بلقيس.. الموسيقى العربية من المحيط إلى الخليج

«نهج موسيقي جديد في الحفلات والأغنيات»، قرار جديد اتخذته الفنانة بلقيس، بعد خوضها لمجموعة من التجارب التي يمكن وصفها بـ«ثقيلة الوزن»، خلالها وقفت إلى جانب أندريا بوتشيلي واليشا كيز، بالإضافة إلى دمج مجموعة من أغنياتها المعروفة مع أخرى ذات طابع غربي، لتبدو بمثابة دليل حي على ما حققته بلقيس من شهرة وحضور على الساحة الفنية العربية والخليجية.

ذلك الحضور بكل ألقه جسدته بلقيس في إطلالتها، أول من أمس، على خشبة مسرح اليوبيل في معرض إكسبو 2020 دبي، حيث قدمت حفلاً غنائياً يمكن وصفه بـ«الاستثنائي»، أبهرت خلاله جمهورها وزوار الحدث الأروع عالمياً، لا سيما عندما قدمت رائعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تحمل عنوان «هِمْتُ بظبيٍ»، حيث أدتها بلقيس بلغة عربية فصيحة، وأهدتها إلى الإمارات، تعبيراً عن حبها لهذه الأرض وامتنانها للدولة التي تعيش على أرضها منذ سنوات طوال، علماً أن هذه الرائعة الشعرية حملت بصمات عبد الرحمن محمد في الألحان الموسيقية.

ألوان
في ليلتها لم تكتف بلقيس باللون الخليجي، بل جمعت لهجات العالم العربي من أقصاه لأدناه ومن شرقه إلى غربه على وقع الموسيقى، وحلقت عالياً في الألوان الموسيقية العربية على اختلافها، وهي التي بدأت من أرض الإمارات لتمر على الخليج ومنه سارت نحو العراق ومصر والشام، لتلتقط من كل واحدة منها زهرة وأغنية، وتقدمها على طبق موسيقي جديد إلى جمهورها الذي ذاب صوته مع صوتها، حيث لم يتوقف ولو للحظة عن ترديد أغنيات بلقيس التي استطاعت أن تخلق أجواءً إيجابية نابضة بالحياة وتفيض بالطاقة والحيوية، والرقص، وسط تقديمها لمجموعة من أغنياتها القديمة والحديثة. خلال الحفل فتحت بلقيس أبواب الشام بصوتها، وقدمت من هناك أغنية «ع العين موليتين»، تلك الأغنية التراثية المشهورة كثيراً في منطقة الشام، بينما قدمت أغنية «دبلوماسي» باللهجة المصرية والتي قدمتها خلال العام الماضي، فيما فضلت تقديم أغنية «صابرة» باللهجة المغربية والتي لا تزال تحتل سدة الترند بعد اقترابها من حاجز 10 ملايين مشاهدة، وأيضاً «شوف لي حل» التي قدمتها باللهجة العراقية، ومن السعودية اختارت إيقاع الخبيتي، الذي يعد واحداً من أبرز الإيقاعات التراثية المشهورة في منطقة الساحل الغربي للمملكة، حيث قدمته ضمن أغنية «دقوا خبيتي»، كما قدمت أيضاً أغنيتها «ممكن» التي سبق وأن قدمتها ديو مع الفنان سيف نبيل.

خارج السرب
خطوات بلقيس الأخيرة بدت مشبعة بالنجاح، بدت خلالها وكأنها «تغرد خارج السرب»، وهو ما عبرت عنه من خلال اختياراتها الذكية والمختلفة وغير المتوقعة، لتؤكد من خلالها قدرتها على التشكل، والتنقل بسلاسة خالصة بين الألوان الغنائية والموسيقية العربية والخليجية، وهو ما أهلها لأن تكون نجمة تطبيق «لايف ناو غلوبال» الذي سبق له أن استضاف مجموعة من فناني العالم مثل آدم لافينوا ليبا وغيرهم، وقد استطاعت خلال حفلتها التي قدمت عبر هذا التطبيق من جذب شريحة واسعة من جمهورها.