«البيان» ترصد حصاد وإرث الحدث الدولي

الموسيقى ذاكرة الشعوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين جنبات «إكسبو 2020 دبي»، مددت الموسيقى إيقاعاتها، ليعيش زوار الحدث الأروع عالمياً لحظات ساحرة، لن تغادر ذاكرتهم أبداً، وهم الذين شهدوا طوال أيام المعرض، مجموعة كبيرة من الحفلات الغنائية، صافحوا فيها نجومهم، وعانقوا نغمات العالم أجمع، على اختلاف ألوانها ومدارسها ولغاتها.

 

بدا المعرض الدولي عند وعده بأن «لا تشبه لياليه بعضها بعضاً». على مدار أيامه جمع «إكسبو 2020 دبي» ألواناً من الموسيقى التي مثلت مختلف ثقافات العالم، في حين حضرت الموسيقى بكل ألوانها بدءاً من الكلاسيكية وليس انتهاء بالجاز والفانك والويسترن والروك والهيب هوب، بينما احتفى المعرض الدولي بالموسيقى العربية والشرقية على اختلاف ألوانها، ليقدم من خلالها نظرة خاصة على طبيعة المجتمعات العربية والخليجية. ليالي إكسبو كانت مفعمة بالطاقة والحيوية، وفيها شهد الجمهور إطلاق أغنيات وألبومات جديدة وعروض مبهرة قدمها ثلة من نجوم العالم الذين عبروا في إطلالاتهم عن سعادتهم بالوقوف على خشبات المعرض الدولي، واصفين إياها بـ«لحظات لا تمحى».

ليلة من العمر

نخبة فنية اختيرت بعناية فائقة، جسدت تنوع المواهب الغنائية في المنطقة والعالم، تم اختيارها لحفل افتتاح المعرض الدولي، فوقف على خشبة الوصل كل من فنان العرب محمد عبده، وفنانة العرب أحلام، والفنان حسين الجسمي، سفير «إكسبو 2020 دبي»، وكذلك الفنانة الصاعدة ألماس، والمغنية اللبنانية ميساء قرعة، وقدم الثلاثي أيقونة المعرض «هذا وقتنا»، كما ضمت قائمة نجوم الافتتاح مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي والمغنية ومؤلفة الأغاني البريطانية إيلي غولدينغ وعازف البيانو الصيني ذائع الصيت لانغ لانغ والفنانة الحائزة 4 من جوائز غرامي أنجيليك كيدجو، والممثلة والمغنية ومؤلفة الأغاني أندرا داي، إذ قدموا معاً ليلة ساحرة.

أمسيات خالدة

تحت ظلال قبة الوصل، التي استضافت الأيام الوطنية للدول المشاركة في المعرض العالمي، توهجت «أمسيات خالدة» بما قدمه عدد من نجوم الشرق والغرب، فبدت «أمسيات خالدة» رحلة موسيقية متميزة، قامت على أكتاف 6 نجوم معروفين عربياً وعالمياً، وعلى رأسهم وقف الفنان العراقي كاظم الساهر مفتتحاً بصوته السلسلة الخالدة، إذ أطلق «قيصر الغناء العربي» أغنيته «الحياة»، وتلاه الفنان اللبناني راغب علامة، وزميلته نانسي عجرم، واللذان أطربا الجمهور بحفل استثنائي. أما على المستوى العالمي، فكانت النجمة العالمية إليشا كيز، التي آثرت أن تطلق ألبومها «كيز» من مسرح الوصل، فقدمت المغنية ليلة استثنائية. اليشا كيز كانت أول مغنية عالمية تقوم بأداء حي ضمن «أمسيات خالدة»، وتجاوز عدد مشاهدات حفلها حاجز 15 مليوناً، وهو رقم قياسي يضاف إلى سجلات المعرض الدولي، في حين بدت إطلالة فريق بلاك آيد بيز مختلفة، فتحت ظلال الوصل احتفل الأعضاء بمرور 25 عاماً على تأسيس الفريق الذي قدم مجموعة من الأغنيات الناجحة، وقد نجحت حفلة «بلاك ايد بيز» في تجاوز حاجز 24 مليون مشاهدة عبر حسابات المعرض الدولي على مواقع التواصل الاجتماعي. رحلة «أمسيات خالدة» تواصلت على وقع أصوات فرقة «كولدبلاي» التي قدمت عرضاً مثيراً، في وقت أطلقت فيه الفرقة وأول مرة في المنطقة ألبومها الجديد الذي يسلط الضوء على أهمية حماية الكوكب بما يتماشى مع موضوع إكسبو المتمثل بالاستدامة.

