موسيقى العالم لغة تثري التنوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتضن مسرح دبي ميلينيوم، عبر فعاليته اليومية نخبة موسيقى العالم وتأثيراتها الثقافية التي رغم اختلاف أنماطها تجدها قادرة على جذب جمهور المعرض، كونها أداة تواصل للشعوب ولغة مبهجة يفهمها الجميع، وتألقت الموسيقى الكلاسيكية وفنون الأوبرا ضمن جدول البرامج الثقافية والفنية للدول المشاركة في إكسبو 2020، واستطاعت أمسية الغيتار للعازف الإسباني «ميغيل تراباغا» العبور إلى قلوب الجماهير والمتابعين للموسيقى الأندلسية النموذجية، عبر مجموعة متنوعة من الأغاني التي تتراوح بين الموسيقى الأصلية لمانويل دي فايا، وألحان خواكين تورينا أو موسيقى أنخيل باريوس التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفلامنكو، مع نغمات مورينو توروبا، وديونيسيو أغوادو من مدريد، وخواكين رودريغو من فالنسيا، أو الملحن أرتورو دو فيتال من منطقة كانتابريا.



أمسية

كما نظّم جناح البرتغال أمسية موسيقية مع عازفة الغيتار الشهيرة لويزا أمارو، في حين استضاف جناح رومانيا جلسة حية للموسيقى الكلاسيكية تحت شعار «متحدون من خلال الموسيقى الكلاسيكية».

وبعد نجاح النسخ السبع السابقة، استضاف مسرح ميلينيوم النسخة الثامنة من «أوبرا ستار - جوائز الأوبرا الدولية»، وهو الحدث المخصص للأوبرا الغنائية وقيمها الثقافية، بالتعاون مع جناح إيطاليا في إكسبو وتحت رعاية وزارة الثقافة الإماراتية، وينسجم هذا الحدث مع الروح المتعددة الثقافات لمعرض «إكسبو 2020 دبي»، كما أنه يؤسس أيضاً لحضور فناني الأوبرا الإيطالية في جدول أعمال دار دبي للأوبرا مستقبلاً، حيث فاز بهذه النسخة كل من سايوا هيرنانديز، وجوناس كوفمان، وإلينا جارانيا، وجياكومو بريستيا، وأمارتوفشين إنخبات، وروبرت كارسن، وفاليريو جاليانتي، ودانتي فيرتي، وأورسولا باتزاك.



استثنائية شوبان


 كما احتفلت بولندا، بيوم استقلالها، عبر تنظيم حفل راق للموسيقى الكلاسيكية، أمام جمهور كبير ومتنوع من محبي الموسيقى الكلاسيكية، ممن استمتعوا بالمعزوفات الموسيقية الكلاسيكية التي قدمتها فرقة الموسيقار أندريه بوريكو، حيث صدحت في أجواء إكسبو أجمل المقطوعات الموسيقية التي قدمتها الفرقة المميزة، التي عزفت مجموعة منوعة من المقطوعات الشهيرة للموسيقار البولندي الراحل فريدريك شوبان، الذي عاش بين عامي 1810 و1849، ورحل تاركاً معزوفات موسيقية خالدة لا تزال تحظى بالإعجاب حتى اليوم.



إرث كولورادو

وجذبت فرقة «لا سونورا سانتانيرا» المكسيكية الشهيرة عدداً كبيراً من زوار الحدث الدولي، نظراً لإيقاعاتها الشهيرة والتي كونت مسيرتها الفنية من تأسيسها في ولاية تاباسكو المكسيكية مع مؤسسها الراحل كارلوس كولورادو قبل أكثر من 60 عاماً، وقدمت العديد من الحفلات الكبرى في أكبر مسارح العالم. وتعزف الفرقة الموسيقى الاستوائية بأسلوبها الخاص، الذي تعتمد فيه على مزيج من إيقاعات المامبو و«تشا تشا تشا»، كما قدمت الفرقة القومية للفنون الشعبية المصرية العديد من التابلوهات الرائعة على مسرح دبي ميلينيوم.



صوت هولندا

وضمن فعاليات اليوم الفخري للاتحاد الأوروبي، قدم ثلاثة من فناني الأوبرا الوطنية الهولندية الشباب مجموعة من العروض تحت عنوان «زاوية الأوبرا»، تعد هذه السلسة جزءاً من مبادرة «رؤية الأوبرا»، وهي منصة بث مجاني لعروض لأوبرا تابعة للاتحاد الأوروبي تقدم عروضاً حية جديدة من مختلف أنحاء أوروبا إلى الجماهير عبر شبكة الإنترنت كل أسبوع.

في حين أذهل التينور المكسيكي خافيير كامارينا الحضور بصوته القوي ورصانة الأداء الذي نقل سلسلة كاملة من العواطف بصوت واحد، لما يتمتع فيه من قدرات صوتية هائلة، ليثبت مرة أخرى سبب تصنيفه ضمن أكبر موسيقيي العصر الحديث، وكان الحفل بمثابة فرصة فريدة، أحدثت تقارباً بين الحضور من مختلف الجنسيات، والذي يتشارك الشغف ذاته ويرى في الأوبرا لغة مشتركة تتجاوز الاختلافات الثقافية.

كما قدم الملحن وعازف البيانو لودوفيكو إيناودي، وهو واحد من أصحاب الأعمال الموسيقية الكلاسيكية الأكثر انتشاراً على الإنترنت، عمله الأحدث «سفن دايز واكينغ» وانضم إلى الملحن الإيطالي، المعروف بابتكاره مقطوعات موسيقية لأفلام حائزة جوائز أوسكار على غرار فيلم «نومادلاند»، كل من فيديريكو ميكوتسي (عازف كمان) وريدي هاسا (عازف تشيلو).

Email