قارات العالم : شكراً محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تنطبق المقولة الشهيرة «استخرج شهادة نجاحه قبل أن يبدأ» على حدث دولي كبير، قدر انطباقها بشكل كامل على «إكسبو 2020 دبي»، نجاح وقفت خلفه ومعه، شخصيات مرموقة، وعوامل حاسمة، ومسببات مؤثرة، ومحفزات فائقة الأهمية، أبرزها على الإطلاق، القيادة الميدانية التي لم تكتفِ برفع شعار «نعشق الرقم واحد» فحسب، بل زادت عليه بحتمية أن يكون النجاح باهراً بشهادة البشرية جمعاء، لتأتي «شكراً» بحجم قارات العالم لعاشق الرقم واحد، وصانع النجاح الباهر، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

القائد الزائر

وقبل أن ينطلق في درب التحدي، وخلال مشوار قطاره الظافر، وحتى وصوله إلى محطة الختام، اعتاد «إكسبو 2020 دبي»، وحشود الملايين من زواره، وكبار ضيوفه، وأجنحته الـ 192، وقطاعاته المختلفة، ودوائره المتعددة، وساحاته الزاخرة، وشوارعه العامرة، وقبته الأيقونية، على خطوات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائداً زائراً، ومسؤولاً متفقداً.

ورجل دولة مستقبلاً، ومعنياً موجهاً، ومحباً متابعاً لأدق التفاصيل، ومطلعاً شغوفاً، ومهتماً بمعرفة إرث الشعوب وتاريخ الأمم، عبر سلسلة زيارات شبه يومية شملت غالبية أجنحة الدول من جميع قارات الأرض.

تعدد الحلقات

ونظراً لكون سلسلة زيارات سموه إلى «إكسبو 2020 دبي»، متعددة الحلقات، ومتشعبة الأهداف، فإنه بالإمكان تلمس الأهمية الإجمالية لتلك الزيارات وانعكاساتها، وفحواها، ومضمونها، وجوهرها الأهم، سواء من خلال أحاديث ونظرة سموه للحدث بصورة عامة، وانعكاساته المستقبلية على حاضر ومستقبل البشرية، أو عبر ردود أفعال المسؤولين والقيادات والضيوف الذين التقى بهم على أرض الحدث الدولي الكبير.

فن الإدارة

ولأن سموه، صاحب مدرسة خاصة في فن الإدارة، فلسفة وتطبيقاً، فإن غالبية سلسلة الزيارات إلى «إكسبو 2020 دبي»، شهدت حضوراً مؤثراً وتفاعلاً حقيقياً، لرمزي جيل الشباب، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، في تجسيد عملي لمدى العزم على مواصلة مسيرة الإبهار لدبي، فاتنة العالم، وساحرة البشرية.

عقول مبدعة

وخلال زيارة جناحي سوريا والباراغواي في «إكسبو 2020 دبي»، أكد سموه على سعة نطاق التنوع الثقافي والمعرفي للحدث، ومقدرته على توفير فرص مثالية لتلاقي شعوب العالم على أرض الإمارات، بما يُسهم في بناء جسور جديدة أكثر فاعلية للتواصل الإنساني، وتحقيق مزيد من التقارب والتفاهم.

وإقرار أسس التسامح والتعايش بين الشعوب، وفتح بوابات الاطلاع على إنجازات العقول المُبدعة من اختراعات تصنع مستقبلاً أفضل ينعم فيه الجميع بالرخاء والتقدم والرقي، فيما أكد ماريو عبدو بينيتيز، رئيس جمهورية الباراغواي، أهمية إيجاد مسارات جديدة لتوثيق التعاون في مجالات التنمية المستدامة والطاقة المتجددة والابتكار، وتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي.

تقارب الشعوب

وفي استقبال سموه، ماري سيمون، الحاكم العام لكندا، تطرّق النقاش إلى الأثر الإيجابي لتنظيم «إكسبو 2020 دبي» على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما يمهد له من تقارب وتعاون بين الشعوب، ويترجم نهج الإمارات الداعي إلى نشر السلام والتعايش، وتعزيز العمل المشترك لإيجاد مستقبل أفضل تنعم فيه جميع الأمم والشعوب بأسباب الخير والرخاء والازدهار والتقدُّم.

تسليط الأضواء

وفي المقابل، أثنت حاكم عام كندا، على مستوى التنظيم الراقي في «إكسبو 2020 دبي»، مشيرة إلى أن مشاركة بلادها في الحدث، فتحت لها المجال واسعاً لتسليط الأضواء على عدد من قطاعات رئيسية ترى كندا فيها مساحة رحبة للتعاون والشراكة، مقدمة الشكر إلى الإمارات قيادة وشعباً على احتضان البشرية، وتنظيم نسخة باهرة من الحدث الدولي.

