المخدرات المصنَّعة تتصدر سوق الجريمة المنظمة

مشاركون في المؤتمر الدولي على هامش القمة العالمية الشرطية | تصوير - زافير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي


كشفت جلسة «المخدرات والحياة الرقمية»، التي جاءت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لبحث قضايا المخدرات، خلال فعاليات القمة العالمية الشرطية، عن الكثير من التحديات التي يواجهها العالم، في ما يتعلق بانتشار وباء المخدرات، وخاصة المصنعة منها، فيما بينت المعلومات التي كشفها المشاركون في الجلسة، أن وباء فيروس «كورونا»، زاد معدلات تناول المخدرات، خاصة أن معدلات فقد الوظائف والفقر، ساعدت على ذلك، فيما بيّن المتحدثون أن وجود قاعدة بيانات تضم معلومات عن العصابات الدولية، وكيفية تحركها، أصبح أمراً ضرورياً، يجب تعزيزه بقوة، فيما من الأهمية كذلك، التعاون مع الأطباء والصيدليات، للحد من تناول الأدوية المخدرة، ووضع ضوابط عالمية تفرق بين المدمن والمرضى، محذرين في الوقت ذاته من انتشار المخدرات المصنعة، لسهولة ترويجها ورخص أسعارها.

خطر كبير

وخلال الجلسة التي شارك فيها خبراء من أمريكا وكولومبيا، وممثل مجلس وزراء الداخلية العرب، تم التطرق إلى التحديات والحلول، التي يجب الالتزام بها دولياً، وتنسيق الجهود لمواجهة تنامي استخدام المخدرات بكافة أنواعها، وخاصة المخلقة منها، التي أصبح الحصول عليها سهلاً، فضلاً عن رخص أسعارها، ما يشكل خطورة كبيرة على الأجيال المقبلة.

وبيّن خوسيه رومير من جهاز الإنتربول الدولي، أن وباء كوفيد ساعد كثيراً في زيادة معدلات تناول المواد المخدرة، وأن العصابات الدولية استفادت من ذلك، حيث أصبحت تروج المخدرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يستخدمها الشباب بمعدل 7 ساعات يومية، لافتاً إلى أن سوق المخدرات موجودة بشكل واسع، فيما هناك مخاوف كبيرة من استخدام المخدرات المصنعة، ولذلك فإنهم يحتاجون لإجراءات أكبر لمواجهة ذلك، خاصة أنه في عام 2020، ارتفعت معدلات وفيات تناول الهيريوين بين 4 ـ6 %، وكان ذلك خلال الوباء العالمي.

لوائح وقوانين

وبيّن أنه يجب تقييم اللوائح والقوانين، وتحديد المعايير التي تسمح باستخدام الأدوية الطبية، وتعريف الجهات القانونية بتلك المعايير لاتباعها، فيما يجب تحديد الحالات التي يجب فيها التبليغ عند الحصول على هذه الأدوية المخدرة، وتحديد الأوقات الزمنية والجرعات للتفريق بين المتعاطي والمرضى، مؤكداً على دور الصيدليات والأطباء، لتحديد هذه المعايير.

وأفاد بأنه يجب تعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي، في ما يتعلق بتبادل البيانات عالمياً، وتحليلها، لقراءة توجهاتها المستقبلية، ومن ثم التعامل معها، خاصة ما يتعلق بمعلومات المواد الكيميائية، التي تعد أساس تصنيع المخدرات المخلقة، فيما بيّن أن هناك الآن 40 دولة تتشارك بياناتها في هذا الشأن، مؤكداً على دور الإنتربول لاعتماد المقاربات، وتبادل الخبرات والمعلومات، لأن ذلك أساس في مكافحة وباء انتشار المخدرات على مستوى العالم.

جهود عربية

من جهته، قال خالد المعمري أمين عام مساعد مجلس وزراء الداخلية العرب، إنهم لديهم جهود كبيرة من شأنها مكافحة انتشار المخدرات، وفي مقدمها وجود «نظام الشيخ زايد للاتصالات العصرية»، الذي يربط بين الدول الأعضاء والمكاتب الأمنية المتخصصة، مشيراً إلى حرص الإمارات على دعم منظومة العمل العربي، التي أرسى قواعدها وأسسها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي ما زالوا يجنون ثمارها حتى الآن، لافتاً إلى أهمية هذا النظام، كونه يربط الأعضاء معلوماتياً، وخاصة بمكافحة المخدرات، وبيّن أنه قريباً سوف تصدر نسخة جديدة من النظام، ستكون أحدث في محتواها.

وتابع أنهم يفتحون قنوات تواصل مع كافة دول العالم في هذا الشأن، ويتواصلون مع الهيئات الدولية، وفي مقدمها الإنتربول، فيما تم توقيع اتفاقيات مختصة بمكافحة المخدرات، وان هناك بنداً ثابتاً في أعمال المجلس، معنياً بهذا الشأن، عند الانعقاد الدوري للأعمال، كما أن لديهم المكتب العربي لشؤون المخدرات والجريمة، مقره الأردن، وصولاً لإطلاقهم 9 خطط واستراتيجيات، تم إصدارها في هذا السياق.

وتطرق إلى هذه الاستراتيجيات، ومنها الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات، والتي تنفذ بنجاح، كما تم إصدار قانون عربي موحد للمخدرات، تستخدمه الدول كإرشاد لهم في خطواتهم، بالإضافة إلى ذلك، فإنه لديهم خطة إعلامية موحدة لمكافحة المخدرات منذ عام 1994، ويتم تحديثها كل عامين، فضلاً عن اتفاقية عربية لمكافحة الاتجار غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية منذ 1996، وصولاً للآلية العربية للإبلاغ المبكر، ورصد المتغيرات في هذا الشأن.

انتشار واسع

وقالت فوندا فيلباب براون مديرة معهد بروكينغز الأمريكي، إن المخدرات المصنعة تنتشر بقوة حالياً، وهناك آلاف المصانع التي تنتجها، مبينة أن مخاطرها أكبر بكثير عن مثيلاتها، مثل الكوكايين الذي يحتاج 5 أطنان منها 3 سنوات لتوزيعها، فيما المخدرات المصنَّعة، رخيصة جداً، وسهلة التوزيع، مشيرة إلى أنه يجب تعزيز التعاون الدولي لمواجهة ذلك، وأن برأيها أن تفكيك المنظمات الدولية أكثر تأثيراً من اعتقال المجرمين، فيما يجب أن تكون هناك قائمة دولية بأنواع العقاقير وتصنيفها، حتى يمكن تحديد ما يصلح طبياً منها، والذي يدخل في تصنيع المخدرات.

وأشار جوزيف روا من الشرطة الكولومبية، إلى أنهم يعانون كثيراً من جراء انتشار عصابات تهريب المخدرات، وأنهم أوقفوا في 2021، نحو 360 ألف طن كوكايين على حدودهم، فيما راح ضحية المواجهات 126 رجل شرطة، مشدداً على أهمية التعاون الدولي، وتبادل المعلومات والاستراتيجيات، لمواجهة هذه الظاهرة العالمية، وأنهم يتعاونون مع 30 مؤسسة في 32 دولة حول العالم، لمكافحة المخدرات، وأنهم يسعون لتوسيع التعاون لخطورة ذلك.

Email