نجوم الإمارات

نجوم الإمارات كان لهم نصيب وافر من سهرات الحدث الأروع عالمياً، فكان لكل واحد منهم حضوره الخاص ونكهته وأغنياته، وعلى رأسهم وقف الفنان ميحد حمد، الذي أطل على جمهوره بعد غياب طويل، ليقف بكل هيبته في ظلال الوصل، مطلقاً في فضاء القبة صوته، صادحاً بأيقونته «الله يا دار زايد»، ليكرر الفنان حسين الجسمي إطلالته مجدداً على خشبة «الوصل» مقدماً ليلة موسيقية ساحرة، فيما لم يغب عن مسارح المعرض الفنان عيضة المنهالي الذي أطل في احتفالات اليوم الوطني الخمسين، مقدماً للجمهور ليلة استثنائية ساحرة، قدم فيها تشكيلة من أغنياته بدءاً من «متصوع» وليس انتهاءً بـ«تولهت لصوتك»، وعلى الدرب ذاته سار الفنان فايز السعيد الذي حلق هو الآخر في فضاء «الوصل» مع رفيقه ميحد حمد، وعلى الخشبة ذاتها سار الوسمي متقدماً جموع الناس، ليقدم فن العازي، احتفالاً باليوم الوطني الخمسين للإمارات، أما الفنان عبدالله بالخير، فوقف على خشبة مسرح اليوبيل، ليقدم تشكيلة من أغنياته التي لا تزال تسكن ذاكرة الناس، ليواصل الفنان محمد الشحي الرحلة الغنائية، من خشبة «اليوبيل»، حيث أطل بهيبته وبأغنيات كثيرة، طالما حفظها الجمهور وردد كلماتها.

جلسات خليجية

لم يغض المعرض الدولي طرفه عن فنون الخليج، إذ أطلق لأجلها «جلسات في إكسبو» التي جمعت كوكبة من نجوم الخليج، الذين قدموا في حفلاتهم مجموعة من أرقى الألوان الموسيقية التي تعكس الثقافة الإماراتية والخليجية على حد سواء، المجموعة التي شاركت في «جلسات في إكسبو» بدت ثقيلة الوزن، إذ ضمت الفنان السعودي أصيل أبو بكر، والمغربية أسماء المنور، والبحريني محمد البكري، ومواطنته مشاعل، والفنان اليمني فؤاد عبدالواحد، والسعودية داليا مبارك، والفنان الكويتي مطرف المطرف، ومواطنته آلاء الهندي، والنجم العراقي ماجد المهندس، ومواطنته أصيل هميم، وفي ظلال الجلسات وقف الفنان حاتم العراقي وديانا حداد.

ومن أبرز نجوم الخليج الذين أطلوا في ساحات إكسبو، كان الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، الذي قدم ليلة طربية بامتياز، كما استضاف الحدث فرقة «التخت العربي» الكويتية، بقيادة المايسترو الدكتور أيوب خضير، بالإضافة إلى فرقة «الجهراء» التي قدمت عروضاً مستوحاة من الفنون الشعبية والقيم الثقافية الخليجية، وتعد هذه الفرقة من أقدم فرق الفنون الشعبية في الكويت.

