الوسمي.. يشدو بصوته ويبدع في «العازي»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بكل فخر أطلوا على الخشبة، جاؤوا جماعات من كل حدب وصوب يتوسدون بأيديهم سيوفاً لامعة، ترتعش من حدة أصواتهم، ليقفوا جميعاً وسط قبة الوصل، يرتدون الأبيض وقد اعتمرت رؤوسهم عقالاً أسود اللون، وفي المقدمة، وقف الفنان الإماراتي الوسمي، مطلقاً صوته عالياً في فضاء قبة الوصل، احتفاءً بعيد الاتحاد الخمسين، مستحضراً معه فن العازي بكل أصوله وتقاليده القديمة. في البدء كانت «ايه يواب الله يواب.. باسم رب العباد نبدأ»، وهي جملة شكلت مفتاح القصيدة المغناة التي ألقاها الوسمي وثلة الرجال الذين وقفوا خلفه، ألقاها على وقع فن العازي، ذاك الذي تفخر به الإمارات، وتعودت عليه في لحظات الانتصار، والاحتفاء بالإنجازات، قائلاً «صرنا فخر للوجود.. هذي امارات الشموخ»، واصفاً الإمارات بأنها دار الكرم والجود.

تمازج

«صبيان يا كبار الشيم»، لازمة فنية تردد بها صوت الفنان الوسمي، كلما انتهى من بيت شعري، فيما يردد خلفه الرجال بكلمة «واشهد»، في كلماته وجه الوسمى التحية لأصحاب السمو حكام الإمارات، فيما لم يغب شعار معرض «إكسبو 2020 دبي» عن قصيدته، حيث شكل واحداً من أعمدتها، ليؤكد بأنه «تواصل للعقول وصنع للمستقبل».

التمازج بين قبة الوصل وفن العازي بدا مذهلاً، حيث فكرة الأولى أصيلة نابعة من اسم دبي القديم، لذا كان لها من اسمها نصيب، بينما الثاني يمثل فناً عتيقاً، يشكل أحد أعمدة تراث الإمارات الأصيل، ولأهميته وما يمتلكه من حضور لافت في الثقافة المحلية، فقد سعت الإمارات إلى تسجيله على قائمة التراث العالمي، ليشكل واحداً من أهم عناصرها، بوصفه إرثاً إنسانياً عريقاً يستحق المحافظة عليه وصيانته، هذا الفن لا يغيب أبداً عن المناسبات الوطنية، وتحديداً في اليوم الوطني، حيث تعود أن يحجز له مكانة متقدمة في الاحتفالات، لما يمثله من حضور لافت على الساحة، ولما يحمله من رمزية عالية في الثقافة المحلية.

طبقات صوتية

الفنان الوسمي، كان أحد الذين أبدعوا في تقديم هذا الفن على مستوى الدولة والخليج، متوسداً بذلك ما يمتلكه من طبقات صوتية، ومرونة عالية في صوته، خلال تقديمه لفن العازي، بدا صوت الوسمي واسع النطاق، وفي قصيدته لم يغض الطرف عن إنجازات الدولة وأحلامها، لم يتوقف عند حدود معرض «إكسبو 2020 دبي» وإنما غادره نحو الفضاء ليذكر في متن القصيدة «مسبار الأمل»، حيث قال: «مسبارنا نحو النجوم.. نحو التقدم والعلوم.. والحلم يكبر كل يوم.. ونحث للمجد المشي.. صبيان يا كبار الشيم»، داعياً في الوقت نفسه الله عز وجل وتبارك اسمه بأن يديم الاتحاد وعزه.

Email