هيبة الفلامنغو

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الرقص حياة أخرى، بين حركاته يحمل رسائل تثير في النفس الشغف نحو المعرفة والسير في دروب الثقافات، عبر حركاته تكتشف الشعوب وما تحمله في قلوبها من مشاعر إنسانية، تتمدد على وتر موسيقي، تارة يكون حزيناً وتاره يرتدي ثياب الفرح، وهو ما بدا على ملامح الراقصة الإسبانية ماريا مورينو التي سارت في دروب الفلامنغو، وتسلقت سلمه حتى أضحت سفيرته في العالم.

ماريا مورينو، احترفت الرقص منذ نعومة أظفارها، واستطاعت أن تتقن حركاته حتى بدت أشبه بفراشة تحلّق في فضاء المسارح، وكذلك كانت في مسرح دبي ميلينيوم بمعرض إكسبو 2020 دبي، الذي أطلت عليه متوسدة بوشاح سكري اللون، والذي تحول في لحظة إلى أشبه بجناحين، مكنتا ماريا مورينو من التحليق في فضاء المسرح، الذي أسمعت الناس والحضور خبطات أقدامها على الخشبة.

آي دانس

في عرضها الراقص، الذي حملته ماريا مورينو عنوان «آي دانس»، قدمت مجموعة مقطوعات مختلفة، شكلت الفلامنغو قاسمها المشترك، ومن خلالها عبرت ماريا مارينو عن طابعها الشخصي كإنسانة وفنانة في الوقت نفسه، لتعكس بذلك أصالة هذا اللون من الرقص العالمي، الذي دشنت فيه مسارها الفني المنفرد قبل نحو 15 عاماً، لتصبح وحيدة على المسرح، تقدم عليه فقرات معبرة عن ذاتها وإنسانيتها وما تضج به المجتمعات الإنسانية من جماليات مختلفة.

مارينو نجحت في نحت اسمها في صفحات ذهبية، وهي التي بنت تكوينها الفني على يد أساتذة الفلامنغو في العالم وعلى رأسهم رافايلا كاراسكو، وأنطونيو كاناليس، وايفا يربابوينا، والذين سبق لهم أن خاضوا المسار نفسه، ليؤكدوا عالمية الفلامنغو وأصالته، وهو الذي يمزج بين مشاعر الحب والحزن والفرح والعاطفة الفياضة، حيث تندمج فيه الموسيقى والأغنية معاً في قالب واحد، ليعبرا عن شكل فني فريد قادر على فرض هيبته على الخشبة، واستطاعت ماريا مارينو أن تذوب بين ثناياه لتقدم لوحة فنية راقصة تعبر عن أصالة ثقافتها ومجتمعها الإسباني.

Email