في رواق عوشه: الفضائيات العربية متهمة بتسطيح الثقافة والقيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازال الكثير من البرامج التي تفرزها الفضائيات العربية تدعو للتساؤل عن مستقبل الاعلام العربي الجديد وعلاقته بالقيم العربية والاسلامية , وبين حين وآخر تبرز اصوات تطالب بضرورة ان تنتهج هذه المحطات ــ طالما تمكنت من الاستفادة من تقنيات العصر الحديث ــ خطا يحترم قضايا المواطن العربي والقيم العليا للحضارة, لكن يبدو ومع اهتمام هذه الفضائيات بالثقافة الاستهلاكية ووقوعها في براثن مافيا تجارة البرامج, انها وقعت في دائرة الشك وعدم المصداقية التي بدأت تنفر المواطن العربي وهو يشاهد عددا من البرامج ذات المستوى المتدني والتي في اغلبها مراهنات على مشاعر المراهقين. هذه المقدمة خطوط قصيرة في المحاضرة التي القاها الدكتور علي قاسم والصحفي فؤاد زيدان في رواق عوشة بنت حسين بدبي امس الاول وجاءت تحت عنوان (الاعلام وقيم الأمة) والتي ركز فيها المحاضرين على تأثير القنوات الفضائية وبالاخص العربية على قيم الأمه. وكان الدكتور علي قاسم قد قال في طرحه حول مستوى الأداء الفضائي للمحطات العربية ان هناك هجمة منظمة لمحو القيم العربية الاصيلة, وما نشاهده في الفضائيات اليوم لا يمكن السماح له, انه كارثة. كما أشار د. قاسم الى الخطر الذي بات يأتي من الفضائيات العربية, وليس الاجنبية قائلا: هناك غزو فضائي عربي يتمثل في برامج تبث ثقافة استهلاكية رخيصة تطرحها هذه القنوات عبر برامج لا تخدم المواطن العربي واسرته مضيفا: لقد أصبحت القدوة في قنواتنا الفضائية العربية قدوة الراقصة والطبال.. انا لا اقول أن العملية مخططة لكن هناك مؤامرة حقيقية تستهدف المواطن العربي واصبح مالا يمكن تحقيقه بالمدفع يمكن تحقيقه بأغنية.. وفي نهاية حديثه تساءل د. علي قاسم: ترى ما الحاجة الى هذا الكم من الفضائيات. وقد اثارت كلمة الدكتور علي قاسم حوارا ساخنا بين جمهور المحاضرة, فيما ركز الاعلامي فؤاد زيدان حديثه حول القيم العربية والاسلامية الاصيلة وضرورة ان يوظف هذا الاعلام والتقنية الحديثة في خدمة هذه القيم السامية. واشار زيدان الى أن الاعلام لم يعد خبرا للنشر بل اتسع مداه واصبح يساهم في صياغة نمط الحياة ونموذج القدوة وباتت الصورة قادرة على صياغة العاطفة وفرض ردود الافعال تجاه الاحداث.. مشيرا الى قدرة الاعلام الحديث على التحكم في سلوك الفرد والمجتمع ولذلك اصبحت العملية خطرة جدا. محاضرة الاعلام وقيم الأمة اثارت ردود فعل بين الحضور وهناك من انحاز في صف الفضائيات باعتبارها الجسر الذي يعبر الى المواطن العربي في الغربة, فيها طرح البعض ضرورة وجود هامش من الحرية وضرورة ان تتخلص الفضائيات من السلطة السياسية حتى تعيد صياغة لغتها الموجهة للحضارات. كما رأى البعض ان ما يحدث في الفضائيات العربية هو خاضع بالتبعية للعملية الاقتصادية التي بدأت تأخذ مسارات مختلفة لتمرير مشاريع مخطط لها

Email