«كونكورديا» أرشيف الأرض

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي شعار الجناح الفرنسي في «إكسبو 2020 دبي» بما يحمله من معاني التنوير ورسم ملامح مستقبل البشرية واقعاً مجسداً، يعكسه محتواه، الذي يقدم رؤية علمية لمستقبل عالمنا، والالتزام ببناء مستقبل مستدام وتحقيق تقدم فيه، فيما جاء التعريف بجهود المجلس الوطني الفرنسي للبحوث العلمية خاصة ما يتعلق بمحطة «كونكورديا» المنشأة العلمية الفرنسية- الإيطالية في «أنتاركتيكا» لتصبح معمل المستقبل و«أرشيف الأرض»، الذي يأتي عبر استخراج ذاكرة الثلوج، ومن ثم فهم عالمنا وتغييراته على مر التاريخ.

تغيرات مناخية

ويعرض الجناح مجسماً لـ«مجرة المستقبل»، بما يضمه من 3 كواكب تشمل «العلم والتعليم والفن»، حيث يتجسد «كوكب العلم» عبر المركز الوطني للبحث العلمي، الذي ينقلنا إلى تجاربه ومختبراته ومجهوداته القائمة في القارة القطبية الجنوبية، حيث التنوع البيولوجي البحري، الذي يعتبر الأكثر كثافة على هذا الكوكب، فيما يدرس العلماء الكون وتطور الأرض عبر ماضيها المتضمن في القمم الجليدية القطبية، وصولاً لاستشراف مستقبلها وتذليل تحدياته خاصة ما يتعلق منه بالتغيرات المناخية.

ويُعرف الجناح الزوار بمحطة «كونكورديا» العلمية، التي تضم 80 عالماً، يقومون بأبحاث مهمة عن الأرض وتاريخ تطورها بين الثلوج والأراضي البكر، فضلاً عن استكشاف والبحث عن النيازك، التي من خلالها يتم كشف كثيراً من أسرار كوكبنا، فيما لدى فرنسا الكثير مما تستطيع تقديمه للعالم في ما يخص الاحتباس الحراري والتغير المناخي، خاصة أنه بحلول عام 2050 سيزداد سكان المدن بمليار ونصف المليار نسمة، وفي الوقت نفسه من المستهدف دولياً الوصول إلى حالة حياد كربوني، وهذا التحدي يمكن تجاوزه بتنويع الابتكارات والحلول التقنية الذكية في هذا المجال، والذي تهتم به فرنسا من خلال جهودها في هذا الشأن.

ويحتوي الجليد على تاريخ مناخ الكرة الأرضية، ومن خلال أخذ عينات من جليد القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» على عمق عدة كيلو مترات، يمكن العثور على تكوين الغلاف الجوي قبل 800 ألف عام، وبفضل هذه الطريقة يتبين أن الأنشطة البشرية تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، ولذلك تأتي دراسة الباحثين العلماء من المجلس الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، لكشف أسرار التنوع البيولوجي على الأرض وفي البحار، فيما تعد «أنتاركتيكا» بالنسبة لهم «مختبر المستقبل» وتجربة غامرة في قلب الأبحاث المتطورة، التي تجرى في القطب الجنوبي عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وانطلاقاً من ذلك تأتي أهمية استعراض هذه الجهود لجمهور وزوار «إكسبو 2020 دبي» وتوعيتهم بما يبذل لإنقاذ مستقبل عالمنا والكرة الأرضية.

ويعد المركز الوطني للبحث العلمي، الذي يستعرض جهوده الجناح مؤسسة بحثية فرنسية، تتمثل مهمتها في تطوير المعرفة عبر استكشاف حياتنا وتحدياتها ومستقبلها، ولذلك تمثل «أنتاركتيكا» بالنسبة لهم موقعاً فريداً للبحث عن تاريخ الكرة الأرضية وتطور نشأتها، ومن ثم للحفاظ على عالمنا بشكل طبيعي بعيداً عن التأثيرات السلبية، ومن بينها التحديات المناخية، كما أنها نافذة استثنائية لمراقبة كوكبنا المتغير دوماً، والمتضرر بشدة بفعل الاحتباس الحراري وتآكل التنوع البيولوجي، وانطلاقاً من ذلك يوعي المركز بأهمية هذه البقعة المخصصة للعلم، حيث يتم بناء مستقبل الكوكب.

Email