فرق عالمية

فرق عالمية كثيرة استضافها المعرض الدولي على مدار 6 أشهر، مثلت مختلف ألوان الموسيقى بدءاً من الكلاسيكي وليس انتهاء بالجاز والروك، ومن بين هذه الفرق «يو بي 40» البريطانية، وكذلك فرقة «ستيب أفريكا» الأمريكية التي تصنف ضمن أفضل 10 فرق في مجال الرقص الأفريقي الأمريكي، وفرقة «ريفر دانس» التي تعد الأفضل في إيرلندا، وفرقة (SIX60) النيوزيلندية التي تعد الأشهر عالمياً، بالإضافة إلى فرقة «كريكيس» المجرية، التي تتولى عزف موسيقى شعبية أصيلة من «مولدوفا»، وفرقة «فونو» المجرية، وفرقة «بيولاش»، وهي مجموعة موسيقية شعبية كندية، وفرقة الرقص السنغالية التراثية والفلكلورية والقرعية «باكالاما»، وفرقة «ارتيفاكتوم» الإسبانية وفرقة «ذا ريليشنز» التي تحتل عرش الموسيقى في سيشيل.

حكاية 1000 عام

«إنجاز ثقافي بارز» هكذا يمكن وصف «أوبرا الوصل» التي تعد من إرث «إكسبو 2020 دبي»، بوصفها أول أوبرا إماراتية، قامت بتأليفها الكاتبة مها قرقاش، بينما تولى صوغ ألحانها الموسيقار الإماراتي محمد فيروز، أما مهمة الإخراج فتولاها السير ديفيد باونتني، وقيادة جاستن براون، وتدور قصتها في الوحدة، والتعاون، والابتكار في أجواء احتفالية وموسمية متميزة. «أوبرا الوصل» سعت إلى إحياء ألف عام من الثقافة، من خلال سرد قصصي رائع يمتد على مدار ساعتين، فيحكي العرض قصة الإمارات عبر تجسيد آمال شعبها وأحلامه وقيمه. ومع افتتاح «إكسبو 2020 دبي» تحولت أوبرا الوصل إلى محطة ثقافية بارزة، كونها تضم بين ثناياها مواهب إماراتية وأخرى عالمية، وتتعاون مع «أوبرا ويلز الوطنية» ليجتمع في ظلالها أكثر من 100 فنان وموسيقي، ويقف خلفهم فريق إنتاج يضم 70 مهنياً، وكل ذلك بهدف الاحتفاء بأفضل مواهب الأوبرا العالمية.

أوركسترا الفردوس

احتفاءً بثقافة المنطقة وتنوعها، أطلق «إكسبو 2020 دبي» العنان لأوركسترا الفردوس، التي تعد واحدة من إرث المعرض الدولي الموسيقي، وهو الذي أسهم في تأسيس الأوركسترا التي جمعت نحو 50 موسيقية يمثلن 23 جنسية مختلفة، وبأعمار تتراوح بين 16 و51 عاماً، وتتولى قيادة هذه الأوركسترا المايسترو ياسمينا صباح، فيما يتولى الإشراف عليها الموسيقار الهندي آيه أر رحمان الحائز جائزتي أوسكار. وطوال فترة المعرض الدولي، قدمت أوركسترا الفردوس مجموعة من العروض الموسيقية، بمزيج خاص من الأساليب والأنواع الموسيقية.

