لعبة ابتكرتها إماراتية من وحي إكسبو

«فوركس».. بلا خسائر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الفوركس» مليء بالمغامرة المالية في عالم تداول العملات بالأسواق العالمية. لكن في لعبة جديدة، ابتكرتها طالبة إماراتية من وحي «إكسبو 2020 دبي»، لا خسائر في «فوركس»، بل متعة ورحلة تعليمية ودعم للمعارف تعين اللاعبين على فهم وتحليل جميع الظواهر الاقتصادية والمالية لعالم اليوم.

لم تعدم الإمارات يوماً إبداعاً وابتكاراً يشرقان من مواطنيها ومن عقول مواطنيها أو حتى المقيمين على أرضها الكريمة المعطاء. ولعل ما يزيد من عظمة الإنجاز أن يأتي الإبداع من قبل مواطنة شابة لا تزال في ميعة الصبا من عمرها – في المرحلة الثانوية – لتؤكد للعالم أن الإمارات عظيمة بمواطنيها، ولتؤكد للكبار أن الشباب الصغار قادرون على الابتكار والإبداع، ولتؤكد للذكور أن الإناث قادرات على تحقيق الإنجازات.

هذا ما ذكرته الطالبة الإماراتية وضحة محمد سالم عندما تفتق الابتكار والإبداع لديها عن لعبة إكسبو، وهي لعبة تجمع ما بين المرح والتسلية واكتساب المعلومات والمعرفة والتدرب على التعامل مع أسواق المال والأسهم والبورصة (الفوركس)، لتكون اللعبة مصدر إلهام لأجيال الشباب.

وتؤكد وضحة أنها استلهمت فكرة اللعبة من شعار إكسبو 2020 «تواصل العقول وصنع المستقبل» والتي تقول إن الحدث العالمي سيبقى ينبض بالأفكار الإبداعية لسنوات وسنوات في المستقبل محققاً إلهاماً عظيماً لأبناء الإمارات خصوصاً والمنطقة عموماً.

وتضيف: «رسالتي واضحة وهي أن الأفكار الخلاّقة لا ترتبط بعمر ولا بجنس ولا بجنسية. وأن العالم محظوظ بوجود دولة الإمارات وشعبها المبدع وقيادتها الحكيمة. إنها أرض الفرص اللامحدودة وحاضنة المبدعين والمبدعات من كل الجنسيات وكل الأعمار».

أما الشخص الذي شجّع وضحة على تحقيق فكرة اللعبة فهو والدها السيد محمد سالم آل علي وذلك من خلال تدريبه لأولاده وحثهم على تداول الفوركس افتراضياً من خلال حسابات تدريبية.

ولا تعتبر لعبة إكسبو لعبة شيّقة ومفيدة وحسب بل هي رحلة معرفية وتدريبية تثري لاعبيها وتعينهم على فهم وتحليل جميع الظواهر الاقتصادية والمالية لعالم اليوم. فهي لعبة تنمي مهارات التعامل مع أسواق المال والأسهم لأنها تستند إلى أرقام حقيقية صادرة عن تلك الأسواق، كما أنها تحاكي عمليات الربح والخسارة من خلال اختيار القيم وتجميعها؛ وهي كتاب يزخر بالمعلومات القيمة التي تتطرق إلى العالم المعاصر وتشجع على فهمه وإدراكه بأسلوب ممتع يجمع ما بين التدريب المهني الاحترافي واكتساب المعلومات والمعرفة والتسلية والترفيه والمشوقين.

تقول وضحة: «لعبة (إكسبو) لعبة تعليمية ترفيهية من خلال تطبيق على الهاتف الجوال، وتقوم على أساس اللعب والتدرب على الاستثمار وفي الأثناء تنبثق مربعات ونوافذ معلومات وأسئلة وأجوبة. ويمكن أن يلعبها لاعب واحد أو أن يتنافس فيها مجموعة من اللاعبين. واللعبة موجهة بصورة أساسية إلى الطلبة والمبتدئين في عالم التداول بالفوركس».

