مبادرات تقترح حلولاً لتفادي أزمات شح المياه

سويسرا تروّج «السلام الأزرق»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد سويسرا حالياً زخماً مُتزايداً على نحو لافت في المساعي الرامية إلى حل المشاكل المتعلقة بندرة الموارد المائية على مستوى العالم والتصدي للتحديات الناجمة عن هذه النُدرة.

ورصدت «البيان» هذا الزخم من خلال زيارة إلى سويسرا ضمن وفد إعلامي من منطقة الشرق الأوسط بدعوة من الجناح السويسري في «إكسبو 2020 دبي» لحضور فعاليات أسبوع الاستدامة الذي تنظمه سويسرا لعرض تجاربها في الاستدامة في عدة مجالات، ومن أبرزها التمويل واستخدام المياه.

وبدا أن هذا الزخم قد بات شغفاً سويسرياً حقيقاً بنوعية جديدة من المبادرات تُعرف حالياً باسم «دبلوماسية المياه»، أو كما تُطلق عليها عدّة هيئات سويسرية معنية بهذا الشأن «السلام الأزرق»، في إشارة إلى حرص سويسرا على استخدام الدبلوماسية وتاريخها الطويل الذي اشتهرت به على مدى قرون بالحياد في التصدي للتحديات العالمية المُرتبطة بُشح المياه. وانعكس الزخم والشغف في صورة عدة أنشطة وفعاليات في كل مكان بسويسرا تقريباً، بهدف تعزيز مفهوم دبلوماسية المياه.

وحضرت «البيان» عدداً من هذه الفعاليات، وكان من أبرزها حلقة نقاشية وعرض تقديمي عن أدوات إدارة الموارد المائية العابرة للحدود بين الدول وكيفية استخدامها على النحو الأمثل، بما يضمن عدم غبن أي دولة من الدول المُشتركة في هذه الموارد المائية أو حرمانها من حقوقها.

وتولّى معهد الحوكمة الإقليمية والتنمية الإقليمية، والمعروف اختصاراً باسم «مركز جنيف للمياه»، تنظيم الفعالية والعرض التقديمي برئاسة البروفيسور. كريستيان بريتو، أستاذ مُساعد حوكمة المياه لدى المعهد ومديره العلمي.

وشاركت في النقاش أيضاً كل من سيبيل فيرمونت، نائبة رئيس قسم بالمكتب الفيدرالي للبيئة بالوزارة الفيدرالية للبيئة، النقل، الطاقة، والاتصالات في سويسرا، وكارولين بيلاتون، مديرة العمليات المؤسسية لدى «مركز جنيف للمياه».

وكان الهدف من النقاش الذي انعقد بمقر «المُنظمة الدولية للأرصاد الجوية» في جنيف هو تسليط الضوء على دور الدبلوماسية وإبراز مساهماتها الفاعلة في الحيلولة دون اندلاع نزاعات بين الدول المُتجاورة بسبب المياه.

واستعرض البروفيسور بريتو خلال النقاش الدور الذي يضطلع به «مركز جنيف للمياه» في التصدي للأزمات التي قد تندلع عن نُدرة الموارد المائية على مستوى العالم. وقال بريتو: «يُسهم المركز من خلال انتهاج دبلوماسية المياه في التصدي لأزمات حادة.

فعلى سبيل المثال، يُعاني أكثر من 1 مليار شخص على مستوى العالم من نقص الوصول إلى مياه الشُرب الآمنة، فيما يُعاني ما يتراوح بين 2 إلى 4 مليارات شخص من انعدام الوصول إلى منظومة صرف صحي».

وأضاف بريتو: «وعلاوة على ما سبق، تتسبب الأمراض المُتعلقة بالمياه في وفاة ما يتراوح بين 2.2 إلى 5.4 ملايين شخص سنوياً. ويسعى المركز من خلال أنشطته التي بدأها بين عامي 2014 و2015 إلى الاضطلاع بدور فاعل في التخفيف من حدّة هذه الكوارث، وذلك بالتعاون مع العديد من الكيانات الدولية المعنية بقضية المياه أيضاً، والتي يوجد العديد منها في جنيف تحديداً».

واصطحب بريتو أعضاء الوفد الإعلامي بعد انتهاء النقاش والعرض في جولة على شاطئ «بحيرة جنيف»، وبالتحديد لمشاهدة السّد المُشيد في قلب جنيف لتنظيم تدفق المياه من نهر «رون»، والتي تصب في البحيرة.

وأفاد بريتو بأن السد قد شُيد في عام 1995، بُغية التحكم في منسوب المياه في «بحيرة جنيف»، وتنظيم تدفق نهر «رون»، وتوليد الكهرباء. وحضرت «البيان» فعالية أخرى تتعلق بالمياه في جنيف أيضاً، وهي «Innovate4water»، وتعني «الابتكار من أجل المياه».

أقيمت الفعالية على مدى يومين في قلب جنيف بهدف تعزيز التواصل بين مزودي الحلول المُتعلقة بمشاكل المياه من جانب، والمستثمرين من جانب آخر لخلق مناخ من الثقة في مجتمع ريادة الأعمال الخاصة بالمياه.

Email