«بورا فيدا».. حياة نقية لأسعد شعب لاتيني

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«بورا فيدا» هي أول عبارة ستقابلك حين تدخل جناح كوستاريكا في إكسبو 2020 دبي، هذه العبارة هي طريقة فلسفية للعيش وتعني «الحياة النقية»، وهي أسلوب حياة تعيشه كوستاريكا يومياً وتحمل معنى عميقاً بالنسبة لشعبها إنهم يعيشون بسلام، لذلك تصنف كوستاريكا كواحدة من أسعد دول أمريكا اللاتينية، لكونها أيضاً تتمتع بالجمال والمناخ المعتدل والطبيعة الهادئة لشعبها الذي اتخذ «الحياة النقية»، شعاراً وطنياً للبلاد وطريقة العيش.

وتعتبر «بورا فيدا» عبارة مميزة في كوستاريكا، حيث تستخدم لإلقاء التحية كما تقال أحياناً عند الوداع أو كإجابة لمن يستفسر عن الأمور الشخصية وما إذا كانت تسير على ما يرام، كما تستخدم أيضاً لتقديم الشكر أو لإظهار التقدير والعرفان، وتقديم المساعدة للآخرين، كما تعبر عن روح الفكاهة لدى شعب كوستاريكا والأمل نحو المستقبل والإيجابية، فضلاً عن أنها تعتبر وعداً بالالتزام نحو العائلة والأصدقاء والذات والطبيعة والصحة، وبشكل عام يعتبرها الشعب الكوستاريكي طريقة حياة أو فلسفة تثير روحاً متواضعة ومرتاحة ومتفائلة.

وتتميز كوستاريكا البالغ مساحة أراضيها 51100 كم مربع بالتنوع البيولوجي، حيث تضم 6.5 % من التنوع البيولوجي في العالم، وهذا ناتج عن تنوع المناخ، حيث تتمتع أيضاً بـ 12 مناخاً محلياً، وتضم 118 بركاناً، منها خمسة براكين نشطة.

وتكرس 25.21 % من مساحتها للمحميات الطبيعية النباتية والحيوانية، وتحرص على حماية البيئة بشكل عام، وفي سبيل ذلك زادت مساحة الغابات في أراضيها إلى الضعف خلال الـ 30 سنة الماضية.

وتأثرت ثقافة الشعب الكوستاريكي البالغ عدده 5 ملايين نسمة، بالثقافة الإسبانية منذ الاستعمار الإسباني للأمريكيتين بما في ذلك الإقليم الذي يشكل كوستاريكا التي تعتبر اليوم موطناً لأسعد شعب في أمريكا اللاتينية، بعدما احتلت المركز الأول في هذا المؤشر لعدة سنوات، وتتخذ البلاد الإسبانية لغة رسمية لها، فيما تعتبر الإنجليزية لغة ثانية.

الكتاب بديلاً عن السلاح

كوستاريكا التي تبعد 22 ساعة جواً عن دبي، استبدلت السلاح بالكتاب، عبر إعادة تخصيص ميزانية القوى العسكرية واستثمارها في التعليم والرعاية الصحية، ومنذ ذلك الحين تعتبر كوستاريكا بلا قوات مسلحة منذ العام 1948، أي منذ ما يقارب 74 عاماً، حيث تخصص 7.6 % من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق على التعليم، فيما تخصص 9.9 % منه للرعاية الصحية.

وتعتبر من الدول الرائدة في مجال التقنيات الطبية، حيث تضم 12 من أهم 30 شركة طبية حول العالم، اختارت إنشاء مصانعها في كوستاريكا، كما تحتل المركز الأول في ناتج اختبار «TOEIC»، و«TOEFL» في أمريكا اللاتينية، مما يجعلها ضمن الدول المتقنة للغة الأعمال.

وخلال أكثر من 60 عاماً وضعت كوستاريكا التي تعني باللغة الإسبانية «الساحل الغني»، أساسات اقتصادها الأخضر الذي تطمح إليه، بهدف التخلص من آثار الاحتباس الحراري والانبعاثات الغازية من أجل الحفاظ على كوكب الأرض وحمايته من التلوث.

وتعتمد كوستاريكا على الطاقة الطبيعية، حيث تولد 98.5 % من طاقتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة، وتشجع على تبني أساليب النقل الخالية من الانبعاثات الكربونية لا سيما في قطاع نقل البضائع، كما حولت أسطول مركباتها للعمل بالطاقة النظيفة، ما أسفر عن صفر انبعاثات كربونية، كما عملت على تطوير نظام النقل العام ليقوم على الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، عبر خطة ثلاثية لتنقية الاقتصاد من الكربون.

Email