وتضيف: «للبدء باللعب من خلال التطبيق الجوال يقوم الطالب أو اللاعب بتحديد مستواه أو مرحلته الدراسية، ومن ثم يبدأ اللعب وأثناء ذلك تظهر له ومضات معرفية تعليمية عن الفوركس والاستثمار في شراء وبيع الأسهم والعملات وغيرها. ويمكن أن تأتي الومضة على شكل معلومة أو على شكل سؤال ليجيب اللاعب عليه. وكلما قرأ اللاعب معلومات أكثر وأجاب عن أسئلة أكثر، زادت حصيلته المعرفية وإمكانية فوزه في اللعبة من خلال زيادة نقاطه. وإضافة إلى المعلومات والومضات المعرفية، على اللاعب تجميع النقاط من خلال ممارسة تداول الفوركس افتراضياً. وكلما زادت نقاط اللاعب من الصفقات الرابحة، زادت فرصه للفوز وارتفع مركزه مقارنة بباقي اللاعبين. وسيجري تطوير اللعبة مع مرور الوقت. فمثلاً سيكون هناك تمييز للاعب الذي يجيب عن الأسئلة في وقت أسرع من بقية اللاعبين بما يشبه السباق مع الزمن. كما ستضاف لغات أخرى إلى جانب لغتي اللعبة العربية والإنجليزية».

ويُعرف الفوركس بأنه سوق لا مركزي يتم فيه تبادل أزواج العملات مثل زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي وغيرهما من العملات إضافة إلى المعادن الثمينة كالذهب والبلاتين وحتى النفط للاستفادة من تحركات أسعارهم وكسب المال من الفارق السعري ويتم ذلك إما عبر الفوركس الفوري أو عقود الفروقات.

وسوق الفوركس سوق رقمي افتراضي على الإنترنت. وهو أكثر الأسواق المالية سيولة، حيث وصل حجم التداول اليومي في 2021 إلى 6.6 تريليونات دولار. وبعبارة أخرى، يتم، في يوم واحد، تداول أموال في أسواق الفوركس أكثر من قيمة إجمالي الناتج المحلي لليابان. ومن بين هذه المعاملات، يتم تداول 254 مليار دولار من خلال عقود الفروقات وغيرها من الأدوات المالية المشتقة.

أهمية التدريب

وتنصح وضحة بأهمية التدرب على التعامل والتداول في الفوركس، وتضيف: «هناك العديد من الفوائد والمزايا في تداول الفوركس والاستثمار في سوق الصرف. إذ إن سوق الفوركس مفتوح 24 ساعة في اليوم على مدار أيام العمل في الأسبوع، وذلك لأن أوقات العمل وافتتاح الأسواق وإغلاقها تختلف باختلاف توزع أسواق المال والأسهم والبورصات على المناطق الجغرافية والقارات والبلدان فتختلف أوقات العمل. وهو كذلك السوق الأكثر سيولة في العالم، كما أن رسوم الوساطة فيه منخفضة مقارنة برسوم الأسواق الأخرى. ويمكن للمتداول التداول من أي مكان، إذ ليس بحاجة إلا إلى جهاز حاسوب أو هاتف جوال واتصال بالإنترنت. ويعتمد تداول الفوركس على المنطق تماماً. فالمتداول يشتري عملة ما عندما يتوقع ارتفاع قيمتها ويبيعها عندما يتوقع انخفاض قيمتها مستقبلاً. ويمكن للمتعاملين تحقيق دخل مادي ممتاز من خلال التداول بالفوركس. ومن هنا تأتي أهمية التدرب على التعامل والتداول في الفوركس».

وتتطلع وضحة إلى الدعم الحكومي لها في طرح اللعبة وخصوصاً الدعم من قبل وزارة التربية والتعليم، وذلك لتعزيز الإبداع عند الطلبة وجعلهم يلتفتون إلى ما يفيدهم في حاضرهم ومستقبلهم من خلال لعبة تفيدهم وتسليهم بدلاً من التهائهم على مواقع لا تقدم سوى الغث في كل شيء.

وتقول: «الدعم الحكومي ضروري لتحقيق أكبر انتشار للعبة. كما سيكون دليلاً آخر على دعم حكومة الإمارات للمبدعين من مواطني الإمارات ومن أنحاء العالم. وهذه اللعبة تحث التفكير بذكاء وحنكة في التداول بالفوركس وتعود بفائدة عظيمة على الطلاب. وكما هو معلوم، فإن أسواق المال يديرها أهل الحنكة والفطنة والموهبة. وكلما دعمنا وسائل تفجير طاقات أصحاب المواهب، ازدادت دولتنا عظمة وسمواً وارتقاء بين أمم العالم. إن إبداعات خلاقة كهذه تأتي من عقول الإمارات الشابة تحتاج للدعم والرعاية، خصوصاً أنها أتت من فكر شابة إماراتية صغيرة في مقتبل العمر اقتبست فكرة اللعبة من شعار إكسبو «تواصل العقول وصنع المستقبل». وإنها لدليل ساطع على عظمة الإمارات وشعبها. وحال وضحة حال أبناء جيلها من الشباب المواطن الذين يمثلون زاد الإمارات ورصيدها الذي لا ينضب».

Email