الإمارات وإيطاليا تعتزمان تعزيز التعاون في التكنولوجيا الحيوية والرقمنة

بدر العلماء خلال فعالية التصنيع والابتكار| من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في فعالية التصنيع والابتكار التي نظمت بالتعاون مع إيطاليا ضمن فعاليات الدورة الرابعة من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، أن هناك فرصاً متزايدة لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وإيطاليا في العديد من القطاعات الصناعية، خصوصاً في قطاع العلوم الطبية الحيوية والتكنولوجيا الرقمية.

وأكد بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، أن التعاون الدولي ضروري للنهوض بالقطاع الصناعي وتعزيز العلاقات ودعم جهود تطوير القدرات الصناعية والتقنيات الريادية.

وقال: «تعد القمة العالمية للصناعة والتصنيع منصة رئيسية لاستضافة مثل هذه النقاشات، حيث توفر للحكومات والشركات والمستثمرين والمختصين فرصاً لتبادل المعارف والخبرات في مختلف القطاعات».

وأضاف: «بصفتي الرئيس المشارك لمجلس الأعمال الإيطالي الإماراتي، أشيد بالتاريخ الطويل من العلاقات الثنائية البناءة بين إيطاليا والإمارات، والقائمة على تحقيق المصالح المشتركة، إذ تتعاون الدولتان الصديقتان في العديد من المجالات عبر شراكات استراتيجية، وقد تمكنت كل منهما من التحول إلى مركز اقتصادي ولوجيستي عالمي للتنويع الاقتصادي وتأسيس قطاعات المستقبل القائم على المعرفة والابتكار».

وأكد العلماء أن هناك آفاقاً واعدة لتعزيز التعاون والشراكة بين الدولتين والعمل معاً في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الطبية الحيوية والرقمية، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً مع تنامي أهمية قطاع الرعاية الصحية باعتباره ركيزة أساسية في مواجهة وباء كورونا والتعافي منه، والتصدي لأي أوبئة في المستقبل، مشيراً إلى أن الدولتين تمكنتا خلال السنوات الماضية من تحقيق إنجازات واضحة في تصنيع الأدوية والمستلزمات الطبية، عبر تعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والتي تلعب دوراً مهماً في تسريع عملية تقديم الرعاية الصحية والمساعدة في وقت الأزمات.

ولفت العلماء إلى أن تميز إيطاليا في الصناعات الطبية الحيوية جعلها المنتج الأول للأدوية في الاتحاد الأوروبي، ورسخ مكانتها كوجهة قاطبة للاستثمارات الموجهة للبحث والتطوير في هذا القطاع. كما سلط العلماء الضوء على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في تطوير قدراتها التصنيعية لمعدات الوقاية واللقاحات والبنية التحتية الصحية.

وأضاف: «في ظل التغيرات الهيكلية التي تواجه قطاع المنتجات الطبية الحيوية، فإن الابتكار المستهدف ومعايير التصنيع والتكنولوجيا مهمة جداً لدعم إمكانات التقنيات الجديدة والمصانع الذكية، وهنا يمكن للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن تشكل منصة مثالية لإيطاليا والإمارات في مساعيهما لتعزيز المرونة والريادة في الاستجابة إلى أي وباء في المستقبل».

وأشار بدر العلماء إلى الاتفاقية ثلاثية الأطراف بين القمة ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» لتأسيس المركز العالمي للصناعات الطبية الحيوية، داعياً إيطاليا إلى أن تصبح أول دولة تدعم هذه المبادرة العالمية، وإلى أن تكون قدوة للحكومات الأخرى فيما يتعلق بتوفير الرعاية الصحية واللقاحات للجميع.

وختم العلماء كلمته بالتأكيد على أن تعاون القمة العالمية للصناعة والتصنيع، وبصفتها أول منصة عالمية متعددة القطاعات، مع الاتحاد العام للصناعة الإيطالية، سيسهم في الترويج لقطاع المنتجات الطبية الحيوية الإيطالي وغيره من القطاعات الصناعية الأخرى في دولة الإمارات وحول العالم.

وبدوره سلط نيكولا لينير، سفير إيطاليا لدى دولة الإمارات، الضوء على أوجه التشابه بين استراتيجيات الصناعة والتصنيع في الدولتين باعتبارها تقدم فرصاً للنمو المشترك.

وقال لينير: «تركز كل من الإمارات وإيطاليا على تطوير القطاع الصناعي وتنويعه وتعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة فيه، حيث أطلقت الإمارات استراتيجيتها للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بهدف توسيع قطاعها الصناعي، ولدينا في إيطاليا خطتنا الوطنية للتعافي وتعزيز توظيف الرقمنة ودفع عجلة النمو والتقدم لكي تتمكن الشركات من رقمنة أعمالها والتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة».

وأشار السفير الإيطالي إلى أن جهود وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في تطوير القطاع الصناعي الإماراتي تجعل الصناعة ركيزة أساسية لاقتصاد الدولة، مما يسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وقال لينير: «ستسهم القاعدة الصناعية في دولة الإمارات في لعب دور مهم في جذب الاستثمارات من إيطاليا ومناطق أخرى من العالم»، مشيراً إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيطالي بمعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، على هامش القمة العالمية للصناعة والتصنيع هذا الأسبوع، حيث اتفق الطرفان على أن اللجنة الاقتصادية المشتركة القادمة ستركز على تكامل القطاع الصناعي بين الدولتين، وأن هذا الموضوع سيتم التركيز عليه في المستقبل.

ومن جانبها، قالت باربرا بلترامي جاكوميلو، نائب الرئيس لشؤون العلاقات الدولية في الاتحاد العام للصناعة الإيطالية: «ينبغي بذل جهود كبيرة لتعزيز توظيف الرقمنة في القطاع الصناعي الإيطالي. وهناك فرص كثيرة للتعاون، وهي أمر ضروري لزيادة التنافسية الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة»، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تعد شريكاً مثالياً للمساعدة في إحداث التغيير المطلوب.

وشهدت فعالية التصنيع والابتكار توقيع مذكرة تفاهم بين القمة العالمية للصناعة والتصنيع والاتحاد العام للصناعة الإيطالية بهدف تعزيز النمو الاقتصادي والصناعي الثنائي من خلال تسهيل نقل المعرفة والتكنولوجيا. وأكد نمير حوراني مدير القمة العالمية للصناعة والتصنيع، أن هذه الاتفاقية ستسهم في تحقيق المصالح المشتركة للطرفين، وخصوصاً أن القمة أصبحت تمتلك شبكة عالمية واسعة ستفيد الاتحاد والشركات الإيطالية.

Email