ليلة استثنائية.. بتوقيع نجوم الموسيقى الإلكترونية والريغي

زوار يتابعون حفل يو بي 40 | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شيء يشبه الموسيقى، فهي رفيقة الناس وصاحبة الحظوة، بها تنبض الحياة، وتجعلنا أكثر جمالاً، في «أنغامها سحر خاص، يجعل لغتنا عاجزة وقاصرة»، كما قال الكاتب الفرنسي أندرية موروا يوماً ما، في خطابه للموسيقى، التي ضجت بها أروقة «إكسبو 2020 دبي»، أول من أمس، لتجمع الناس تحت ظلالها، ففي الوقت الذي أطلق فيه «فات سام» العنان لموسيقاه في اليوبيل، كانت فرقة «يو بي 40» تعزف الريغي في ساحة الاستدامة، ليطل راهيل بموسيقاه الفاتنة، بينما حجزت فرقة «ساوند أوف سيلك» النسائية، مكانها تحت ظلال جناح التنقل.

لم يكن الوصول، أول من أمس، إلى منطقة مسرح اليوبيل سهلاً، حيث امتلأت جنباتها بالناس وعشاق الموسيقى على اختلاف ألسنتهم، والذين وصلوا إلى المكان من كل حدب وصوب، للاستمتاع بمجموعة الإيقاعات التي يبتكرها منسق الموسيقى «فات سام»، وهو الذي استطاع أن يوجد له مكانة عالية في قلوب الناس، ومحبي الموسيقى الإلكترونية، الأمر الذي مكنه من تقديم حفل استثنائي، وهو المعروف عنه معرفته التامة بدروب موسيقى «الهيب هوب»، التي عشقها فات سام، وشب عليها، حتى أضحت جزءاً من عروضه الموسيقية، في حين لم يكتفِ «فات سام» بـ «الهيب هوب»، ليمضي في ليلته نحو أنواع أخرى من الموسيقى، التي نجح في تقديمها بقوالب جديدة، قادرة على إبهار مستمعيه على اختلافهم.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يطل فيها «فات سام» على جمهوره في الحدث الأروع عالمياً، حيث سبق له أن قدم عرضه الأول في يناير الماضي، إلا أنه استطاع أن يقدم ليلة استثنائية، استقبله فيها الجمهور بموجة من التصفيق الحار، تقديراً على ما يقدمه من عروض موسيقية لافتة.

«موسيقى لاذعة المذاق»، هكذا يمكن وصف ما دأب منسق الأغاني راهيل، الذي يعد واحداً من أفضل 25 منسقاً موسيقياً في آسيا، على تقديمه في حفلاته، ومن بينها تلك التي أطل بها من على خشبة مسرح دبي ميلينيوم، حيث استطاع أن يجذب بها جمهوره الذين توافدوا على مدرج دبي ميلينيوم، للاستمتاع بليلة «آسيوية» الطابع، لم تغب عنها النكهة الغربية، وهو ما سعى الدي جي راهيل إلى تقديمه، من خلال مجموعة الأغاني التي تجمع بين أجزاء من العالم تحت ظلال الموسيقى.

ليلة راهيل لم تكن أقل وهجاً من نظيره «فات سام»، وكلاهما قد أبدع في «اللعب» على أجهزة تنسيق الموسيقى، حيث أبدى راهيل سعادته بالحفل وبالجمهور، وبوجوده على أرض الحدث الأروع عالمياً، لينال عن ذلك تصفيقاً حاراً، حيث أبدى الجمهور لهفته لنوعية الموسيقى التي دأب راهيل على تقديمها.

وفي الوقت الذي هيمنت فيه الموسيقى الإلكترونية على أجواء مسرحي دبي ميلينيوم واليوبيل، بدت الأجواء مختلفة في ساحة الأرض الواقعة في منطقة الاستدامة، حيث احتضنت ثلة من محبي موسيقى الريغي الممزوجة مع نظيرتها البوب، والتي تعودت فرقة «يو بي 40» البريطانية على تقديمها. جمهور فرقة «يو بي 40»، والتي نشأت في برمنغهام البريطانية، بدا مختلفاً في تذوقه للموسيقى، حيث أشعلت أغنيات الفرقة التي يعود تأسيسها إلى نهاية السبعينيات، الحنين إلى الأغنيات التي سادت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، حيث تألقت فيهما هذه الفرقة، التي نجحت في تقديم أغنيات تجاوز نصاب مبيعاتها حاجز ملايين النسخ.

أعضاء فرقة ليلة «يو بي 40»، لم يبخلوا على جمهورهم، فقد فتحوا أمامهم أرشيفهم الغنائي، والذي اختاروا منه بعضاً من أشهر ما قدموه من أعمال، لا تزال حية حتى اللحظة في ذاكرة الناس، ومن بينها «بيوتفل وومن»، وغيرها الكثير من الأغنيات التي عرفت طريقها نحو السينما، وأطلت في أفلام كثيرة، وقد جاء تأثر أعضاء الفرقة بموسيقى الريغي القادمة من جامايكا، كان نابعاً من طبيعة البيئة التي تربوا فيها، حيث دأبوا الاستماع إلى موسيقى الريغي، والموسيقى الهندية وغيرها.

تجليات الموسيقى توهجت بلمسات بنات فرقة «ساوند أوف سيلك»، اللاتي اجتمعن تحت ظلال جناح التنقل، ليقدمن مقطوعات موسيقية فاتنة، جمعن فيها بين أطياف الموسيقى اليابانية والغربية. في مقطوعاتهن لعب الكمان والتشيللو، ومعها طبول التايكو دور البطولة، فيما حجزت آلة الكوتو اليابانية، التي تشبه إلى حد ما آلة القانون العربية، مكاناً خاصاً لها في الحفل، الذي جذب عيون الزوار إلى منطقة التنقل.

ما قدمته بنات فرقة «ساوند أوف سيلك» من مقطوعات، بدا لافتاً، حيث عبرن من خلالها عن قدرة الموسيقى على جمع الثقافات معاً، ووضعها على خط واحد، وهو ما بدا واضحاً في تفاعلهن مع أوتار الآلات الموسيقية، التي استطاعت أن تشعل المنافسة بينهن، ليقدمن بذلك أجمل ما لديهن.

Email