجاور لجامع الزيتونة من جهة الغرب, ومن الاسواق الشهيرة ايضا (سوق) (القرانة) وفيه يباع سائر الابزرة من القرفة والزعفران والفلفل الاسود وحبة البركة والسكر بانواعه والقهوة والشاي وبالقرب من سوق الترك نجد سوق البركة وهو السوق الذي يباع به سائر المجوهرات من الاحجار الثمينة والساعلت والسلاسل الذهبية والخواتم والحلي والاقراط وغير ذلك ولسوق البركة قانون وأمين خاص به وقد كان يباع في هذا السوق العبيد اي المماليك فابطله احمد باي سنة 1257 هـ (1841م) عندما منع بيع الرقيق ولذلك سمي سوق البركة لان البركة في اللغة بالكسر اسم لجماعة الابل الباركة وقد كانت الابل الحاملة للعبيد تأتي بهم فتبرك هناك كما يوجد سوق الربع وهو معد للنساء خاصة يباع به ملبوس النساء الثمين من نوع الفضة وملبوس العرائس كالقمجة والسراويل والفرملة والجبائب وسوق الكتب المجاور لمدخل جامع الزيتونة من جهة الشرق وفيه تباع سائر الكتب باصنافها سواء كانت مخطوطة او مطبوعة ومنها ما يباع بطريق المزايدة على يد الدلال ومنها ما يكون في دكان الكتبي وبها عدة دكاكين وسوق النحاس وفيه تصنع الآواني النحاسية كالصحون والقدور على انواعها وتباع به جميع الانواع المذكورة. كما توجد في المدينة ا اسواق عديدة مثل سوق الباي وسوق الجرابة وسوق السراجين وسوق البرانسية وسوق الزيت وسوق البلاغجية وسوق باب بنات وسوق الزراعية وسوق السويس والحلفاء ومن الاسواق القديمة التي لم يعد لها اثر سوق فندق الفلة وسوق الزيايدية وسوق اللبن وسوق الفحم. تونس - أوس داود يعقوب

Email