ألحان أوركسترا الفردوس ستظل خالدة في الذاكرة، ولا سيما أن أحدها جاء مستلهماً من الملحمة الفلسفية «هكذا تكلم زرادشت: كتاب كتب للجميع وللا أحد» للفيلسفوف الألماني فريدريك نيتشه، فضلاً عن مجموعة من الألحان الموسيقية الخاصة بعدد من الأفلام الكلاسيكية التي تدور عن الفضاء، مثل «حرب النجوم» و«إي تي» و«مغامرة على الأرض» ومقطوعة «بلاديو» لكارل جينكينز، والسيمفونية الخامسة لبيتهوفن، كما قدمت الأوركسترا أحدث المقطوعات الموسيقية من تأليف الموسيقار إيه آر رحمان، والتي ابتكرها خصيصاً لتكريم مستكشفي الفضاء الأوائل وتحمل عنوان «الأمل»، وهو الاسم المستلهم من بعثة «الأمل» أول بعثة فضائية عربية تتجه لاستكشاف المريخ.

«كي بوب»

ليالٍ مطرزة بالحب والسلام والكثير من موسيقى «كي بوب» الكورية، شهدها زوار الحدث الأروع عالمياً، فبين جنبات مسرح اليوبيل أطلت فرقة «لابوم» الكورية، وفرقة «لومينوس»، حيث بثت مشاركتهم في مهرجان «كايت» (KITE) مباشرة عبر الإنترنت، لتتبعها إطلالة المغنية «بانتش» وذلك بعد غياب طويل عن الخشبة، ليكون مهرجان «كايت» فرصتها للعودة مجدداً ولقاء الجمهور على مسرح اليوبيل، بينما لم تكن إطلالة فرقة «هايلايت» أقل وهجاً على المسرح، فهذه هي المرة الأولى التي يزورون فيها دبي، حيث وجدوا في معرض «إكسبو 2020 دبي» فرصة جميلة لزيارة المدينة والتعرف إليها من قرب. ليالي الفن الكوري، بدت أشبه بـ«رحلة مبهجة» في كواليس الموسيقى الكورية، وقد زادها وهجاً إطلالة فرقتي «غولدن تشايلد» و«جي ـ أي –دل» وكذلك المغني المعروف ساي، صاحب أغنية «غانغام ستايل»، كما شهد المعرض الدولي عرض فرقة «فورستيلا» المكونة من 4 مغنين رئيسين، والمعروفة بعروضها الغنائية المتميزة، كما بدت ساحة مسرح اليوبيل واسعة أمام المغنية، سونمي، التي قدمت مزيجها الخاص من الأغاني التي تجمع بين موسيقى البوب والديسكو وغيرها الكثير، بينما زاد حماس الجمهور مع وصول فرقة «ستراي كيدز» التي تم تعيينها سفيرة للجناح الكوري في إكسبو 2020 دبي.

نجوم الهند

جعبة المعرض الدولي بدت مملوءة بأسماء نجوم الغناء في الهند، ومن بينهم المغني أميت تريفيدي، الذي يعد أحد أكثر المؤلفين الموسيقيين والمغنين الهنود شهرة، وفي حفله الذي أقيم على «اليوبيل» قدم تريفيدي مزيجاً منعشاً وحيوياً من الأغاني، وعلى حد سواء، استضاف الحدث الأروع عالمياً جولة فيلم «دا – بانغ»، فتألق فيها النجم الهندي سلمان خان، ومعه النجمات ساجي مونجريكار، وسوناكشي سينها، وديشا باتاني، وبوجا هيجدي، واللواتي أبهرن الحضور بتشكيلة من الرقصات الاستعراضية التي سبق أن عرضت في أفلام بوليوود.

ليالي الموسيقى الهندية في المعرض الدولي، لم تمضِ من دون إطلالة الثلاثي الموسيقي المعروف في بوليوود «شنكار إحسان – لوي»، وعلى حد سواء، لمعت ليالي المعرض بنجم لاكي علي الذي يعد واحداً من الأسماء الكبيرة في الهند، وعرفه الناس في التسعينيات من خلال ألبومات غنائية مختلفة، توجتها أفلام بوليوود وعلى رأسها فيلما (Sunoh) و(Sifar) عامي 1996 و1998 على التوالي. وفي الوقت الذي سعت فيه المغنية الهندية نيها ككار إلى نشر السعادة والفرح بين الزوار، أطلت زميلتها المغنية شريا غوشال لتصطحب الجمهور في رحلة غنائية ساحرة، أطلقت فيها العنان لموهبتها وصوتها.

