طموحات بتبادل تجاري يتجاوز 20 مليار دولار.. ومع الإمارات يقفز %90

روسيا والعالم العربي.. العلاقات الاقتصادية لا تواكب السياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا المشاركون في منتدى مجلس الأعمال الروسي- العربي، الذي عقد، أمس، في مركز دبي للمعارض بـ«إكسبو 2020 دبي» إلى زيادة حجم الأعمال بين روسيا والدول العربية، مع التنويع في القطاعات وبناء تحالف اقتصادي استراتيجي، وأوضحوا خلال فعاليات المنتدى أن العلاقات الاقتصادية البينية لا تواكب تاريخ وتطور العلاقات السياسية، إذ إن حجم التبادل التجاري السنوي بين العالم العربي وروسيا، والذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار لا يزال دون الطموحات، ولا يعكس إمكانات وطاقات الطرفين وآفاق التعاون المشترك.

ارتقاء بالشراكة

وخلال كلمة ألقاها في المنتدى أشار معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية إلى أن الحدث يسهم في إتاحة الفرصة لتعزيز العمل الإقليمي المشترك، للارتقاء بالشراكة بين مجتمعات الأعمال العربية والروسية إلى مستويات جديدة من النمو والازدهار، لافتاً إلى أن اجتماعات مجلس الأعمال الروسي- العربي الآن تكتسب طابعاً خاصاً، في ظل تزامنها مع «إكسبو 2020 دبي» الذي يجمع العالم تحت مظلته، ليتواصل ويتبكر، ويبني شراكات من أجل مستقبل أفضل.

وأوضح الزيودي أن حجم التبادل السلعي غير النفطي بين دولة الإمارات وروسيا خلال الأشهر العشرة الأولى من 2021 بلغ 5.1 مليارات دولار محققاً قفزة بنسبة 90% مقارنة بنفس الفترة في 2020 وبنسبة 14% مقارنة بنفس الفترة من 2019.

ولفت إلى أن دولة الإمارات أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، إذ تستحوذ على 55 % من إجمالي تجارة دول مجلس التعاون الخليجي مع روسيا، كما تحتل المرتبة الثانية كأكبر شريك تجاري لروسيا على المستوى العربي، مشيراً إلى أن الإمارات الوجهة العربية الأولى للاستثمارات الروسية، إذ تستحوذ على 90% من الاستثمارات الروسية في المنطقة، كما أن الدولة أكبر مستثمر عربي في روسيا بحصة تفوق 80% من إجمالي الاستثمارات العربية في روسيا، منوهاً بأن رصيد الاستثمارات الروسية المباشرة في الإمارات خلال عام 2019 ازداد بنسبة 19%، وخلال العام ذاته حقق رصيد الاستثمار المباشر المتبادل بين البلدين 1.8 مليار دولار.

زيادة التصدير

وأضاف: «بناء على دراسة خريطة التبادل التجاري بين البلدين، تشير تقديراتنا إلى إمكانية العمل معاً على زيادة يمكن رصد فرص لزيادة إجمالي التجارة البينية غير النفطية، بما قيمته مليار دولار سنوياً، من خلال زيادة حركة التصدير وإعادة التصدير والاستيراد، ويمكن أن تسهم دولة الإمارات من خلال أنشطة إعادة التصدير في زيادة التجارة الخارجية الروسية مع الأسواق العالمية وخاصة القارة الأفريقية».

وأوضح الزيودي أن دولة الإمارات تحتضن أكثر من 4000 شركة روسية تسهم بفعالية في مختلف القطاعات، وتواصل الشركات الإماراتية المستثمرة في روسيا بتحقيق نجاحات متتالية وتأسيس مشاريع رائدة، وأضاف: «تشمل مظلة التعاون بين الإمارات والدولة العربية وروسيا كافة القطاعات، ومن الضروري التركيز على عدد من المسارات باعتبارها محركاً رئيسياً لدفع الشراكة والنمو، خلال المرحلة المقبلة بين الطرفين، وتشمل تعزيز التبادل التجاري غير النفطي وتنويع السلع وزيادة الأنشطة التجارية وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات المستقبلية مثل الابتكار والتكنولوجيا وصناعات الفضاء وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الأخضر والزراعة الحديثة وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة الخضراء والخدمات اللوجستية والنقل والتعليم».

إشادة

ومن جانبه أشاد الدكتور تيمور زابيروف السفير فوق العادة والمفوض لروسيا الاتحادية لدى الدولة بجهود وإنجازات مجلس الأعمال العربي- الروسي في مجال تطوير العلاقات وتنويع الأعمال بين العالم العربي وروسيا، وأكد أن «إكسبو 2020 دبي» يتسم بمناخ بنّاء وإيجابي يسهم في تعزيز التعاون بين المشاركين في المنتدى، فيما لفت نائل الكباريتي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن خلال إحدى جلسات المنتدى إلى أن الدول العربية ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة ومميزة على المستوى السياسي والدبلوماسي مع روسيا، لكن أرقام التعاون الاقتصادي لا تزال في مستويات متواضعة جداً لا تعكس عمق الروابط بين الطرفين، إذ لا يتجاوز حجم التبادل التجاري 20 مليار دولار، وأضاف: «المطلوب خلال المرحلة المقبلة في ظل تحديات الجائحة وإمكانات الدول العربية من جانب وروسيا من جانب آخر تعزيز التعاون في مجالات حيوية على غرار الأمن الغذائي والطاقة إلى جانب العلوم والتقنيات والنقل الخدمات اللوجستية».

وبدوره استعرض ألكسندر فورونكوف الرئيس التنفيذي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة روساتم المتخصصة في الطاقة النووية عن أبرز مميزات محطة الضبعة النووية، التي تعد أول محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية في مصر، وتتولى الشركة الروسية بناء المحطة وتوظيف قدراتها وخبراتها الواسعة في هذا القطاع.

Email