الدول والشركات والمجتمع.. شراكة من أجل الاستدامة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت جلسات أسبوع الأهداف العالمية في «إكسبو 2020 دبي»، والذي يستمر حتى 22 الجاري العديد من المحاور التي تستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة في سبيل بناء مستقبل أفضل وأكثر إنصافاً للجميع بحلول عام 2030، حيث تحدث المشاركون عن أبرز الرؤى لتسريع تحقيق الأهداف العالمية.

وأوضح حسن الهاشمي، مدير إدارة العلاقات الدولية في غرفة دبي خلال جلسة «منتدى أعمال الأهداف العالمية» أن القطاعين العام والخاص في دبي يوليان اهتماماً بالتنمية المستدامة كجزء من السياسات الاستراتيجية والرؤى الاقتصادية، معتبراً أن إكسبو 2020 دبي هو المنصة المثالية لمناقشة المواضيع المستدامة، خصوصاً وأن الأعمال تلعب دوراً مهماً كمحفز للابتكار والإبداع، ومحرك للنمو الاقتصادي والتوظيف، وهي عوامل تدعم التنمية المستدامة وأهداف المتحدة

وذكر أن الشركات تعمل على دمج أهداف التنمية المستدامة في ممارساتها المؤسسية، مؤكداً أن القطاع الخاص في دبي، يمارس دوراً هاماً في تعزيز مسؤوليته المجتمعية مدعوماً بالسياسات الحكومية التي تشجع على الابتكار والاستثمار واعتماد التقنيات الحديثة، مشيراً إلى أن دبي تسير بخطى ثابتة لتحقيق العديد من الأهداف المستدامة عبر التحول إلى مدينة ذكية صديقة للبيئة والاستدامة، ومركز عالمي للأعمال والاستثمارات.

جلسة نقاشية

واستعرضت الجلسة التي شارك فيها باتريك شلهوب، المدير التنفيذي لمجموعة شلهوب التجارية، وإيميلين هامبالي، مدير مجموعة دايناباك الاندونيسية، وفيشالي نيجام، مسؤولة الاستدامة في مؤسسة رينيو الهندية، تجارب المشاركين في تعزيز أهداف الأمم المتحدة للاستدامة ضمن أعمال مؤسساتهم، فضلاً عن التحديات والإيجابيات التي حققوها لتأسيس منطلق خطط جديدة لمؤسساتهم تهتم بالاستدامة وحماية كوكبنا مستقبلاً.

وقالت نيجام إن هناك نمواً ملحوظاً في تعزيز مستهدفات الاستدامة في خطط الهند، وذلك لتقليل الانبعاثات الكربونية، لافتة إلى أن 40 % من الطاقة المستخدمة لتوليد الكهرباء لم تستخدم الوقود الأحفوري في إنتاجها، وبينت أن هناك أهمية كبيرة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وشركات الأعمال الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن المشاركة المجتمعية لكي يكون هناك اهتمام أكبر وأشمل بمستهدفات الاستدامة وحماية البيئة، خاصة في ظل جائحة كورونا التي أثرت كثيراً على أعمال الشركات وغيرت كثيراً من المفاهيم تجاه مستقبل العالم.

التزام عالمي

وتابعت أن الهند تلتزم بشكل كبير بالاتفاقيات والالتزامات العالمية التي تصدرها الأمم المتحدة فيما تطرقت إلى أهمية الحاجة لاستقطاب استثمارات توجه لمشروعات الطاقة المتجددة، لكي يكون هناك ديمومة واستمرارية في إطلاق هذه المشروعات النوعية بشكل كبير، ومن ثم تحقيق نتائج إيجابية معتبرة وبشكل سريع، وأنهم في الهند يتطلعون لاستقطاب استثمارات بحدود نصف تريليون دولار خلال العام 2022 لتحقق مستهدفاتهم في مشروعات الطاقة المتجددة.

صنع الفارق

وشرح باتريك شلهوب، المدير التنفيذي لمجموعة شلهوب التجارية، أن كل الصناعات تستطيع القيام بمجهود كبير لصنع الفارق لترسيخ مفهوم الاستدامة ضمن أعمالها، وذلك لحماية عالمنا، لافتاً إلى أن استراتيجيتهم في شركته تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، حيث أطلقوا مبادرات لتوفير تعليم نوعي للموظفين والأطفال، وذلك في مسعى منهم لتقديم تعليم نوعي يعزز أهداف التنمية المستدامة، ومن ثم تطوير المجتمع، حيث تم رصد مبالغ مخصصة لتنفيذ هذه المبادرات والمشروعات.

وأفاد أن شركتهم يعمل بها نحو 100 جنسية من بينهم 55% من النساء، وهو أمر يعكس تعزيزهم لمبدأ المساواة بين الجنسين، وهي أيضاً من بين مستهدفات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن جائحة كوفيد سرعت كثيراً من إعادة صياغة الخطط الاستراتيجية لمختلف الشركات والدول لكي تواكب الوضع الحالي، خاصة فيما يتعلق بأهمية إعادة التدوير، فيما زادت الجائحة من الوعي المجتمعي بأهمية الاستدامة.

تعزيز التوعية

ولفتت إيميلين هامبالي، مديرة مجموعة دايناباك الاندونيسية، أنهم في شركتهم يركزون ضمن مستهدفاتهم على تخفيف بصمة الكربون، فيما وفرت الجائحة فرصة لتعزيز العمل والتوعية المجتمعية لديهم لتجاوز السلبيات التي تحدث جراءها، ومن ثم تعزيز سلامة المجتمع، مبينة أنهم يعملون على تنفيذ مستهدفاتهم وتقليل الانبعاثات الضارة، خاصة فيما يتعلق باستخدام البلاستيك ومشتقاته الذي يضر بالبيئة كثيراً، وأنهم يعملون بشكل مقبول من خلال شرح أهمية خطط الاستدامة وتأثيرها لعملائهم من خلال المنشورات، لنشر المعرفة الخاصة بها وتعزيز التعاون بين كافة أطراف المجتمع.

Email