خطوات صغيرة.. قفزات كبيرة لتنمية جبلية مستدامة

بمناسبة "اليوم الدولي للجبال"، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، من إكسبو 2020 دبي، مبادرة "منتجات الشراكة الجبلية" والتي تعد واحدة من 25 مشروعاً مختاراً سيتم عرضها في برنامج أفضل الممارسات العالمية لإكسبو 2020 دبي، تحت شعار "خطوات صغيرة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لتأثير مستدام".

جاء ذلك خلال احتفال إكسبو 2020 دبي "باليوم الدولي للجبال"، لتسليط الضوء على أهمية البيئة الجبلية وثرواتها، وزيادة الوعي بالفرص والتحديات التي تعرقل التنمية الجبلية، والدعوة لبناء تحالفات من شأنها إحداث تغيير إيجابي للشعوب التي تسكن الجبال حول العالم.
 
ونظمت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، جلسة نقاشية في منطقة أفضل الممارسات في جناح الفرص في إكسبو 2020، تحت شعار "السياحة الجبلية المستدامة"،
 للحديث عن الإجراءات التي تتخذها الحكومات بالتعاون مع تحالف "شراكة الجبال" التابع لهيئة الأمم المتحدة، لبحث سبل تحسين حياة سكان الجبال، وحماية النظم البيئية الجبلية وتنوعها البيولوجي، وتعزيز السياحة المستدامة.
 
 
وقالت سارة مانويلي، مسؤولة الدعوة والتوعية في تحالف شراكة الجبال الذي تأسس في عام 2002 ويضم أكثر من 430 عضوا حتى الآن، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني: "الأمر كله يتعلق بربط النقاط، لأن الكثير من الناس ما زالوا لا يدركون الدور الذي تلعبه الجبال في حياتنا، فبصرف النظر عن التنوع البيولوجي الغني ومصادر المياه العذبة، تعد الجبال أيضا موطنا للثقافات والتراث المذهل، ونحن نسعى للحصول على الاهتمام اللازم بالجبال".
 
وأضافت: "علينا أن ننتبه لكيفية تعاملنا مع الجبال، والتوصل إلى طرق لحمايتها، كما يتعين على الحكومات والمستثمرين النظر إلى الصورة الأكبر، لأن هذه المناطق غالبا ما تفتقر إلى البنية التحتية، وقد تمتلك بعض المجتمعات الجبلية بنية تحتية سياحية، لكنها تفتقر إلى الطرق للوصول إلى الأسواق والمدارس والمستشفيات، وقد تكون هذه المجتمعات مهمشة للغاية، فالأمر كله يتعلق بحقوق الإنسان الأساسية، وخاصة مع تأثير جائحة كوفيد-19، على المجتمعات الجبلية، بشكل خاص، نظرا لاعتمادها على السياحة،  لذا فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات عاجلة".
 
ووضح لورينزو ميتشيلي، أخصائي سياسة التعليم، وممثل الحكومة الإيطالية في إكسبو 2020 دبي، التزام بلاده بدعم البيئة الجبلية، فالجبال تشكل ما نسبته 60% من إيطاليا، بالإضافة إلى دعمها للاستراتيجية الأوروبية لتنمية الجبال، وقال: "تهتم إيطاليا بمبادرة (منتجات الشراكة الجبلية)، التي تحمي التنوع البيولوجي الزراعي، والأغذية التقليدية عالية الجودة في الجبال، حيث تعمل المبادرة على تحويل النظم الغذائية بشكل مستدام من خلال تعزيز فرص زيادة دخل سكان الجبال الذين يعانون من الفقر والضعف، فالجبال حتما بحاجة ماسة إلى الدعم".
 
وأضاف: "مهما كان السؤال، فإن التعليم هو الحل دائما، لقد سمعت هذا الاقتباس عدة مرات في برنامج الإنسان وكوكب الأرض في إكسبو 2020، وأنا فخور حقا بأن إيطاليا قد دعمت العديد من المبادرات التعليمية في السنوات القليلة الماضية، فقد تم إطلاق إحداها في أسبوع المناخ والتنوع الحيوي في إكسبو 2020، كما تم الترويج لها من قبل جامعة ميلانو، فالجبال هي المكان المثالي لاكتساب المعرفة والمهارات الجديدة، وهي ليست فقط أماكن للسياحة والزراعة وفرص الأعمال، ولكنها أماكن للتعلم".
 
كما أكد سيرجيو مارتن نوستاس، نائب قنصل بيرو في دبي، على أننا جميعا مرتبطون بالجبال، وقال: "نحن لا نحتاج إلى دعم المجتمعات الجبلية فحسب، بل يجب أن تكون في قلب السياسات وعمليات صنع القرار، فالناس الذين يعيشون في المجتمعات الجبلية يتمتعون بمهارات مذهلة، إنهم يستحقون أن تتاح لهم الفرصة لتصدير منسوجاتهم الجميلة أو الأطعمة الغذائية المليئة بالعناصر الغذائية إلى بقية العالم".