وفي المقابل، استضاف المعرض الدولي في ساحة مركز دبي للمعارض، عرضاً خاصاً قدمته فرقة البوب روك الهندية يوفوريا التي أسسها الدكتور بالاش شين، الحفل نفسه شهد أيضاً إطلالة جيمس، المغني الرئيس وكاتب الأغاني وعازف الغيتار في فرقة الروك ناجار باول، وفيصل كاباديا، المغني الرئيس لفرقة البوب الباكستانية المشهورة عالمياً سترينجس. وتحت أضواء المعرض الدولي، وقف مجموعة من الموسيقيين الهنود وهم: دي جي بيير، ودي جي نيتيش، ودي جي غوتام، ودي جي بوذا، وعازف الإيقاع سوراج، والذين استحضروا على مدار ساعتين باقة من أهم الألحان الهندية والعالمية، وقدموها في مزيج فريد من موسيقى ديبهاوس والأنغام الهندية. زوار المعرض استمتعوا بليلة لا تنسى قدمها النجم الباكستاني الكبير شفقت أمانات علي خان، الذي يعد من المؤثرين في المشهد الموسيقي الباكستاني، إذ لا تزال أغنياته ذات الإيقاع الشعبي راسخة في قلوب محبيه.

كما استضاف المعرض على مسرح اليوبيل النسخة الثانية من مهرجان «هيت» الموسيقي، الذي حقق نجاحاً ساحقاً في نسخته الأولى، وهو أكبر مهرجان لموسيقى جنوب الهند في العالم، إذ شارك في المهرجان مجموعة من أشهر الموسيقيين في الهند، أمتعوا الجمهور على مدى 7 ساعات متواصلة بأداء معزوفات موسيقية متنوّعة ومدهشة لـ15 فناناً هندياً معروفاً.

الموسيقى العربية

ثلة من فرسان النغم اللبناني، كان لهم حضور لافت بين جنبات مسارح المعرض الدولي، ليطربوا زواره باللون اللبناني، فمن بلاد الأرز، أطل الفنان عاصي الحلاني بهيبة ملك حاملاً معه أرزته وأغنيته الهوارة، ليقدم مع نجله وليد دويتو غنائياً ساحراً لفت انتباه الجمهور الذي استمتع بليلة ساحرة قدمتها الفنانة ميريام فارس، ورقصت فيها الجوبي، وفي ليلة لبنانية أخرى، استضاف المعرض الدولي 4 من ألمع نجوم لبنان، وهم الفنان جوزيف عطية، وزياد برجي، وبشار جواد، وداليدا خليل، والذين صدحوا بأصواتهم في فضاء إكسبو 2020 دبي بأجمل الأغاني والألحان، في حين لم يغب عن المشهد المغني وكاتب الأغاني اللبناني الموهوب، هادي سري الدين.

ومن الأردن، جاء الفنان الأردني عمر العبداللات ليحلق بجمهوره في عنان السماء، مقدماً لهم ليلة أردنية خالصة، قدم فيها مجموعة من أغنياته التي لمع فيها اللون التراثي، ذلك الذي تمسك به الفنان سعد أبو تايه، الذي أطل هو الآخر ليقدم مجموعة من الأغنيات التراثية، التي فتح من خلالها عيون الجمهور على ملامح الفلكلور الأردني، أما من فلسطين، فأطلت الفنانة منال موسى، مرتدية فستاناً أسود موشحاً بالأحمر، لتغني للوطن الذي احتفى به أيضاً الفنان طوني قطان، وهو الذي استطاع أن يطرب الجمهور الذي صفق طويلاً لفرقة الأصايل للدبكة، التي تركت آثار أقدامها في المكان، لتتبعها في ذلك فرقة العرس الفلسطينية التي قدمت في الساحة المقابلة لجناح فلسطين، بعضاً من ملامح العرس الفلسطيني، بكل ما يحمله من رمزيات نابعة من التراث الفلسطيني. ومن سوريا، حضر المبدع إياد الريماوي، حاملاً معه رسالة حب من سوريا، مطلقاً العنان للعرض العالمي الأول للمشروع الموسيقي الضخم «الرابسودي السوري».