ملوك ورؤساء

ولم تقتصر زيارات سموه إلى «إكسبو 2020 دبي»، على الالتقاء بكوكبة الملوك والرؤساء، والقادة والوزراء فحسب، بل شملت جولات اطلاع على غالبية أجنحة الدول المشاركة في الحدث، ومن مختلف قارات العالم، وما تزخر به كل دولة من مقومات ثقافية وحضارية، وما تروّج له من فرص استثمارية وسياحية، والتعريف بموروثها الاجتماعي أمام أنظار البشرية في دبي، مع حرص القائمين على تلك الأجنحة على تقديم الشكر والثناء للإمارات على جهودها الجبارة في جمع شمل البشرية على أرضها الطيبة.

تحديات مشتركة

وفي واحدة من الإضاءات المشرقة لسلسلة الزيارات إلى «إكسبو 2020 دبي»، وخلال استقبال راكيل بينيا دي أنتونيا، نائب رئيس جمهورية الدومينيكان، وأندريه بلينكوفيتش، رئيس وزراء كرواتيا، دعا سموه، العالم إلى الاستفادة القصوى من الحدث الدولي، وما يوفره من فرص حقيقية لمد جسور التواصل والتعاون بين أبناء البشرية، وتخطي مختلف التحديات المشتركة الراهنة، فيما أكد الضيفان على أهمية إكسبو الفائقة في تعزيز العلاقات بين الدول من شتى قارات العالم، مقدمين شكرهما إلى الإمارات على إتاحة الفرصة أمام الجميع من أجل الالتقاء وتبادل المعرفة.

آفاق التنمية

وخلال زيارة جناح السودان، حرص سموه على الاطلاع على محتويات الجناح، ودوره في إبراز ما يزخر به البلد الشقيق من إرث تاريخي وتنوع ثقافي وحضاري، وتطلعات جادة نحو آفاق التنمية والتطوير الاقتصادي، وفرص اقتصادية واستثمارية متنوعة، لاسيما في مجال الزراعة والصناعة والتعدين.

صناعة الفارق

وفي ثاني أيام انعقاد «إكسبو دبي»، خص سموه، أجنحة دول الخليج العربي، بزيارات أخوية لخصت حقيقة الترابط والتلاحم بين أبناء المنطقة، في ظل تأكيد سموه على أن الإمارات، أثبتت للعالم أنها قادرة على صنع الفارق، وجمع الطاقات، وتحفيز الهمم والعقول المبدعة لما فيه خير البشرية جمعاء، باعتبار الحدث ساحة لحشد الجهود، ومضافرة الطاقات، لرسم واقع عالمي جديد يُمكن الشعوب من بلوغ ما تطمح إليه من رفعة وازدهار.

القارة السمراء

وباعتبارها قارة الأمل، ومالكة مفتاح الحل المنشود لهموم البشرية، لم تكن أفريقيا بعيدة عن سلسلة زيارات سموه إلى «إكسبو 2020 دبي»، حيث تجسد ذلك من خلال جولات مهمة على غالبية أجنحة دول القارة السمراء، وعقد لقاءات مثمرة مع نخبة من رؤساء ووزراء تلك الدول، وبما فتح آفاقاً جديدة من العلاقات الثنائية، وتبادل المصالح لمنفعة الشعوب، والسعي الجاد إلى اكتشاف مزيد من فرص الشراكة، بما يقود إلى تعزيز الروابط، وتوثيق سبل التعاون بين دول الخليج العربي وقارة أفريقيا.

العالم العربي

وطوال الأشهر الـ 6 من مشوار قطار «إكسبو 2020 دبي»، حظيت معظم أجنحة الدول العربية، بزيارات محبة أخوية من سموه، وعقد لقاءات مع رؤساء، ورؤساء وزراء، وكبار مسؤولين، لبحث تعميق أواصر الأخوة والمحبة بين أقطار وطننا العربي الواحد، وإمكانية استفادة العرب عموماً من حدث كبير بقيمة إكسبو، مع الاطلاع على محتويات تلك الأجنحة، وما تزخر به كل دولة عربية، من فرص وإمكانيات جاذبة سواء في مجال السباحة، أو غيرها من المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية وغيرها، وبما يعود بالخير على أبناء الشعب العربي في جميع أقطار العالم العربي.

بوابة أمل

ورغم صعوبة حصر جميع الانعكاسات الإيجابية لسلسلة زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى «إكسبو 2020 دبي»، طوال مدته التي امتدت لـ 6 أشهر كاملة، إلا أنه بالإمكان الإشارة إلى أن الخلاصة من تلك الزيارات، جسدت حقيقة أن إكسبو، شكل بوابة أمل لإشراقة غدٍ أفضل واعد لعموم دول العالم، وفي كل قاراته.

Email