صوت الشعوب الأصلية يعلو في إكسبو

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن أسبوع التسامح والتعايش في إكسبو 2020، بدأت فعاليات «تي أراتيني.. مهرجان أفكار الشعوب الأصلية والقبلية»، في مركز دبي للمعارض، حيث يسلط المهرجان الضوء على النظم والمعارف المكتسبة للشعوب الأصلية في أنحاء العالم، بهدف تشجيع المزيد من الإدماج والقبول لطرق الشعوب الأصلية والقبلية في المعرفة والوجود، وإيصال أصوات السكان الأصليين على نطاق واسع على مستوى العالم.

وتمثل الفعالية والتي نسقها قادة قبائل الماوري بالشراكة مع حكومة نيوزيلندا، تحركاً نحو تشجيع المزيد من التعايش وإبداء القبول لنُظم الشعوب الأصلية ومعارفهم المكتسبة عبر الأساليب العملية، وذلك من خلال العمل على تعديل السياسات التجارية والاقتصادية الحالية منها والناشئة.

يناقش مهرجان «تي آراتيني» من خلال الجلسات الحوارية عدداً من المحاور، منها إعادة تأكيد اقتصادات الشعوب الأصلية والقبلية من خلال اللغات والقيم، والحفاظ على صحة المجتمعات لبناء اقتصادات سليمة، والحفاظ على النظم الغذائية الأصلية والقبلية والنهوض بها، وربط الطبيعة والمعرفة والناس من خلال السياحة الثقافية.

قصص

من جانبه، قال ديودي أورينتيه، رئيس الاستدامة في هيئة السياحة في بنما، وهو ناشط مناخي من السكان الأصليين في بنما: سرد القصص وسيلة للحفاظ على ثقافة الشعوب الأصلية حية، وحماية لغاتها المعرضة لخطر الاندثار، كما أنها أيضاً وسيلة للتواصل مع الأشخاص الذين ربما لن يفهموا قيمنا ومعتقداتنا، حيث إنه في كل مرة يموت فيها آخر شخص مسن من شعوبنا الأصلية، تندثر معه كل المعرفة التي أنتجتها ثقافة تلك الشعوب.

وأضاف: يمكننا التواصل وأن نلمس قلوب الناس، وعلينا البدء في إجراء تغييرات في أنماط حياتنا اليومية. ولكي نتغلب على الأزمة البيئية التي نعاني منها الآن. نحن كشعب أصلي في بنما نحتاج إلى نقل الرسالة التي تلقيناها من أجدادنا، فكبار السن أدركوا أننا إن لم ندمج قيمهم التقليدية وهتافاتهم ومعتقداتهم الروحية بطريقة يمكن فهمها، فنحن معرضون لخطر خسارة الكثير من إرثنا وثقافتنا.

فنون

في حين، قالت شوشونا كيش، موسيقية ومؤسسة مهرجان الموسيقى العالمي للسكان الأصليين في كندا: أعتقد أن قصصنا كشعوب أصلية مهمة للغاية، يوجد في كندا الكثير من الدعم للفنون، وهناك حقاً دعم قوي لحقوق السكان الأصليين في الوقت الحالي، وأشعر بأني محظوظة للوصول إليها، ولكننا ما زلنا نحاول أن نقاوم الصمت الممنهج العميق الذي يمارس تجاه السكان الأصليين في محاولة لإسكات قصصهم، بزيادة تلك القصص الجميلة التي يمكنها إيصال رسالة عن ثقافاتنا.

كما أكدت كيرا شيروود أوريغان، مديرة التأثير في وكالة أوتياروا نيوزيلندا: نحن بحاجة إلى سرد القصص، ومن خلالها يمكننا إرساء التعايش السلمي والتعددية الثقافية، والوصول إلى الفهم وتعزيز العلاقات بين الناس، كما أن سرد القصص يساعدنا على صنع العالم الذي نرغب بالعيش فيه، لاسيّما القصص الحقيقية للسكان الأصليين، إن رؤية تلك القصص، وهي تبدأ في الظهور وتصل إلى العالم، يمنحني الأمل.

مهرجان

ويمثل «تي أراتيني»، تحت قيادة المنتدى الوطني لرؤساء إيوي، وهو ائتلاف من رؤساء إيوي «القبليين» المستقلين، مرحلة ثقافية مهمة، بوصفه أول مهرجان للسكان الأصليين في تاريخ إكسبو الدولي.

حيث تعاونت نيوزيلندا مع دول مُشاركة أخرى لتقديم هذا المهرجان، بالاشتراك مع دولة الإمارات، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة، وماليزيا، وباراغواي، وبنما.

كما استُوحِي موضوع جناح نيوزيلندا في إكسبو 2020 بعنوان «رعاية الإنسان والمكان» من القيمة الماورية المسماة «كايتياكيتانغا»، والتي تعتمد على فهم أن البشر والطبيعة متصلان معاً بشكل وثيق، وهو ما يولد اعتقادهم الراسخ بأن لدى البشر مسؤولية نحو رعاية الأرض والسماء والمياه والحفاظ عليها، وأن الطبيعة في المقابل ستوفر الموارد للبشر، وترعاهم لحماية مستقبلنا جميعاً والحفاظ عليه.

Email