في حين، جادت أم الدنيا بفنونها في ساحات المعرض الدولي، فأنار نجومها سماء المكان، ومن أبرزهم الموسيقار عمر خيرت، الذي أبدع في ظلال الوصل، والفنان عمرو دياب، وزملاء مهنته تامر حسني ومحمد حماقي، ومحمد رمضان، فكان لكل واحد منهم نكهة خاصة، وليلة متميزة تليق بمكانته، وعلى خشبة اليوبيل أطلت أيضاً الفنانة التونسية لطيفة لتمثل بلادها تونس.

موسيقى الشارع

كثيرة هي المفاجآت الفنية التي قدمها المعرض الدولي لزواره، إذ استطاع أن يستقطب في أيامه مهرجان إكسبو ستريت ميوزيك، الذي أقيمت فعالياته في حديقة المهرجان بموقع إكسبو، وشارك فيه نجوم الغناء من المغرب العربي وفي مقدمتهم الشاب فضيل ونوردو ومرتضى، في حين استضاف الحدث الأروع عالمياً نجمة الغناء الويلزية الشهيرة بوني تايلور في حفل موسيقي أقيم في ساحة الوصل، وسيشارك في الحفل فرقة فيلديج بيبول الأمريكية بالإضافة إلى ميزي ويلامز من فرقة بوني إم المعروفة، ليعيد المعرض الدولي الألق إلى موسيقى الديسكو والروك التي سادت في حقبة الثمانينات.

وضمن موسيقى الشارع، استضاف المعرض 4 مواهب شابة من الفلبين وهي: المغني المعروف بيلي كراوفورد نجم آر إن بي في الفلبين، وكل من الفنانتين نادين لوستر، وكيم مولينا، بالإضافة إلى لايكا جيرانود، نجمة ذا فويس الفلبين، وقدموا جميعاً مجموعة من أشهر الأغاني العالمية والفلبينية. وفي ساحة الأرض بالقرب من جناح الاستدامة تألقت فرقة شارموفرز المصرية التي أمتعت الجمهور بأغنياتها وأسلوبها الموسيقي المتميز. في حين كانت جنبات المكان قد ضجت بالإيقاع الياباني الخاص الذي قدمته فرقة واديكو ياماتو اليابانية على طبول التايكو، لتعكس بذلك الإرث الياباني الموسيقى، إذ تعتمد الفرقة التي أسست عام 1993 على ما تمتلكه الطبول من تاريخ عريض في اليابان، لتستحضر الفرقة التي تعودت أن تجوب شوارع المعرض الدولي إيقاعاً يمتد عمره لنحو 400 عام.

في المقابل، توهجت الموسيقى بلمسات بنات فرقة «ساوند أوف سيلك»، اللاتي اجتمعن تحت ظلال جناح التنقل، ليقدمن مقطوعات موسيقية فاتنة، جمعن فيها بين أطياف الموسيقى اليابانية والغربية. في مقطوعاتهن لعب الكمان والتشيللو، ومعهما طبول التايكو دور البطولة، فيما حجزت آلة الكوتو اليابانية، التي تشبه إلى حد ما آلة القانون العربية، مكاناً خاصاً لها في الحفل.

