تطوير طائرة فضائية تقلع من مطار عادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجه الخبراء الى تصميم طائرات فضائية تستطيع الاقلاع مثل الطائرات التقليدية قبل تشغيل المحركات الصاروخية للانطلاق الى الفضاء الخارجي . ويتوقع الخبراء ان يؤدي ذلك الى تخفيض تكلفة اطلاق الاقمار الصناعية والنزهات الفضائية وخدمات نقل الركاب والبضائع بسرعة فائقة. وتعتزم دانياميكار للابحاث ومركزها هيوستون تكساس البدء في بناء اول طائرة كوسموس مارينر التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مع نهاية العام الحالي باستخدام التقنيات والمعدات الموجودة والتي تقلل من تكلفة الانتاج الى ادنى قدر ممكن. وسيكون بامكان المركبة التجريبية الاولى ان تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت بثماني مرات وعلى ارتفاع 65 ميلا. اما بالنسبة للرحلات البعيدة فان الارتفاع قد ينخفض الى 40 ــ 50 ميلا ولكن يمكن زيادة السرعة الى حوالي عشرة اضعاف سرعة الصوت. ويقول نورمان لافاف الرئيس التنفيذي لدانياميكار ان هذا يعني ان الرحلة من نيويورك الى لندن لن تستغرق اكثر من 20 دقيقة. ويضيف قائلا انه ليس هناك ما يعيق تحقيق هذا الهدف من الناحية التقنية. وحقيقة الامر ان طائرة ناسا الصاروخية اكس ــ 15 كانت تطير بأسرع من الصوت في الخمسينات والستينات من هذا القرن في وقت لم يكن فيه التقدم التقني قد وصل الى ما توصلنا اليه الآن. اما شركة لافاق ناسا فتهدف الى تطوير السفر الفضائي المنخفض التكلفة وذلك بتقديم جائزة مالية قدرها عشرة ملايين دولار لأول فريق ينجح بالطيران بثلاثة اشخاص على ارتفاع يصل الى 63 ميلا فوق سطح الارض. وقد اجتذبت هذه المسابقة اكثر مهندسي الفضاء ابداعا وشهرة في العالم. ويبلغ طول كوسموس مارينر حوالي 91 قدما وعرضها من الجناح الى الجناح 88 قدما. وستستخدم محركين نفاثين تقليديين مثبتين فوق الاجنحة للانطلاق من مطار هيوستون. وستطير فوق خليج المكسيك وتستمر بالتحليق حتى تصل الى ارتفاع ستة اميال ونصف عندما توجه مقدمتها الى اعلى وتوقف عمل المحركين النفاثين ليتم تشغيل محركين صاروخيين من صنع روسي يعملان بالاوكسجين السائل والكيروسين لتأمين قوة دفع تصل الى 80 الف رطل ويزيد سرعة الطائرة الى ثمانية اضعاف سرعة الصوت على ارتفاع حوالي 50 ميلا. وبعد تشغيلهما لما يزيد عن دقيقتين سيتم اقفال المحركين لأن تسارع الطائرة سيرفعها الى عشرة او خمسة عشر ميلا اضافية. وبعد هذه المرحلة ستطير الطائرة على شكل مستوٍ لفترة قصيرة قبل العودة الى توجيه مقدمتها الى اعلى تماما كما يفعل مكوك الفضاء عندما يعاود الدخول الى الفضاء الخارجي مخففا من سرعته عن طريق الهواء الاكثر كثافة. ومن الخصائص التي تميز كوسموس مارينر هي الطريقة التي ستنقل بها الاقمار الصناعية الى الفضاء. فبدلا من حملها داخل المركبة كما هو الحال مع مكوك الفضاء الحالي فإنه سيتم تثبيتها على منصة اطلاق فوق المركبة والتي يتم اطلاقها في الفضاء الخارجي. وبعد ان تصبح بعيدة عن الطائرة الفضائية يتم تشغيل محرك القمر الصناعي ليدفعه في مداره المحدد له. ويقول لافاف وفريقه ان قدرة الحمولة الاجمالية للطائرة الفضائية تقع في حدود 24 الف رطل مما يعني امكانية اطلاق قمرين اصطناعيين للاتصالات بتكلفة لا تزيد عن ثلاثة ملايين دولار وهو اقل بكثير من التكلفة الحالية. كوسموس مارينر

Email