«الإنسكلوبيديا» الفرنسية رمز التنوير

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«عاصمة النور» لقب حازته باريس قديماً، لم تتركه للزمن، وإنما حافظت عليه، لتبهر العالم أجمع بما قدمته ولا تزال للبشرية، تبهرهم بكنوزها المعرفية وبابتكارات بعضها يفتح بوابات السماء على الفضاء، متوسدة شعار «الإلهام بسرعة الضوء» الذي زينت به فرنسا جدران جناحها الواقع في منطقة التنقل، وقد استدعت فيه بعضاً من ملامح الماضي، لتضعها بين أيدي زوارها الذين فتحت أعينهم على المستقبل عبر رؤى مختلفة وأفكار فريدة من نوعها، وهي التي سبق لها أن استضافت إكسبو، ولأجله شيدت برج إيفل الشهير الذي كان آنذاك بوابة للمعرض، وأضحى رمزاً فرنسياً يعرفه العالم جيداً.

في «بؤرة النور والتنوير» أضاءت فرنسا على موسوعة «الإنسكلوبيديا» لديدرو ودالمبير ذائعة الصيت، تلك التي ضمت بين دفتيها الكثير من المعرفة، وتضخمت صفحاتها لتتحول إلى أجزاء عديدة. تلك الموسوعة المسماة أصلاً «القاموس المُبرهن للعلوم والفنون والحِرف»، كانت قد نشرت بين عامي 1751 و1772، لتلتزم بعد جمعها الأرشيف الوطني الفرنسي. ولأهمية معرض إكسبو 2020 دبي، فقد آثرت فرنسا أن تفتح خزائن أرشيفها لتسمح لمجلدات هذه الموسوعة بأن تتنفس هواء دبي، حيث يعرض الجناح نسخاً أصلية من 35 مجلداً من هذه الموسوعة الخالدة، التي سعت من خلالها فرنسا إلى تذكير زوار جناحها بأنها لم تكف منذ قرن الأنوار عن الدفع بمسيرة العلوم والاختراعات التقنية في خدمة مسيرة التقدم الإنساني. الموسوعة الضخمة بدت واحدة من أكثر المشاريع رمزية في عصر التنوير الفرنسي.

Email