تاريخ النغم

على فنون الأوركسترا فتح المعرض الدولي عينيه واسعة، ففي أيامه استضاف عرضاً خاصاً لأوركسترا كونسرفتوار الإيطالي الوطنية الشهيرة، والتي اصطحبت جمهور المعرض في رحلة شيقة طافت فيها تاريخ الموسيقى الإيطالية الأصلية، فأبدعت الأوركسترا في تقديم الأغنيات النابولية وعزف ألوان من الموسيقى التصويرية الشهيرة لأعظم الملحنين الإيطاليين السينمائيين، بأسلوب موسيقى الجاز الفريد. وعلى حد سواء استضاف المعرض فرقة فيلق الموسيقى الألماني، التي خلعت عنها ثوب الموسيقى العسكرية المعروفة، لتطل على الملأ بإبداعات موسيقية نوعية، تعكس مدى تأثير ألمانيا في هذا الجانب، إذ تعد هذه الفرقة التي وقفت على مسرح دبي ميلينيوم، واحدة من أشهر الفرق الموسيقية من نوعها على مستوى العالم، كونها استطاعت أن تتألق بظهورها وطرائق استخداماتها للآلات الموسيقية النحاسية، بدءاً من الفلوت، ومروراً بآلة الكلارينيت والكورنو والترومبيت، وليس انتهاء بآلة الترومبون، وهو ما مكنها من تقديم مجموعة من المقطوعات الموسيقية الخاصة التي منحتها مكانة خاصة في قلوب الناس ومحبي هذا اللون من الموسيقى.

ومن أوزباكستان أطل المغني الشهير شير أوستون والأوركسترا المصاحبة له، ليقدموا حفلاً غنائياً أدت فيه موسيقى الجاز دور البطولة، فقدم شير اوستون في حفله إطلالة على كنوز العالم، كما فضل تسميتها، مقدماً في الحفل مجموعة من أغنيات الجاز الكلاسيكي، وعلى الخط ذاته سارت الأوركسترا الفلهارمونية الملكية التي فردت آلاتها ومقطوعاتها أيضاً على خشبة دبي ميلينيوم، فقدمت الأوركسترا التي أسست عام 1946 ليلة موسيقية كلاسيكية.

موسيقى إلكترونية

على محترفي تنسيق الأغاني، سلط المعرض الدولي الضوء، ليجمعهم تحت سقفه متيحاً لهم الفرصة لتقديم إبداعاتهم الموسيقية التي جمعت بين أغنيات شرقية اللسان وأخرى غربية وثالثة هندية وبلغات أخرى. قائمة منسقي الأغاني التي استضافها الحدث الأروع عالمياً بدت طويلة، ومن بينها دي جي سكيب الذي أطل على جمهوره من خشبة مسرح اليوبيل، حاملاً في جعبته العشرات من الأغنيات الهندية والعربية والإنجليزية، ودي جي تالا سمان التي قدمت مشهداً موسيقياً نابضاً بالحياة، بالإضافة إلى دي جي انياشا، وفيني فيسي، وأيضاً زميل مهنتهما ديميتري فيغاس، وارمين فان بورين، وكذلك دي جي خالد ممدوح، وزميله فات سام، وجيف، الذين أخذوا الجمهور في رحلة موسيقية واسعة المدى، يطوفون فيها بين أروقة الموسيقى، وشاركهم المهمة دي جي فوز وهانا ايشيكو وكذلك داكس الذين قدموا للجمهور جانباً من أبرز الأغاني والموسيقى السائدة في الفلبين وشرقي آسيا. في حين استطاع دي جي راهيل، الذي يعد واحداً من أفضل 25 منسقاً موسيقياً في آسيا، أن يقدم موسيقى لاذعة المذاق، إذ استمتع الجمهور بليلة آسيوية الطابع لم تغب عنها النكهة الغربية. وبعيداً عن الموسيقى الإلكترونية فقد استضاف المعرض الدولي أيضاً الملحن الكوبي الموهوب وعازف الترومبون، خوسيه رامون، الذي تخصص في المزج بين الموسيقى اللاتينية والعربية والكلاسيكية والأفرو – كوبية.

Email