خيول إكسبو صهيل التراث

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«غياث» و«دبي ميلينيوم» وما بينهما حديقة الفرسان، قد تبدو تلك الوهلة الأولى مجرد أسماء عابرة بالنسبة لزوار معرض إكسبو 2020 دبي، ولكنها في الواقع أسماء لها وقع الذهب، فوراء كل واحد منهما حكاية تستحق أن تروى، فالأول أفضل حصان في 2020 بينما الثاني «أعظم حصان»، وهو الأقرب والأحب إلى قلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أفرد له مساحة واسعة في كتابه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، فلم يكن «دبي ميلينيوم» حصاناً عادياً، فقد كان يدرك كيف يسابق الريح وأن يتفوق عليها، «دبي ميلينيوم» مضى في طريقه ولكن صوت صهيله لا يزال حاضراً يرافقك أينما وليت وجهك في «إكسبو»، تسمعه وتطرب لصوته.

في أروقة الحدث ترافقك الموسيقى، وصوت صهيل الخيول، تجبرك على أن تقف أمامها وأن تتأمل ضفائرها التي علقتها على أعواد الريح، تعجبك قوائمها الشامخة، وتبهرك سرعة حركتها، حينها يهمس في أذنك صوت الروائي إبراهيم نصر الله بأن «كن كالخيل، في الخيل عزة لا يستطيع الإنسان أن يفهمها، إنها تحزن ولا تبوح، وتتألم ولا تنكسر».

تتبع صوت الصهيل فتقودك خطواتك نحو الأوروغواي، تلج بوابة الجناح، لتعاين منحوتة صغيرة صنعت من البورسلان وقد طرزت بألوان زاهية، وبالقرب منها جمعت معدات الخيل ووضعت في كادر له حدود خشبية، تخرج منه، لتلج مباشرة بوابة الأرجنتين، تقف وسط الجناح متأملاً، تفاجئك الخيول وهي تركض في مضمارها، وتسابق الريح.

تخرج من الأرجنتين، وأنت تردد قول المتنبي «أراقب فيه الشمس أيان تغرب»، وتلاحق الصهيل على وتر أبيات شعره، تقول مثله إن «الخيل والليل والبيداء تعرفني»، حينها ستجد نفسك واقفاً أمام جناح تركمانستان، حيث 4 خيول رفعت قوائمها في عين الشمس، وقد نحتت واجهة الجناح على هيئة رأس حصان، ستدخل الجناح بهدوء لتمتطي صهوة «الأكحل – تيكي» التي تعد إحدى سلالات الخيول العريقة في تركمانستان التي اتخذت منها شعاراً وطنياً للبلاد، تمطيه لتقطع البلاد بطولها وعرضها، تعاين ما يفرزه من تراث ثقافي يتوسد الخيل في لوحاته ورسومه ومنحوتاته وحتى ما ينتجه من سجاد.

وأنت تراقبها تدرك حقيقة أن «الخيل معقود في نواصيها الخير». تغادر تركمانستان، لتقودك قدماك نحو ساحة جناح التنقل، هناك تقف أمام حصانين أحدهما أبيض وآخر أسود، تتأمل فيهما طويلاً، لترى عين الشمس وتاريخ التنقل، ومعهما تستبق الريح.

Email